التقارير

ما هي مشكلة “ميتا” الاتحاد الأوروبي؟

ما هي مشكلة "ميتا" الاتحاد الأوروبي؟

ليس غريبًا على فيس بوك إثارتها للجدل عندما يرتبط الأمر بخصوصية البيانات فمنذ تأسيسها في عام 2004 ارتكبت الشركة العديد من الأخطاء الفادحة في البيانات، وأكثرها شهرة هي فضيحة عام 2018 عندما استطاع باحث الوصول بشكل غير شرعي إلى بيانات المستخدمين ثم باعها إلى شركة استشارات سياسية وغُرمِت فيس بوك إثر ذلك بمبلغ 5 مليارات دولار مع وعود بتحسين خصوصية البيانات، رغم ذلك لا تزال الخصوصية في فيسبوك بخطر وهذا هو السبب الرئيسي في قضية فيس بوك مع الاتحاد الأوروبي والتهديدات التي أطلقها مارك زوكربيرج.

فيس بوك وخصوصية البيانات

على الرغم من أن ميتافيرس لا يزال في بدايته إلا أن شركة فيس بوك التي تسمى الآن شركة ميتا تنفق مليارات الدولارات على تقنيات مثل الواقع الافتراضي، والواقع المعزز الذي من شأنه أن يدعم العوالم الجديدة على الإنترنت.

لكن رغم ما تنفقه ميتا في سبيل ذلك إلا أن ماركوس كارتر المحاضر الأول في الثقافات الرقمية في جامعة سيدني عبّر عن مخاوفه بشأن خصوصية البيانات في ميتافيرس قائلًا “ربما تكون تقنيات ميتافيرس مثل VR، و AR التي من المحتمل أن تدخل إلى منازلنا في العقد المقبل أكثر المستشعرات الرقمية استخراجًا للبيانات “.

وأضاف أن بعض بيانات المستخدمين التي يمكن لميتا تتبعها في الواقع الافتراضي تتضمن معلومات حول كيفية تحرك الأشخاص في البيئات الافتراضية، وقال إن بيانات حركة VR هذه يمكن استخدامها لتحديد هويتك، مثل بصمة الإصبع.

في الواقع تقوم ميتا بالفعل بجمع كميات هائلة من بيانات المستخدمين من خلال منتجاتها الحالية للواقع الافتراضي، بما في ذلك المعلومات المادية للأشخاص مثل تقدير حجم أيديهم، والمعلومات الرقمية مثل الأصوات التي ينشئونها في AR، ومعلومات من مطوري VR تابعين لجهات خارجية.

وكل هذه البيانات يتم نقلها إلى الخوادم الرئيسي لميتا في الولايات المتحدة الأمريكية وهذا ما يثير مخاوف الاتحاد الأوروبي وكافة مستخدمي تطبيقات شركة ميتا.

قضية فيس بوك مع الاتحاد الأوروبي

في أحد أكبر القصص التقنية لعام 2022 وجّهت شركة ميتا تحذيرًا للاتحاد الأوروبي مفاده أنهم سيضطرون إلى سحب فيس بوك من القارة الأوروبية إذا لم يتمكنوا من اعتماد إطار عمل لنقل البيانات إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

ليست هذه المرة الأولى التي تهدد فيها شركة ميتا الاتحاد الأوروبي بسحب منتجاتها من السوق الأوروبية إذا كانوا غير قادرين على سن قوانين تؤدي إلى الاستمرار في نقل بيانات المستخدمين إلى خوادم شركة ميتا.

لقد دخل القانونيون في الاتحاد الأوروبي في مفاوضات منذ شهور مع الولايات المتحدة الأمريكية لإيجاد بديل عن اتفاقية نقل البيانات عبر المحيط الأطلسي لكن محكمة العدل الأوروبية أغلقتها في عام 2020 بسبب مخاوف من أن بيانات الأشخاص لم تعد آمنة بمجرد وصولها إلى خوادم الولايات المتحدة الأمريكية.

هذا هو السبب الذي دفع مارك زوكربيرج إلى التهديد إلى سحب منتجات شركته مثل فيس بوك، وإنستغرام، من دول الاتحاد الأوروبي التي لن تتمكن من استخدامها بعد ذلك.

ماذا يريد مارك زوكربيرج؟

هناك مجال كبير للتفاوض فيما يتعلق بهذا التهديد الأخير الذي أطلقته ميتا التي ذكرت في تقرير لها “إذا لم يتم اعتماد إطار عمل جديد لنقل البيانات عبر الأطلسي، فلن نتمكن من العمل في أوروبا”.

وأضافت ميتا في تقريرها “ليست لدينا أي رغبة على الإطلاق في الانسحاب من أوروبا، ولكن الحقيقة البسيطة هي أن ميتا والعديد من الشركات والخدمات الأخرى تعتمد على عمليات نقل البيانات بين الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من أجل الاستمرار بالعمل”.

ماذا بعد تهديدات مارك زوكربيرج للاتحاد الأوروبي؟

أثارت التهديدات التي أطلقها الرئيس التنفيذي لشركة ميتا ومالك تطبيقات فيس بوك، و انستجرام، وواتساب بشأن الانسحاب من دول الاتحاد الأوروبي ردودًا ساخرةً من القادة الأوروبيين.

فقد أوضح وزير الاقتصاد الألماني الجديد روبرت هابيك للصحفيين في اجتماع باريس يوم الاثنين أنه عاش بعيدًا عن فيس بوك وتويتر لمدة 4 سنوات بعد تعرضه للاختراق وكانت حياته رائعة على حسب وصفه.

أما وزير المالية الفرنسي برونو لو مير وبنفس الاجتماع أشار إلى أن الحياة ستكون جيدة جدًا بدون فيس بوك وذلك حسب ما نقله موقع CITYA.M.

وأشار الوزيران إلى أنه إذا لم يتم منح ميتا صلاحية نقل، وتخزين، ومعالجة البيانات من المستخدمين الأوروبيين على خوادمها في الولايات المتحدة فقد يتم اغلاق تطبيقات شركة ميتا في جميع أنحاء أوروبا.

 قد تكون قضية فيسبوك مع الاتحاد الأوروبي عاملًا مشجعًا ليتخذ الأوربيون قرارهم بالتخلي عن منتجات فيس بوك لحماية بياناتهم مستقبلًا، وهم بالتأكيد قادرون على التأقلم بدونها بل وابتكار تطبيقات أخرى تغنيهم عن فيس بوك وانستجرام وغيرها.

وأنت! هل تستطيع التخلي عن فيس بوك في سبيل حماية بياناتك؟


الكاتب: فراس أشرم

المصادر 1, 2

زر الذهاب إلى الأعلى