التقارير

 كيف تُبقي نفسك متحفزًا أثناء تعلم البرمجة؟

إن جملًا مثل “تعلم البرمجة ممتع جدًا، تعلمتها بسهولة فائقة” أو تعلمت البرمجة في وقت قصير جدًا وسرعان ما حصلت على أول وظيفة لي كمطور برامج”، تُعد ضربًا من الخيال، وبعيدة كل البعد عن الواقع. عندما تبدأ بتعلم البرمجة ستواجه صعوبة وتبدو لك كواحدة من أصعب الأشياء التي مررت بها في حياتك. فالعملية لا تقتصر فقط على تعلم مهارة جديدة إنما تتعدى ذلك إلى تبني طريقة جديدة في التفكير، وتعلم رؤية الأمور بطريقة مختلفة. في المراحل الأولى من تعلمك عندما تواجهك الكثير من الأخطاء، ويبدأ البرنامج بإشعارك بأخطائك البرمجية واحداً تلو الآخر، قد تعتقد أنك لا تستطيع عمل شيء صحيح و يتسلل اليأس إلى نفسك ويمتلئ رأسك بالأفكار السلبية وتشعر أنك في المكان الخطأ. تحفيزك لنفسك وإيجاد الدافع للاستمرار في التعلم قد يكون أحد أصعب الأمور التي ستواجهها عندما تكون محبطًا، ويعتبر موضوع التحفيز من أكثر العناوين شيوعًا في التجمعات التقنية، فلا تعتقد أنك وحدك من تمر بذلك فالمسألة كما قلنا شائعة جدًا بين المبرمجين، إليك بعض الطرق التي جُمعت من أكثر من مكان لتسهل عليك رحلة تعلم البرمجة وتبقيك متحفزًا وتمنعك من الاستسلام.

احتفل بانجازاتك الصغيرة

راقب مسيرة تقدمك وقدّر عملية تعلمك، إنك في كل يوم تخطو خطوة للأمام سواء باستمرار التعلم فأنت تتعلم كل يوم شيئا جديدًا أو تزيد من إتقان مهارة اكتسبتها بالتدرب عليها، حتى وأن كنت عالقًا في مسألة ما فأنت تحاول كل يوم بحلٍ لها وتجرب أسلوبًا جديدًا، حري بك تقدير نفسك على اجتهادك وإعطاء نفسك حقها من المكافأة نظير مجهوداتك، انظر لما أنجزته وليس لما تبقى لك، لا ينبغي لما تعلمته أن يكون كبيرًا وخارقًا ليستحق احتفالك، بعد كل انجاز دلل نفسك بمكافأة صغيرة ألعب لعبة تحبها، أو افعل شيئًا يجعلك سعيدًا حتى وإن كان الاسترخاء و احتساء فنجان قهوة! لا تهمل مكافأة نفسك فإنها من أهم عوامل التحفيز.

 

تجنب إغراق نفسك بالعمل

لا ترهق نفسك بالتعلم، قد تأخذك حماسة البداية وتقضي وقتاً طويلا أمام جهازك ربما تسهر لوقت متأخر أو تستيقظ في وقت أبكر من المعتاد لتبدأ التعلم، قد تستفيد من هذا النمط على المدى القصير لكن على المدى البعيد قد ينتج عن هذا الضغط إرهاق وملل يؤدي بك إلى الاستسلام، من المنطقي والواقعي أن تحدد لك خلال اليوم ساعات مقبولة للتعلم والتزم بهذا القدر لا تتهاون عنه وبالمقابل لا ترهق نفسك زيادة عليه، حتى لو كانت نصف ساعة في بداية الأمر إن كنت تؤديها لمدة أسبوع كامل فأنت أنجزت ثلاث ساعات ونصف من التعلم، خلال شهر 14 ساعة، وما يفوق 150 ساعة خلال العام وهذا رقم كبير جداً. إن الجهود الصغيرة عندما تقترن بالإلتزام تؤدي لتحقيق نتائج مذهلة. بالمقابل لا تخصص هذا الوقت في نهاية يومك فتصل إليه وقد أُنهكت وأخذت مهامك اليومية أغلب طاقتك، بل اجعله أول شيء تفعله عند الاستيقاظ أو الجزء الأول من يومك و أنت بكامل نشاطك وتركيزك.

اجعل رؤيتك للأهداف واضحة

حدد لنفسك هدفاً عند خط النهاية يكون دافعًا لك للاستمرارية، مثلًا أن تحصل على وظيفة لتتمكن من إعالة نفسك، أو حتى تكون وظيفتك مرنة  أو حتى تستطيع أن تعمل مستقلًا عن بعد، أو بدون أن يكون لديك رئيس!. يجب أن تكون رؤيتك واضحة لانها هي ما يدفعك يوميًا للقيام من سريرك ويحثك على إنجاز عملك، و لتساعد نفسك على هذا الوضوح قم بكتابة هدفك وضعه في مكان واضح أمامك ليذكرك في كل مرة تتكاسل فيها ويعيد لك نشاطك، لا ينبغي أن يكون شيئا فاخراً أو ملصقًا فخمًا يكفي بأن تكون ورقة صغيرة معلقة على شاشة حاسوبك حتى تتمكن من رؤيتها كل مرة لتذكر نفسك بالنور في نهاية النفق.

عند بداية تعلمك اختر شيئًا واحدًا وابدأ به على الفور، لا تطل القراءة والبحث والاطلاع، فقط افتح مشروعًا جديدًا وابدأ العمل فورًا، لاينبغي لمشروعك الأول أن يكون متطورًا أو على درجة من التعقيد، ابدأ بأفكار صغيرة كالبرنامج البرمجي المتعارف علية (أهلًا بالعالم) “Hello world”، واحتفل بانجازك الصغير بالعمل عليه ثم انتقل لما هو أعلى منه وهكذا فالهدف أن تتوقف عن التفكير وتشرع بالتنفيذ. يجب أن تضع لنفسك أهدافًا متوافقة مع واقعك حتى لا تخفق في تحقيقها، في النهاية ، اعلم فقط أن كل شخص يتحرك وفقًا لسرعته الخاصة. حاول قياس مدى تقدمك ولا تهيئ نفسك للفشل من خلال وجود توقعات غير واقعية.

تقبل اخفاقاتك الصغيرة

إن عملية التعلم  ليست سهلة وتتطلب منك التفكير بطرق لم تفكر بها من قبل، وستقع في الكثير من الأخطاء، وقد تشعر بالإحباط والضيق لابأس بذلك فكل هذا جزء من عملية التعلم ومرحلة لابد أن يمر بها الجميع فمن أخطائنا نتعلم ومن اخفاقاتنا نجتهد ونتدرب، ونصل للإتقان والاحترافية، كل ما تمر به من مصاعب يساعد في صقل مهاراتك ويدعم نموك على الصعيد الشخصي كذلك. 

لا تقارن نفسك بالآخرين

من الظلم لو قارنت نفسك في يومك الأول بصالة الألعاب الرياضية وأنت مبتدئ بمن هو خبير و يقضي جل وقته بالتمرين!، كذلك في مشوارك البرمجي ليس منطقيًا أن تقارن جهدك وانجازك بالآخرين فكلٌ منكم يأتي من خلفية مختلفة ونوعية تفكير مختلف، فمن عاش حياته في بيئة علمية أو رياضية هندسية ليس كمن قضى معظم وقته في التفكير النقدي والنقاش الفلسفي على سبيل المثال، المقارنة مع الآخرين باختلاف قدراتكم و خلفياتكم أمر محبط وغير مجدٍ فلا تحاول التنافس مع أحد. لا تقسو على نفسك خصوصًا لو كنت مبتدئًا، فأنت ترى الجانب المشرق ممن سبقوك بإنجازاتهم لكنك تغفل عن الوقت والجهد الذي بذلوه للوصول لما هم فيه الآن، ولم ترى كم من ساعة قضوها بالتعلم وتطوير مهاراتهم وصقلها ليبلغوا ما وصلوا إليه من مجد. لا تقارن نفسك إلا بنفسك و اسع إلى أن تكون نفسك اليوم أفضل و أكثر تطورًا مما كنت عليه بالأمس. آمن بنفسك و بذكائك وتطورك ولا تعتقد أنه يوجد من هو أفضل منك أو أكثر ذكاءً فيقدر على حل ما لم تستطع حله أو أن يبلغ مبلغًا لاتستطيع الوصول إليه، إن إقناع نفسك بقدرتها واستطاعتها يخرجك من منطقة الراحة ويساعدك على تعلم المسائل الأكثر صعوبة. الأمر كله منوط بعقلك اقنعه بأنك قادر و سيتبعك.

خذ وقتًا للراحة

لا تستهن أبدًا بالوقت المستقطع الذي تقضية بالراحة فهو يساعد على تصفية ذهنك، ويمنحك رؤية أوضح للمسائل التي قد تكون عالقًا بها، اترك ما تقوم به واذهب للمشي، أو إعمل أي شيء تحبه ثم عد بعد ذلك، متأكدة أن الأمر سيبدو أسهل مما كنت تعتقد. إن قضاء الوقت في ممارسة هوايات وأنشطة أخرى أمر مهم للصحة العقلية والجسدية، خصوصا الهوايات المعتمدة على استجابة الغرائز والحركة البدنية فهي تعطي لعقلك فرصة الراحة من التفكير فتقضي وقتًا أكثر في التصرف والتفاعل بشكل غريزي، فتمنح الجانب التحليلي لعقلك إجازة وتعطي فرصة للجانب الغريزي ليتجول بحرية. من البدائل النافعة كذلك عن أخذ راحة هو أن تشغل نفسك بمشروع برمجي بسيط آخر تقوم به باستمتاع بغض النظر عن حجم المشروع  فيحيي بداخلك شعور الإنجاز، فتعود لمشروعك السابق بنفس مفعمة بالحيوية وفكر متفائل لإيجاد الحلول.

إذا كنت تشعر بالضيق ، نأمل أن تساعدك هذه النصائح في العثور على الدافع لمواصلة رحلتك التعليمية.

ماذا عنك؟ كيف تظل متحفزًا عند تعلم البرمجة؟ 


الكاتب: نوف المنيف
المصادر: 1 ، 2 ، 3 ، 4


اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى