مقالات

المحتوى العربي والتسويق الرقمي

نصائح تسويق المنتجات الرقمية

في فضاء العالم الرقمي تتعدد الاهتمامات لتسويق الأفكار أو المنتجات أو حتى الأشخاص أنفسهم! نعم هناك من يريد أن يسوق نفسه أو يسوق اسمه للشارع الذي أصبح يريد الكثير من العروض، ومن ينجح في تسويق منتجه فإنه سينجح في الكثير من الأشياء على صعد مختلفة.

يفتقر المحتوى العربي إلى ضوابط ومن قبل ذلك إلى تخطيط منظم ومدروس، بحيث يشمل جوانب مهمة في الأشياء المحتاجة للتسويق رقميا.

هناك من يسوق بلغات أو لهجات أو أساليب مختلفة، ولكل منها جمهور يحتاج التدقيق فيه بعناية.

تويتر، انستغرام، وفيسبوك هي المنصات المعتمدة عربيا في عدد المتابعين والمشاركين، وهي أولى القنوات الرقمية استهدافا للجمهور العربي بالمحتوى العربي، وتحتاج كل قناة إلى دراسة مفصلة لفهم سلوكيات الجمهور فيها.

تويتر مثلا هناك العديد من الشرائح المتناقضة، فمن الرسمية والمهمة، إلى الساذجة والساخرة، والتي تظهر دائما أنها الأكثر تفاعلا في المجتمع، ويبدو ذلك واضحا من خلال الوسوم الأكثر مشاركة (ترند) إذ أغلب المواضيع الساذجة أو الفكاهية أو الساخرة تكون في المقدمة، وذلك بفضل الجمهور النشط في هذا المجال.

وقل مثل ذلك على انستغرام وفيسبوك مع اختلاف كبير في تفاصيل المشاركين.

المحتوى العربي عائم وغير محدد، والمسوق نفسه لا يدري ماذا يريد ولا كيف يبدأ، وحتى شركات التسويق الرقمي ضائعة بين الجد والهزل وبين التفاعل والجمود.

كل ما يحتاجه المحتوى العربي ، وأقصد بالمحتوى هنا عموم ما يتم تداوله من أفكار وتطبيقها بأنواع شتى، محتوى بصري، محتوى نصي، محتوى سمعي، محتوى سمع بصري، كل ما يحتاجه المحتوى العربي هو فهم الشارع والنزول إليه، لا يمكن لك أن تجلس ببرج عاجي وتقول للناس هيا تعالوا إليّ برسميتي وثقلي، ولا تنزل أيضا إلى درجة السخافة المطروحة، بل يمكنك أن تجلب الجمهور الساخر إليك بالحضور في ساحته بصورة لا تهز اسمك ولا تسيء لحضورك، وهذا يعتمد على التوازن في الطرح والبساطة والاستهداف المباشر والسهل.

يمكنك أن تحقق ذلك بسهولة المعاني، وسهولة الألفاظ وسهولة التواصل ، أن يكون الحاجز بينك وبين الجمهور ذائبا، بحيث تكون صديقا شخصيا لهم، يمكنهم أن لا يجدوا حرجا في الحوار أو السؤال أو حتى المزاح معك.

ولأجل كل هذه التفاصيل يفهم الكثير من الناس وخصوصا بعض شركات التسويق الرقمي، يفهمون المحتوى أنه مجموعة من التغريدات في موضوع معين، ويفهمون مدير المحتوى أنه آلة تطبع نصوص وتوزع تغريدات في آخر الشهر لينسخها مسؤول الحساب للنشر.

مسؤول المحتوى الشخص الأهم في سلسلة التسويق الرقمي، يجب أن يكون مسؤولا عن كل الأفكار، في مناقشتها وفي طرحها وفي طبخا أيضا، يجب أن يكون مدركا لأوقات النشر وأهم الأوسمة (هاشتاقات) وكيفية نشرها واستهداف الجمهور بها، ولا شك هو المعني الأول بوضع استراتيجية المحتوى بمساعدة فريق التخطيط.

يجب أن يكون مسؤول المحتوى قريب جدا من جمهور الحساب المراد التسويق له، يعايشهم ينزل إلى شارعهم يفهم لهجتهم يميز بين ما يجذبهم وبين ما يستفزهم، وإلا كان المحتوى منفصلا تماما عن الهدف الرئيس الذي هو التسويق للعملاء.

وهنا يمكن أن نذكر أن أهم أهداف التسويق الرقمي، والحضور في شبكات التواصل وهي إحدى أو جميع أو بعض هذه النقاط:

– نشر محتوى

– بيع مباشر

– العلامة التجارية

– العلاقات العامة

– تسويق المنتجات

عندما تفهم كل هذه التفاصيل ستدرك تماما أهمية المحتوى وأهمية الكتابة والتخطيط له، وأهمية مشاركة مسؤول المحتوى في طبخ كل الأفكار التي تدور في الشبكات.

وكذلك يجب أن يطلع كاتب المحتوى على كل مشكلة تحصل وعلى كل إيجابية تحدث في الشبكة حتى يركز على نقاط ويتغاضى أخرى.

والفرق بين مسؤول الحساب ومسؤول المحتوى ومسؤول الشبكات الاجتماعية كبير جدا.

عرفنا فيما سبق من هو مسؤول المحتوى، وأما مسؤول الحساب فهو الشخص الذي يقوم بنشر المحتوى ومتابعة التفاعل والردود والشكاوى والأخبار التي تكتب عن الحساب وإخطار كلٍّ من مسؤول الشبكات ومسؤول المحتوى، ليحلها الأول بالتواصل مع العميل أو بالتنسيق مع صاحب الحساب، ويحلها الثاني بنصوص ومحتوى قادم يمكن أن يخفف من هذه المشكلة.

مسؤول الحساب يتابع ويراقب جميع الحركات التي تجري على الحساب ويعد بذلك تقارير مفصلة وأرقام ودراسات عن طريق برامج محايدة حتى يتوصل لنتيجة شهرية تبين مدى التفاعل والزيادة والنقص والحالة التي يمر فيها الحساب ويقيمه ويرسل ذلك للمعيين بمن فيهم مسؤول المحتوى ومسؤول الشبكات وصاحب الحساب والتخطيط.

أما مسؤول الشبكات الاجتماعية فهو صلة الوصل بين جميع أطراف السوشيال ميديا وهو الفني والتقني الذي يكون لديه إلماما بأنظمة الحسابات ومشاكله الفنية والتقنية ويكون صلة وصل مع صاحب الحساب والإعلانات والشركات الخارجية وإلى ما هنالك.

فأي خلط أو لبس بين هذه المهام تجعل الجميع يدور في فضاء مفتوح لا فائدة ولا نتائج مرجوة منه، ويلقي كل واحد لومه على الآخر، ويصبح الحساب يمشي خبط عشواء بدون دفة توجهه بالشكل الصحيح والمناسب.

هذه النقاط مهم أن يدركها كل من لديه حساب في شبكات التواصل يريد أن يصل لتفاعل كبير، المؤسسات التسويقية العاملة في الإعلام الرقمي، كل من يهمه تطوير نفسه في مجال الإعلام الجديد _إن صحت جِدَتُه –

جعفر الوردي

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى