التقارير

حكم صادم ينزع عن إيلون ماسك حزمة رواتب تبلغ 55 مليار دولار!

ضجة قضائية هزت عالم المال والأعمال يوم الثلاثاء بإلغاء قاضية محكمة ديلاوير للإنصاف حزمة الرواتب التي تبلغ 55 مليار دولار والتي حصل عليها الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك.

وبذلك، يُفتح الباب أمام مجلس إدارة الشركة لوضع خطة تحفيز جديدة لماسك، بينما يواجه الأخير احتمال تراجع ثروته بشكل كبير في حال صمد الحكم أمام الاستئناف، وفقًا لوكالة بلومبيرغ.

كانت حزمة الرواتب التي أقرها مساهمو تسلا عام 2018 تستند إلى تحقيق ماسك لأهداف محددة، تتضمن بلوغ القيمة السوقية للشركة 650 مليار دولار، أي أكثر من عشرة أضعاف القيمة التي كانت عليها آنذاك.

ودارت القضية برمتها حول سؤال محوري: هل خدع ماسك المساهمين عند عرض خطة الرواتب عليهم؟

يقول غريغ فارالو، محامي المستثمر الذي رفع الدعوى، ريتشارد تورنتا، أن المستثمرين لم يُبلغوا بحقيقة أن ماسك هو من وضع الخطة بنفسه، ولا بالروابط الوثيقة التي تربطه بأغلب أعضاء مجلس الإدارة.

وكانت القاضية كاثلين ماكورميك قد وصفت هذه الحجة في فبراير الماضي بأنها «ضربة قاضية».

ذو صلة > تسلا تستعد لإنتاج سيارة كهربائية رخيصة الثمن في منتصف 2025

وكتبت ماكورميك في قرارها: «لم يتمكن المدعى عليهم من إثبات أن تصويت المساهمين كان مستنيرًا تمامًا لأن البيان التفويضي وصف أعضاء مجلس إدارة رئيسيين بشكل غير دقيق بأنهم مستقلون، وأغفل بغموض تفاصيل حول العملية».

وأضافت: «أثبت المدعى عليهم أن ماسك كان مدفوعًا بشكل فريد بأهداف طموحة، وأن تسلا كانت بحاجة ماسة إليه للنجاح في مرحلة التطوير التالية، لكن هذه الحقائق لا تبرر أكبر خطة تعويض في تاريخ الأسواق العامة».

كانت إحدى أكبر نقاط الاستفهام في القضية تتعلق بحجم سيطرة ماسك على تسلا، ليس فقط من خلال أسهمه. كتبت ماكورميك: «مارس ماسك أقصى نفوذ يمكن أن يمارسه مدير على شركة».

وتضمن مجلس إدارة تسلا عددًا كبيرًا من الأشخاص الذين تربطهم علاقات وثيقة مع ماسك:

  • إيلون ماسك نفسه.
  • أنطونيو جراثياس، عضو لجنة التعويضات وصديق مقرب لماسك حقق ثروة كبيرة من الاستثمار في شركات ماسك منذ أيام باي بال.
  • جيمس مردوخ، صديق آخر لماسك قضى معه إجازات حول العالم.
  • كيمبال، شقيق ماسك.
  • إيرا إيرينبرايس، أحد أعضاء لجنة التعويضات، اعترف أمام المحكمة بأن علاقته بإيلون وكيمبال ماسك كان له «تأثير كبير على مساره المهني».
  • براد بوس، عضو آخر في لجنة التعويضات «يملك 44% من صافي ثروته لكيانات ماسك».
  • روبين دينهام، عضوة في لجنة التعويضات كان تعويضها كرئيسة مجلس إدارة تسلا أكبر من دخلها من مصادر أخرى.
  • ليندا جونسون رايس، والتي تبدو مستقلّة.
  • ستيف جورفيسون، الذي غاب لفترة طويلة خلال هذه الواقعة ولم تعتبره القاضية لاعبًا رئيسيًا.

اقرأ > نيورالينك تنجح في زراعة رقاقة إلكترونية في دماغ إنسان!

كتبت ماكورميك: «في النهاية، قال الشهود الرئيسيون كل شيء، لقد كانوا هناك للتعاون مع ماسك، لا للتفاوض ضده».

وطالب ماسك مؤخرًا بمزيد من السيطرة على تسلا، وكتب على X في وقت سابق من هذا الشهر أنه يريد على الأقل 25% ملكية في الشركة حتى يتمكن من متابعة العمل في مجال الذكاء الاصطناعي. وهذا سيعادل تقريبًا ضعف حصته الحالية البالغة حوالي 13%.

وقال ماسك في منشورات لاحقة أنه كان ينتظر حكمًا في دعوى المساهمين قبل عرض اقتراحه بملكية أكبر على مجلس الإدارة.

وكتب في 15 يناير: «السبب في عدم وجود ‘خطة تعويض’ جديدة هو أننا ما زلنا ننتظر قرارًا في قضية تعويضي في ديلاوير. وقد أجريت محاكمة لذلك في عام 2022، لكن لم يصدر حكم».

اقرأ > روبوت في مصنع تسلا يهجم على أحد المهندسين وإيلون ماسك يرد

الحكم الصادم يثير تساؤلات حول مستقبل تسلا

لم يتردد إيلون ماسك في انتقاد حكم محكمة ديلاوير للإنصاف، واصفًا إياه بأنه «غير عادل». وكتب في تغريدة على إكس بعد دقائق من صدور الحكم: «لا تقم بتأسيس شركتك في ولاية ديلاوير».

ويثير حكم المحكمة تساؤلات حول مستقبل تسلا، خاصةً في ظل مطالبات ماسك المستمرة بمزيد من السيطرة على الشركة. فقد صرح ماسك في وقت سابق أنه يعتقد أن تسلا بحاجة إلى قيادة أكثر صرامة وتوجيهًا من أجل تحقيق أهدافها الطموحة.

ويرى بعض المحللين أن حكم المحكمة قد يضعف موقف ماسك في مفاوضاته مع مجلس إدارة تسلا بشأن ملكيته في الشركة. فقد كان ماسك يأمل في استخدام حزمة الرواتب الضخمة كقوة تفاوضية للحصول على حصة أكبر في الشركة.

لكن في ضوء الحكم الجديد، قد يجد ماسك صعوبة في إقناع مجلس الإدارة بمنح المزيد من السيطرة له. فمجلس الإدارة قد يشعر أن ماسك قد فقد مصداقيته بعد أن تم رفض حزمة الرواتب الضخمة التي وضعها بنفسه.

ولا يزال من غير الواضح كيف سيؤثر حكم المحكمة على مستقبل تسلا. لكن من الواضح أن الحكم قد يتسبب في اضطرابات كبيرة داخل الشركة.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى