مقالات

مايكس: صناعة البودكاست ليس لها حدود جغرافية!

مايكس: صناعة البودكاست ليس لها حدود جغرافية!
صناعة البودكاست

شهدنا في آخر سنتين صعودًا كبيرًا لقنوات البودكاست العربية، وبالأخص السعودية، حيث خرج البودكاست من دوائر الاستماع الضيقة ليشمل أغلب شرائح المجتمع.

إن كنت قد سمعت للتو عن البودكاست فإن عبد العزيز الهديان انتظر ثمان سنوات حتى يطلق “مايكس” شبكة البودكاست العربية.

بدأت الفكرة في 2010 عندما كان طالبًا في الجامعةِ، لكنها تأجلت كل ذلك الوقت حتى حصلت الفرصة المناسبة كنموذج عمل في 2018، وأصبح صوت البودكاست مسموعًا بكثرة في السعودية وبات السوق أكثر نضوجًا.!

وعن شغف البودكاست أخبرنا “أنا تعلمت لغة كاملة عن طريق البودكاست، كانت نصيحة أحد الأساتذة لي في حينها:

اسمعوا بودكاست حتى تقوموا بتطوير لغتكم”، بدأ الهديان في الاستماعِ إلى برنامج آدم كورولا، carolla podcast، وفي 2016 قام بالمشاركة في البرنامج عن طريق الاتصال، استغرقت مدة الاتصال 25 دقيقة. وفي نهاية العام تم ترشيحه كأفضل متصل.!

بعدها قام بزيارة استديوهات آدم كورولا ديجيتال في لوس أنجلوس، للاطلاع على تجربة صناعة البودكاست عن قرب. “كانت فترة إلهام”

عبد العزيز الهديان برفقة آدام كورولا في مقر استديوهات بودكاست ون في لوس أنجلوس (2016)

ورغبة منه في فهم العمل الإذاعي قام بتطوير مهاراته أكثر وانضم لإذاعة UFM، وبحكم عمله في قطاع الإعلام الرقمي كمؤدي صوتي قام الهديان بدراسة السوق جيدًا من حيث أجور العاملين في الإذاعة ووجد أن معدل الأجور منخفض جدًا، والغالبية موجود هناك سبب الشغف فقط.!

كان التوجه للإعلام الرقمي من خلال إطلاق شركة متخصصة في صناعة برامج البودكاست هو الخيار الأنسب له وحصل على الشريك المناسب أسامة الزهراني، يملك الزهراني شركة ناشر والتي تعمل في مجال الاتصال التسويقي وصناعة المحتوى الإبداعي.

“اختياري لأسامة كشريك بسبب أن الموارد الموجودة في ناشر سوف تفيدنيي في تأسيس مايكس بأقل قدر من التكاليف”

يقول جيسون فرايد (Jason Fried) في كتابة REWORK”إن أفضل طريقة لإطلاق منتج رائع، هي أن تبدأ في شيء أنت في الأصل في حاجة إلية”، ويبدو أن الهديان كان يعمل بذات النموذج، “كانت لديّ رغبة ملحة في الاستماع لمحتوى رائع، نعم أنا أطلقت شركة بودكاست حتى تنتج لي محتوى صوتي اسمعه” قالها ضاحكًا.

يدرك الهديان مستقبل صناعة البودكاست لذلك كان متحفزًا على دخول السوق بقوة وثبات “أريد أن أكون جزء من هذه الصناعة في البلد وسأعمل على نشرها وتطويرها”

البودكاست ليس للنخبة فقط!

في السوق الأمريكي أي تجمع سكاني في حدود الـ 20 ألف نسمة كمثال، لديهم إذاعة خاصة بهم، إذاعة لها نجومها، وتناقش هموم هذا المجتمع الصغير والأحداث المتعلقة فيه، من المدرسة، المطعم. إلخ

تستطيع هذه الإذاعات المحلية صناعة مواهب يمكنها الحديث لوقت طويل على الميكروفون بمحتوى شيق وجذاب، ذكرت دراسة أن 40% من الأميركيين قد استمعوا في وقت ما إلى قناة بودكاست، “سوقنا السعودي ضخم جدًا وكان لدينا إذاعتين فقط”

من أهم التحدّيات التي رافقت مايكس نشر ثقافة الاستماع البودكاست “كنت أريد من الفئة التي تسمع راديو أن تتحول للاستماع إلى البودكاست، كنت استهدف من لا يعرف عن البودكاست شيء.!”

فئة مستمعين البودكاست فئة نخبوية في الغالب ولديهم تعليم عالي، تحاول مايكس الوصول للجميع من خلال تنويع باقة برامجها

خمسة من برامج مايكس يعمل عليها مقدمين يحملون درجة الدكتوراه، وتننوع برامج مايكس مثل ثرثرة، و سقراط، و التماس، آرشز وغيرهم الكثير.

البودكاست لم يعد حكرًا على مهاويس التقنية Geeks الآن في السعودية هنالك توجه من الوزارات والهيئات الحكومية على إطلاق برامج بودكاست صوتية تستهدف جمهورها، وتلبية لهذا الطلب قامت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية بإطلاق تراخيص خاصة بالإذاعات الرقمية البودكاست.

كيف تم استهداف البودكاستر؟

البودكاسترالمنفرد الذي يقدم برنامجه بجهود شخصية وذاتية، كانت مايكس هي المنقذ له. لما توفره هذه الشبكة من تسهيلات مثل فريق خاص بالإعداد، والتنسيق مع الضيوف، وتوفير الأستوديو، ” نقدم خدمات أساسية للبودكاستر حتى يتفرغ للمحتوى فقط “

تقدم مايكس خدماتها الفنية في التسجيل والإخراج لعدة جهات حكومية وساهمت في إنتاج بودكاست شركة طيران ناس، وبودكاست هيئة المواصفات والمقاييس وعدة جهات أخرى.

مايكس لم تكن لوحدها فهناك شبكات أخرى للبودكاست في السعودية مثل شبكة كشكول، و محتوايز، و ثمانية، و مستدفرمن جدة، وغيرهم الكثير.

لماذا البودكاست لديه تواصل أكبر مع جمهوره؟

من خلال عقد الشركات الإعلانية مع شركات كبرى مثل موبايلي، والسيف غاليري، وكامبلي وغيرها من الشركات التي قامت برعاية برامج مايكس، أثبتت من خلالها أن قطاع البودكاست لديه ثقة.

وعن ذلك يقول الهديان: “لدينا معدل إكمال حلقات مرتفع جدًا لدرجة عندما يصل معدل الإكمال إلى 80% نشعر بالامتعاض.!”. ويضيف “هذا لا يحدث مع قنوات يوتيوب لديهم معدلات إكمال منخفضة تقارب 30%”

لذلك عندما تُخبر المُعلن بأن لديك 10آلاف استماع على بودكاست معين، أنت تُشير هنا إلى رقم 10 آلاف فعلًا.

الشيء الاخر الذي تراهن عليه هو مايكس هو التخصص، لدينا برامج متخصصة جمهورها هم أناس متخصصين، غالبًا من يستمع للإعلان في البودكاست يتذكره جيدًا

البودكاست في طريقه لأن يصبح منصة إعلامية أساسية وأدرك الهديان هذا الشيء منذ وقت مبكر جدًا “البودكاست ليس له حدود جغرافية، نحن نستهدف العالم العربي كاملًا”.


الكاتب:سفر عياد، مهتم في مجال التقنية و الاقتصاد.

زر الذهاب إلى الأعلى