مقالات

أسباب إفلاس شركة كوداك بعد أكثر من مئة عام من النجاح

500px-Kodak_logo.svg

كما سمعنا جميعاً، إفلاس شركة كوداك العريقة في صناعة الكاميرات و الأفلام ، سأحاول في هذه المقالة سرد أسباب فشل هذه الشركة بعد تاريخ حافل بالنجاحات يمتد إلى 133 عام . وكيف كان بإمكانها تجنب ما حصل، وما الدروس المستفادة من هذه الحالة .

تأسست شركة كوداك عام 1892 على يد جورج ايستمان وهي شركة متعددة الجنسيات تعمل في مجال معدات التصوير ومواده وأدواته مقرها الرئيسي في نيويورك .

اشتهرت الشركة بمنتجاتها من أفلام التصوير الضوئي، خلال القرن الماضي كانت أيقونة هذه الصناعة و وصلت حصتها إلى 90 % في السوق الأميركي .

منذ أواخر التسعينيات بدأت الشركة سلسلة من المعاناة المالية نتيجة انخفاض مبيعات أفلام التصوير لظهور الكاميرات الرقمية ( التقادم التكنولوجي ) . ولم تعد تظهر ضمن قائمة داوجونز لأكبر 30 شركة أميركية منذ 2004 و لم تحقق الشركة أية أرباح تذكر منذ العام 2007 . وكان سعر سهم الشركة المدرج في بورصة نيويورك بلغ أقل من دولار واحد وحذرتها إدارة البورصة من شطب اسمها من القوائم إن استمر الوضع على ما هو عليه .

منذ بدايات الشركة اتبعت استراتيجية تدعى razor-blade strategy وتعني بيع منتجات ( كاميرات ) رخيصة و الحصول على حصة سوقية كبيرة من أفلام و أوراق التحميض . كانت مبادئ عمل الشركة :

إنتاج كبير ، تكلفة منخفضة ، انتشار عالمي ، إعلان قوي ، تركيز على الزبون و النمو من خلال البحث المستمر .

لأن الحالة التي سنتحدث عنها اليوم استراتيجية بامتياز ، فلا يمكن شرحها بغير النظر من هذه الزاوية ، فشركة عمرها 133 عام وعانت من مشاكل في آخر 30 عام من حياتها .. تلك مشاكل استراتيجية حتماً ويجب تحليلها بهذا الشكل ..

السبب الأول : التناقض بين الاستراتيجية المنطقية والاستراتيجية الابتكارية .

وقعت الشركة في مأزق المقارنة بين طريقة التفكير العقلانية و طريقة التفكير الابتكارية لحل المشاكل التي اعترضتها . في حين تركز الطريقة العقلانية على التطبيق الصارم لأساليب حل المشاكل بالمنطق ، بينما تركز الطريقة الابتكارية على الحدس والبديهة مما يجعل المدراء يستخدمون مهاراتهم الابتكارية والتفكير بشكل غير تقليدي .

بدأت تتصاعد الصعوبات في 1984 عندما دخلت شركة fuji اليابانية السوق الأمريكية .لكن كوداك رفضت الإقرار بأن المستهلك الأميركي قد يغير شرائه إلى ماركة غريبة عنه . افتتحت فوجي مصنعاً في الولايات المتحدة وبدأت بحصد المزيد من حصة السوق للأفلام و أوراق الطباعة .

وأيضاً في أواخر الثمانينيات تمسكت الشركة بتصور جوهري حول نمط عملها مما جعلها لا تميز التغير الوشيك في الصناعة وهو العصر الرقمي .

تمسك الشركة نابع عن كونها تطبق الاستراتيجية المنطقية في عملها ، حيث إنها كانت الرائدة في صناعتها وتعتقد أن أي تغيير سيحصل لن يؤثر كثيراً عليها .

أما الطريقة الابتكارية في عمل الشركة ، كان يجب عليها أن تطرح تساؤلات وتصورات حول السيناريو المستقبلي مع هذا التغير الحاصل .


السبب الثاني : التناقض بين التغيير الجذري الثوري والتغيير البطيء التدريجي

حتى عندما تضع الشركة استراتيجية عملها ، عليها دائما البحث عن الطريقة المثلى لتطبيقها بما يتوافق مع التغيرات . دائما هناك وجهتا نظر، الأولى تقول أن التغيير يجب أن يكون تدريجي و ثوري أي يشمل كل نواحي العمل ، و الثانية تعتبر التغيرات يجب أن يتماشى معها بطريقة لطيفة سلسة .

ظهرت المؤشرات في 1981 عندما أعلنت شركة سوني أنها سوف تطرح Mavica وهي كاميرا رقمية بدون فيلم ويمكنها عرض الصور على شاشة التلفزيون ويمكن بعدها طباعة الصور على الورق .

رأت كوداك أنه من الصعب تصديق أن شيئاً ما سيكون مربحاً كالأفلام التقليدية التي كانت رائدة بها ، وحينها اعترف المدير التنفيذي للشركة أن عليهم التصرف سريعاً لكن من خلال دمج تقنية الأفلام والتحميض مع تكنولوجيا جديدة ! . ( لاحظ عدم قبول التغيير الجذري ) .

رغبت كوداك بالتماشي مع هذا التطور لكن بشكل بطيء حتى لا تتسبب بالآلام للشركة من خلال التغيير الجذري في نمط العمل . لأنها عملية ليست سهلة أن تتخلى عن إرث 100 عام من الريادة في مجال الأفلام والتحميض الكيماوي وتدخل مجال التكنولوجيا الرقمية الجديدة كلياً .

السبب الثالث : التناقض بين الأسواق والموارد في الاستراتيجية

طرحت كوداك تساؤلا حول ماهية المورد الحقيقي للميزة التنافسية التي تملكها ؟ هل على الشركة إعادة التموضع بشكل يجعلها تستفيد من إيجابيات تغير الأسواق ، أم أنه عليها البقاء على حالها و مواردها الأساسية ؟

بدت المشكلة واضحة ، تسيطر كوداك على إمكانياتها التصنيعية في الأفلام و أوراق الطباعة وكيماويات التحميض و معالجة الصور ، لكن العصر الرقمي مختلف كلياً ، فهو يعتمد على التكنولوجيا . وليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها كوداك أن تبحث عن المستقبل من وراء الأفلام

أعلنت الشركة في 2003 عن تغير استراتيجيتها لتتوسع الى العصر الرقمي من خلال أسواق المستهلكين و التجاريين و المنتجات الخاصة بالطب ( أجهزة التصوير الشعاعي ) . كما وأنها حاولت دخول مجال الشاشات و الطابعات الحبرية لبناء مزايا تنافسية جديدة لها .

السبب الرابع : التناقض بين التنافس و التعاون

كيف يجب أن تتعامل الشركات من المنافسين ؟ هناك وجهتا نظر متناقضتين ، الأولى تقول بوجوب أن تكون العلاقات معهم بالحد الأدنى وتحت شروط صارمة ، بينما الأخرى ترى ضرورة أهمية بناء علاقة مع المنافسين لتشجيعهم على قبول الإندماجات و الاستحواذات خاصة في حالة المنافسين الصغار . عندما تستحوذ شركة ما على منافس صغير فإنها تحصل على فرصة الدخول الى سوق جديد لم تكن تعطيه الاهتمام الكافي وكذلك تبني إمكانيات إنتاج وتكنولوجيا جديدة من خلال ما يقدمه هذا المنافس .

وقعت كوداك في هذا المأزق أيضاً حيث أنها قامت ببعض الاستحواذات لمحاولة لملمة الفشل الذي حل بها ، لكن كانت بالكاد تتعاون مع بعض المنافسين الصغار . كان على الشركة أن تحدد موقفها بدقة أكبر و تتجه نحو الاستحواذ والاندماج مع كافة المنافسين الذين يتيحون لها إمكانيات جديدة ، ( لاحظ كيف أن غوغل اسبوعياً تستحوذ على منافس صغير جداً يطور تقنية معينة ، هذا الاستحواذ يقدم منافع للطرفين ، غوغل تكسب تقنية جديدة بثمن رخيص نسبياً و تبعد منافس من الساحة قد يكبر لاحقاً ، و الشركة تكسب شرائها بسعر لم تكن تتوقعه من قبل وتبقى في إدارة مشروعها )

السبب الخامس : التناقض بين التوجه إلى العالم أم البقاء على المستوى المحلي

يغري الإنطلاق إلى العالم معظم الشركات مما يدفعها للتسرع إلى هذا المجال ، حتى تقع في مشكلة إختلاف الثقافات و نمط الزبائن وسلوكياتهم وعاداتهم الشرائية . وايضا يغري البقاء على المستوى المحلي الكثير من الشركات فهي تعرف أسواقها وزبائنها وتقنياتها ومنافسيها جيداً وتسيطر على حصة كبيرة ، فلم الإنطلاق نحو المجهول وراء دافع المزيد من الربحية ؟

إذن يمكن القول أن كوداك لم تتمكن من تحديد مستقبلها بشكل فعال ، وتعتبر مثال عن حالات فشل استراتيجية وقعت بها الشركات ، لم تتمكن من إدراك المستقبل الرقمي بسرعة ، وعندما تيقنت من هذا ، كانت ردة فعلها بطيئة للإستجابة للتغير المستمر .. هذا التغير كان أشبه بموجة مد عالية أطاحت بكوداك التقليدية .. للأسف كان بإمكان كوداك إستثمار مليارات الدولارات التي تجنيها من منتجاتها التقليدية وخاصة في المجال الطبي لأن تعيد هيكلة نفسها لتسيطر أيضاً على العصر الرقمي الجديد ايضاً .

الدروس المستفادة :

1- على كل الشركات التجاوب مع ( مأزق الإبتكار ) أو ( حل الإبتكار ) وتعني أن هناك أشياء قد تحدث ( ابتكارات جديدة مثلاً ) قد تطيح كلياً بأعظم شركة مهما بلغت ( كوداك حينها كان عمرها 100 عام )

2- لا ينبغي على الشركات البقاء على الجانب الآمن و عد المليارات التي تجنيها فقط .

3- على الشركات التفكير دوماً في أي صناعة تعمل هي الآن ، لأن منافسيها يقومون بذلك ، والصناعات تتغير أشكالها على مر الزمن . والمثال أن جونسون أند جونسون لم تكن تفكر بصناعة العدسات اللاصقة للعيون ، مع أنها تملك التقنية اللازمة .. وعندما فكرت من جديد بصناعتها بشكل صحيح رأت أن هذه الصناعة يجب أن تدخلها وهذا ما حصل فعلاً .

4- يجب أن يكون لدى الشركات فريق عمل مستقل مهمته تدمير الشركة من خلال إدخال منتجات جديدة ! ، أو إبتكار تكنولوجيا جديدة تؤدي إلى نسف التكنولوجيا الحالية التي تعمل بها .

5- يجب أن تشتري الشركات الكبرى شركات صغيرة تطور تكنولوجيا جديدة يمكن أن تفيدها في عملها الأساسي . ويجب الحذر هنا حيث إن إنتظرت الشركة إلى أن تدخل هذه التكنولوجيا حيز التنفيذ فإنه سيكون من المكلف جداً شرائها . والمثال واضح .. كان لدى ياهو ومايكروسوف فرصة شراء غوغل من قبل .. لاحظ ماذا تفعل بهم اليوم.

أخيراً ، نأخذ عبرة من هذه القصة أن التطور والتغير الحاصل في البيئة الخارجية للشركة يستدعي حتماً التدخل و التصرف بشكل ما ، وقد يكون هذا التغير فرصة جديدة أو يؤدي بك للإفلاس .

المصدر

اظهر المزيد

‫23 تعليقات

  1. الصراحة الشركة هذي عريقة لكن بعد ماشريت من عندهم كاميرا ١٢ميجابكسل كرهتهم

  2. للاسف شركة رائده وبهذا الحجم تعلن افلاسها .. وهذا يعطي درس للادارات الاستراتيجيه بجعل مساحه كافيه للمرونه وعدم الانخداع بمكانة الشركه الحاليه والعمل على ادخال التعديلات بما يتماشى مع متطلبات العصر والتقدم ..
    شكراً جزيلاً لعرض الحاله والاسباب.

  3. اعتقد انه السبب الاساسي لفشل العملاقه كوداك هو عدم متابعتها للسوق بشكل جيد وعدم وضع خطط مستقبليه واستهانتها بالشركات الاخرى وعدم مواكبة التطور السريع في عالم التكنولوجيا

  4. Ahmed Almulhim

    سؤالك مهم و تخصصي ، شكراً إلك ورح اجاوبك عليه

    البند 7 من قانون الإفلاس يعتبر أنه حالة إفلاس سيولة و هون بيتحتم على الشركة بيع كافة أصولها المملوكة لتسديد الديون . يحصل الدائنين على تغطية الديون من قيمة بيع الأصول في المزاد و حسب ضمان كل دين وسلم أولويات . ويعين القانون شخصاً مسؤولاً عن إدارة العملية وإشهار الأفلاس ليضمن أن قيمة بيع الأصول تم تسديدها إلى الدائن المحدد بالضبط منعاً للتلاعب أو الاحتيال مثلا يقوم شخص من مجلس إدارة الشركة بوضع أحد الأسماء الوهمية كدائن ويتم بيع الأصل ويسدد لهذا الشخص الوهمي بالتالي تحرم الشركة الدائنين الحقيقين من قيمة الأصول كسداد لديونهم ، وكما نعلم أنه في حالة الأفلاس تكون قيمة الأصول أقل من قيمة الديون وهكذا تقع ديون معدومة .

    البند 11 كما تفضلت حضرتك ، يتيح للشركة إعادة هيكلة نفسها لتعيد الإنطلاق من جديد وهنا تتاح الفرصة للشركة أن تتفاوض مع الدائنين من خلال تغيير شروط القروض والديون كمعدلات الفائدة أو مواعيد التسديد .

    إذا نجحت شركة ما بالاستفادة من البند 11 فإنها يتوقع لها أن تستمر بشكلها الجديد ولا يجب أن تعود لما كانت عليه بعد مدة وذلك لحماية الدائنين . وإذا لم تنجح الشركة بإعادة هيكلة نفسها أو بالتفاوض مع الدائنين على تغيير الشروط حينها يعلن إفلاسها وفق البند 7 نتيجة السيولة

    شكراً للجميع وارجو أن تكون هذه الدروس المستفادة عبرة تتعلم منها الشركات الصغيرة والكبيرة حتى لاتقع في هذا المطب مرة أخرى .

  5. اخي في الله انا لم افهم شيء مما كتبته وهناك امنية اتمنى ان تتحقق

    الان انا اريد ان اكون من رواد الاعمال لكن اولا يجب ان فهم في هذا التخصص ولم اجد سبيل لمن يجعلني افهم

    كل ماكتبته لن يفهمه الا رواد الاعمال او الذي له خلفية عن ادارة الشركات

    دلني جزاك الله خير من اين ابدا وانتظر اجابتك

  6. هل انحرف عالم التقنية عن مساره فأصبح يقدم تحليلات في مجال إدارة الأعمال وغيرها من الأمور بدلاً من الأخبار والمقالات التقنية؟
    بدأت أقرأ مقالات لا تتعدى كونها آراء شخصية تحتمل الصحة والخطأ وتقدم على كونها حقائق للعامة. أتمنى أن يتم التدقيق في المقالات فمثل هذا المقال يقدم معلومات خاطئة للقراء. كما أن المعلومات المذكورة في المقال لا يوجد لها أي مصادر. والأدهى والأمر أن هذا المقال نسخ ولصق من المصدر. ولا أعتقد أن مستوى عالم التقنية يصل لمستوى منتديات النسخ واللصق.

    هناك الكثير من التقنيات الحديثة التي تموت مباشرة وكوداك استثمرت في عدد لا بأس به من هذه التقنيات بل إنها انتجت بعضاً منها. المشكلة تكمن في معرفة التقنية التي لها مستقبل وهذا أمر صعب كثيراً. فالعالم لا يتبنى التقنيات بناءً على مستوى أدائها فقط بل هناك الكثير من الأمور التي يجعل معرفة مستقبل تقنية معينة أمراً صعباً.

    السوق لم يتحول فجأة إلى التصوير الرقمي وكان من الحماقة من كوداك أن تدخل سوق حديثة مباشرةً على حساب السوق التي تتميز بدور الريادة فيه ولهذا كان دخولها إلى السوق الرقمي متواضعاً بعض الشيء. كوداك دخلت السوق الجديدة بحذر كي تحافظ على مركزها في السوق التقليدية ولو لم تفعل ذلك لأعلنت إفلاسها بشكل أسرع فللسوق الجديدة رواده ولن تستطيع جني نفس الأرباح التي تجنيها من السوق القديمة وحتى تكون رائدة في السوق الجديدة عليها أن تستثمر الأموال في الأبحاث آملةً في الوصول إلى تقنية تميز منتجاتها حتى تبرز وهذا مافعلته كوداك لكن ليس بالقدر الكافي.

    هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فهناك الكثير من الأخطاء التي ذكرتها في مقالك هذه بعضها:
    1-منتج سوني Mavica لا علاقة له إطلاقاً بالتصوير الرقمي. هذا المنتج كان أول كاميرا تصوير فيديو غير رقمية في العالم. سوني استغرقت سنوات طويلة من البحوث والتطوير حتى توصلت لهذا المنتج وحتى تستطيع كوداك صنع منتج منافس كان عليها استثمار نصف المدة التي استغرقتها سوني للتوصل لهذا المنتج على الأقل ولحين حصول ذلك ستكون كوداك متخلفة عن منافسيها بأي حال من الأحوال. هناك خيارات أخرى متاحة الآن لم تكن متاحة مسبقاً فاليوم تستطيع أي شركة شراء ترخيص استخدام براءات الاختراعات المختلفة لصنع منتج بديل أما في السابق فلم يكن هناك سوى سوني ولن تعطي أسرار منتجها وجهد سنوات من أجل مبلغ ترخيص لايكفي لقيمة الأبحاث التي أنفقتها.

    2- كوداك لم تتمسك بماضيها بالشكل الأعمى الذي يصوره المقال ومثال على محاولات كوداك على اللحاق بالركب في تقنيات أخرى هو فكرة التصوير الفوري والتي أتت بها شركة بولارويد التي كانت تلك التقنية بمثل بصمة تشكلت حولها شخصية الشركة ودخلت الشركتان في نزاعات قضائية حتى خسرت كوداك واضطرت لترك كاميرات التصوير الفوري بدأً من عام 1986. وهو نفس العام التي أعلنت فيه كوداك عن أول كاميرا بدقة 1 ميغابكسل في العالم وهو دليل على أن كوداك موجودة في السوق الرقمية منذ ذلك العام على الرغم من أن السوق التقليدية لازالت أكبر بكثير.

    3- نقطة الاستحواذ والمثال الملقى عليها خاطئان تماماً فجوجل فموارد جوجل ووضعها الاقتصادي يتيحان لها الاستحواذ على ذلك العدد من الشركات الصغيرة وهي ببساطة تستحوذ على المؤسسين وتوظفهم في مشاريعها أو تستخدم منتجاتهم كبداية لمشروع بدلاً من أن تبدأ من الصفر. من أكبر الأخطاء المقارنة بين سوق المشاريع البرمجية المكتظ بالشركات الصغيرة المبدعة تكلفة تأسيسها ومصاريفها صغيرة ويسهل إرضائها بالمال بعكس سوق التصوير الذي يمتلك عدداً محدوداً من الشركات أغلبها ضخمة وحتى الصغيرة منها استثمرت مبالغ باهظة في البحوث والمعدات اللازمة لصنع الاختراعات فتكلفة شراء هذه الشركات أعلى ومن الصعب إرضائها بالمال. هذا من ناحية أما من الناحية الأخرى فأن تضيع كوداك أموالها في شراء الشركات المنافسة سيؤدي لإفلاسها بشكل أسرع فهي لا تستطيع تحمل تكاليف صفقات فاشلة مثل جوجل كما أن بعض عمليات الاستحواذ قد تأخذ سنوات حتى تبدأ في در الأرباح على الشركة.

    سأكتفي بهذا القدر فلا أريد تضييع المزيد من الوقت على هذا المقال وماكتبته ليستفيد منها القراء والقائمون على الموقع.

    خلاصة ما أقوله أن خيار عدم التخلي عن السوق التقليدية كان صحيحاً كما أن كوداك لم تتأخر في الدخول إلى السوق الرقمية.

    ما أقصده أن أسباب إفلاس كوداك أكثر تعقيداً مما يبينه هذا المقال. كما أن لدى الشركة عدد كبير من الموظفين المتخصصين في دراسة السوق وتوجهاته . كما أنك لم تذكر شيئاً عن المأزق الاقتصادي الأمريكي الذي أدى إلى إفلاس مئات المؤسسات والشركات والبنوك الأمريكية.

    “فشل” كوداك كما تقول ليس بسبب 5 تناقضات يمكن كتابتها في مقال مكون من عشرات السطور. وإن كان الأمر بهذه البساطة فما أسهل الدخول في عالم الأعمال.

  7. هل إفلاس الشركة هو آخر القصة، أم أن هناك خطوات يُمكن أن تكون بعدها، مثل شراء الشركة، إعادة تشكيلها، بحيث أن لها إسم (كوداك) قيمته ملايين

  8. مقال رائع جداَ , علمي و مكتوب بطريقة احترافية ومدعّم بالامثلة الواضحة

    شكرا جزيلا …

    وفعلا انت تكلمت عن مبادئ اساسية درستها في الهندسة ..

    هنالك مايدعى paradigm shift & paradigm paralysis

    والشركة وقعت في paradigm paralysis

    (what was successful in the past will continue to be successful in the future)

    وهذا اكبر خطأ ممكن تقع فيه اي شركة !

  9. من السهل ان تكتب تقارير بعد افلاس الشركة ولكن هل كنت قادر على ذلك قبل اعلان الافلاس

    التنظير السهل احيانا

  10. أشكر الكاتب على مقاله ، وإن كان معظم ما فيه ، لا يتعدى الأفكار النظرية ، ولا ينطبق كثيرا على مسيرة شركة إيستمان كوداك روشستر وفروعها في بريطانيا كوداك أفمي وفي ألمانيا كوادك إي جي ، ..

    للعلم فقط ، منذ مطلع التسعينات بدأت شركة كوداك سياسة الحذر ، فقامت بتفتيت خطوط الأعمال التي تملكها ، تخلت عن أجهزة التصوير مع مطلع التسعينات ، تخلت عن أجهزة البزنس إيماجنك مع نهاية التسعينات ، وتعاونت بشكل متعاضد مع شركات متنافسة مثل كونيكا وغيرها .. كوداك ليست لديها مشكلة غير أن خطوطها الصناعية آلت إلى الاندثار ، لم يعد في العالم من يتمسك بالصور الورقية إلا ندرة ، ولم يعد للكيماويات مجالا.

    حاولت كوداك تطوير إنتاجها الرقمي منذ نهاية التسعينات ، لكن التسارع الذي اكتسح الإنتاج الرقمي العالمي ، لم يعط ل كوداك ميزة تفضيلية لا في الجودة ولا في الخدمة ، فقد أهلكتها الكوادر والتكاليف التي تضاف لقيمة المنتجات ، بينما كانت شركات أخرى بتكاليف كوادر وإنتاج وأصول لا تزيد عن عشرة بالمائة من تكاليف كوداك قادرة على تقديم نفس السلع الرقمية بأسعار تنافسية مربحة.

    كوداك لم تحسن التعامل مع مزارع الصناعة الشرقية في الصين وما حولها ، وهي نقطة الفشل الكبرى التي نالتها ، حيث فضلت الصناعة الأمريكية ذات الكلفة العالية والصناعة في بريطانيا وألمانيا وأصرت على عدم تطوير هياكلها الصناعية ، وهو أكبر أسباب تراجعها في حصص السوق.

    بالمناسبة ، كوداك لا زالت قائمة ، وهي بصدد معالجة كل مشاكلها وهو ما حدا بها إلى تأجيل حركة الموارد مع الدائنين وتجميد الديون بطريقة تعتبر أفضل الحلول وأقل الأخطار وهي الإفلاس تحت البند 11 الذي يتيح لها النهوض مع تأجيل الديون لحين إعادة الهيكلة.

    أظن أن اسم كوداك سوف يجد له من رصيده طريقا رائجة حيث أن الحكومة الأمريكية قد أبدت نحو الشركات الأمريكية العريقة خطوات فعالة لأنقاذها وإيجاد منافذ متميزة لها في سوق المستهلكين العالمي.

    تدرس كوداك حاليا إقامة محور صناعي كبير لها في الصين تحديدا ولم يخرج للملأ حتى الآن ما الذي سيكون عليه اسم كوداك إضافة لتاريخ من الكيماويات والأوراق غطى العالم قرابة القرن ونصف من الزمان.

  11. كلامكم حلو اكثير
    انا كاعد بعمل بحث عن الاسباب التي ادت الى فشل شركة كوداك او مش لاكي اشي عنها او بتمنى منكم اتساعدوني

  12. اذا سلمنا بما جاء بهذا المقال …ماهي اسباب تهافت شركات كبيرة على شراء مخزون براءات الاختراع لدى كوداك؟

  13. مؤسسة عائد علي الشمري للمزادات العلنية
    مؤسسه مزادات علنية تقدم للشركات والمصانع للقطاعين الحكومي والخاص خدمات وتسهيلات عن بيع اغراض خاصه بالشركات مثل سيارات وخردوات وكل ماتخيله مع الدعاية عن المعروض مع الوكاله الحصريه خلال فتره المزاد رقم موحد920007097 رقم ارضي0112441065 /0112447324 السعرحسب الاتفاق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى