نيويورك تُصنّف وسائل التواصل الاجتماعي كـ «خطر على الصحة العامة»

أعلنت مدينة نيويورك رسميًا أنها أول مدينة في الولايات المتحدة تُصنّف وسائل التواصل الاجتماعي على أنها «خطر على الصحة العامة».

وخلال خطاب المدينة، صرّح عمدة نيويورك إريك آدامز أن مفوض الصحة الدكتور أشوين فاسان قد قرر أن تطبيقات مثل تيك توك وإنستغرام تُعتبر «سمومًا بيئية» تُلحق الضرر بالمراهقين والشباب.

وقال آدامز خلال الخطاب: «سنُصحح هذه الأزمة التي يواجهها أطفالنا». وأوضح العمدة أن وسائل التواصل الاجتماعي تُغذّي أزمة الصحة العقلية المتزايدة في المدينة، مُضيفًا أن ذلك يُعزى إلى الطبيعة الإدمانية لهذه المنصات. وكتب آدامز على منصة إكس: «لن ندع شركات التكنولوجيا الكبرى تُعرّض أطفالنا للخطر».

ومع ذلك، لم تُوضّح المدينة كيفية تخطيها لخطر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بخلاف تحذير استشاري. وسيتم شرح المزيد من التفاصيل حول هذا التصنيف وخطط تنفيذ الاستراتيجيات في المستقبل القريب.

وفي مؤتمر عُقد في يونيو 2023، اجتمع مسؤولو مدينة نيويورك مع أصحاب المصلحة لمناقشة الآثار المحتملة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب والتوصيات حول كيفية معالجة هذه القضية.

وبحسب الخبراء، يمكن تحقيق جزء كبير من المبادرة الرامية إلى جعل وسائل التواصل الاجتماعي أكثر أمانًا للمراهقين، من خلال زيادة البروتوكولات التي تُطبّق شفافية أفضل للبيانات.

حيث طُلب من شركات التكنولوجيا تحسين الخوارزميات وإدارة المحتوى الضار خارج موجزات الأخبار.

ذو صلة > أفكار تساعدك على بناء علامتك التجارية عبر انستجرام

وفي حين أن قانون سلامة الأطفال عبر الإنترنت، وهو مشروع قانون الكونغرس الذي صدر العام الماضي، يُلقي على عاتق شركات التكنولوجيا مسؤولية جعل منصاتها أكثر أمانًا للأطفال، إلا أنه من غير الواضح كيف يمكن لمبادرة محددة على مستوى الولاية أن تُعالج هذه المشكلة على مستوى البلاد.

قد تحذو مدينة نيويورك حذو ولاية كاليفورنيا وتُطبّق لوائح مثل «تشريع كاليفورنيا لقانون تصميم العمر المناسب» (CAADCA)، والذي يضع حدودًا على كمية ونوع المعلومات التي يمكن لشركة التكنولوجيا جمعها من المستخدمين القُصّر.

وبينما لا يصبح القانون ساري المفعول رسميًا حتى يوليو 2024، فإن المدعي العام سيكون قادرًا على معاقبة شركات التكنولوجيا بالرسوم المدنية إذا فشلت في الامتثال له.

ويستند قانون CAADCA إلى نجاح السياسات المُطبّقة في المملكة المتحدة والمُصمّمة لحماية الأطفال عبر الإنترنت.

فعلى سبيل المثال، شجّع سَن هذا القانون تيك توك وإنستغرام على تعطيل الرسائل المباشرة بين الأطفال والبالغين الذين لا يتابعونهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي حين أن إجراءات مدينة نيويورك لحماية الأطفال عبر الإنترنت لا تزال أقرب إلى المشاعر منها إلى الخطة القابلة للتنفيذ، فقد تُؤدّي أي خطوات لتقييد الطريقة التي تعمل بها شركات التكنولوجيا في المدينة إلى إفساد بعض العلاقات مع قادة الأعمال والمسؤولين.

وبالرغم من أن موقف آدامز بشأن وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون قاسيًا، إلا أنه قد يُنظر إليه أيضًا على أنه متناقض عند النظر إلى أن إدارته كانت مُحّبة للتكنولوجيا إلى حد كبير.

فعلى سبيل المثال، تبنّت إدارة آدامز علنًا طرح الذكاء الاصطناعي ضمن البنية التحتية الرقمية للمدينة.

يتوفر برنامج الذكاء الاصطناعي الذي يعمل بتقنية معالجة اللغات الطبيعية، والذي يُسمى MyCity Chatbot (ويعمل على خدمات الذكاء الاصطناعي لشركة مايكروسوفت أزور)، بشكل عام لسكان نيويورك ليستخدموه لمساعدة السكان على إيجاد إجابات حول إدارة الأعمال في المدينة.

كما يعمل مكتب آدامز أيضًا على إنشاء ذكاء اصطناعي لإجراء مكالمات روبوتية للسكان بعدة لغات.

المصدر