لم تكن سارة الجثلان تعلم بأن حساب حدثي “Hadathy”على تويتر الذي قامت بإنشائه لغرض رصد الملتقيات والفعاليات التقنية في الرياض، سوف يتحوّل لاحقًا إلى شركة متخصصة في بيع وتسويق تذاكر الفعاليات.
بدأت فكرة حساب حدثي على تويتر في ٢٠١٣ عندما كانت الجثلان طالبة في الجامعة، وعن تلك الفترة تقول : “كانت فكرة الوصول إلى المؤتمرات التقنية شيء صعب جدًا، هناك فعاليات ، ولم يكن لها إعلام رسمي”. ومع ذلك كانت حريصة على حضور كل الفعاليات وتغطيتها من خلال حسابها على تويتر، وتقوم بإعلام متابعينها عن تفاصيل وطريقة الوصول للفعاليات التقنية، وعندها خطرت لها فكرة إنشاء حساب على تويتر يُغطي تلك الأحداث للمهتمين.
بعد التخرج “لم يكن يستهويني المجال الأكاديمي والتدريس”، لذلك كانت تبحث عن تطوير فكرة تحويل حساب حدثي إلى عمل تجاري بعد ما جذب المتابعين على تويتر ليصبح من أهم الناشرين للفعاليات التقنية.
التحوّل إلى شركة
وهنا جاء دور الشريك المؤسس عبدالله الراشد خريج تسويق وإدارة أعمال، و تصف الجثلان تلك المرحلة في التأسيس “لم أكن أعرف كيف أبدأ” عمل التصاريح والإجراءات الحكومية كانت من صميم عمله. وعن الشريك تُضيف ” من المهم أن يختلف عنك الشريك حتى يُكْمِلك” وهذا ما يعكسة تخصص الراشد.
حاول الشريكان تحويل العمل لشيء تجاري، وفي أثناء العصف الذهني لاحظوا بأن الفعاليات التقنية في ذلك الوقت محدودة جدًا لذلك تحوّل المشروع إلى شيء أكبر شركة تقوم ببيع وتسويق تذاكر كافة المنتديات والمؤتمرات و التي بدأت تأخذ زخم كبير جدً في المجتمع وذلك بعد وجود الهيئة العامة للترفيه.
راقبت الجثلان منظمي الأحداث التقنية وقامت برصد الأخطاء والمشاكل التي يقعون بها، “لا يستخدمون التقنية نهائيًا، ويقومون ببيع التذاكر في أماكن معينة فقط”، وهذا لا يخدم الحضور ولا الجهة المنظمة للفعالية، لذلك قامت شركة حدثي بالعمل على التذاكر الإلكترونية وتسهيل عملية التسجيل واستقبال الزوار، و تحليل بيانات المسجلين في الفعالية والاستفادة من النتائج بما يناسب مجال الفعالية.
لم تكن شركة حدثي الوحيدة التي عملت على نظام التذاكر الإلكترونية للفعاليات فقد سبقتها شركات مثل لمة، و تذاكركم، و STYtickets. وهذا شكل ضغط وعبء على الشركة الوليدة “عندما نتحدث مع الشركات الكبيرة لإدارة فعالياتهم يخبروننا أنهم متعاونين مع شركة اخرى بحسب وصف الجثلان. وتقول “مجال تنظيم الفعاليات يحتاج لتمويل عالي جدًا، كما يحتاج لعلاقات”.
حصلت الشركة على تمويل معهد ريادة الأعمال الوطني ريادة “riyadah” و بدعم من بنك التنمية الاجتماعية والذي يمنح قروضًا ميسرة بدون فوائد.
يعمل الراشد بشكل كامل في شركة حدثي، فيما تعمل الجثلان بشكل جزئي حاليًا. “أذهب لمكتب الشركة بعد نهاية دوامي الأساسي”. ويعمل بالشركة خمسة موظفين آخرين في التسويق والتصميم والمبيعات وتنظيم المؤتمرات. يعملون بشكل جزئي عن بعد “ينظمون لنا وقت الفعالية فقط”.
الإنفاق الحكومي الضخم على الترفيه
تسعى الشركات العاملة في قطاع الترفيه إلى استغلال التوجه الجديد للحكومة السعودية والتكامل مع رؤية 2030 وبالتحديد برنامج جودة الحياة والذي تم إطلاقه ضمن برامج الرؤية بإجمالي إنفاق 130 مليار ريال، والذي سيساهم في تطوير وتنويع فرص الترفيه في المملكة، إذا ماعلمنا بأن إجمالي استثمارات القطاع الخاص في البرنامج يفوق 23,7 مليار ريال حتى 2020.
وأطلقت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، موقع الفعاليات السعودية والذي يغطي احدث المهرجانات الترفيهية والتسويقية والثقافية في السعودية، وتعمل هيئة الترفية على قائمة مشابهه في موقعها روزنامة الترفيه.
“الناس بدأت تهتم بالحضور وتطلب فعاليات معينة، أحداث عالمية بدأت تصلنا مثل عروض السيرك وغيرها” كما قالت الجثلان.
وتعمل شركة حدثي على مواكبة التطورات السريعة في المجتمع السعودي وتنويع الخيارات ورفع الوعي الإجتماعي في مجال الفعاليات وتحويلها إلى أسلوب حياة بالاعتماد على التقنية.
لازال حدثي في مرحلة البناء، “يمكنني البقاء لمدة ثلاث سنوات دون انتظار العائد المادي” وتُضيف الجثلان “لازلنا ندفع من مالنا الخاص لتمويل المشروع”.