التشفير سلاح ذو حدين، في حين أنه يحمي خصوصية المستخدمين، إلا أنه يدفع الشركات للمواجهة مع السلطات، وآبل هنا استسلمت. أفادت المصادر عن تخلي آبل عن خطتها بإتاحة التشفير الكامل للنسخ الاحتياطية التي يرفعها المستخدمين على iCloud وذلك بعد ما اشتكى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI من أن هذه الخطوة من شأنها عرقلة التحقيقات.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد انتقد آبل علانية عبر حسابه على تويتر عندما رفضت المساعدة بفتح قفل هاتف آيفون في قضية تتعلق بالأمن الوطني.
وهدد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بفرض تشريع جديد بمواجهة التشفير من نوع end-to-end كونه يساعد على إخفاء الأدلة ضد جرائم بحق الأطفال.
في الحقيقة إن آبل تتجاوب مع الطلبات الرسمية بشأن تقديم بيانات تتعلق بالمستخدمين، وتكشف عن ذلك في تقارير الشفافية خاصتها. لكنها لا تكشف أية بيانات شخصية عن أصحاب تلك الهواتف.
تذكرنا هذه القضية بما حصل قبل عامين عندما أخبرت آبل مكتب التحقيقات الفيدرالي عن خطتها لتوفير التشفير من نوع end-to-end للمستخدمين أثناء تخزين بياناتهم على سحابة iCloud. لكن اليوم تخلت آبل عن هذه الخطط لتجعل بيانات المستخدمين معرضة للإطلاع من قبل FBI عند رغبتها بذلك.
ولم ترغب آبل بأن يتم انتقادها من قبل مسؤولين حكوميين أنها تحمي “المجرمين” على حد تعبير المصادر، ولكن هذا حصل بالفعل ومن قبل الرئيس الأمريكي بنفسه. كما أنها لم ترغب بأن تتعرض للمقاضاة لمنع الوصول لبيانات المستخدمين التي كان يمكن الوصول إليها سابقاً.
وكانت آبل قد تعرضت لقضية من قبل FBI في عام 2016 حول عدم التعاون بفتح قفل هاتف آيفون مطلق النار في حادثة San Bernardino الشهيرة.
الآن أصبحت المهمة أسهل أمام FBI التي تعتمد على شركات خارجية – بعضها إسرائيلي – لاختراق هواتف آيفون ومن ثم الوصول إلى النسخ الاحتياطية من بياناته ورسائله ومحادثاته.
يذكر أنه وخلال النصف الأول من العام الماضي وحده طلبت السلطات الأمريكية الحصول على نسخ احتياطية لأكثر من 6000 حساب آبل، وتجاوبت الشركة مع 90% من الطلبات.