التقاريرمقالات

كيف تقود ولاية “يوتا” الأمريكية ثورة تشريعية ستجعل التاكسي الطائر حقيقة واقعة قريباً!

كيف تقود ولاية
كيف تقود ولاية “يوتا” الأمريكية ثورة تشريعية ستجعل التاكسي الطائر حقيقة واقعة قريباً! – ثورة تشريعية

دائما ما تتسبب التقنيات الجديدة في متاعب عديدة لصانعي القوانين والجهات الـ تشريعية حول العالم. لعقود طويلة واجهت التقنيات الجديدة، بداية من الهواتف المحمولة، أنظمة الملاحة باستخدام الأقمار الاصطناعية – GPS – وحتى كاميرات الهواتف المحمولة، حملات من التخوف من قبل المجتمع والحكومات على حد سواء. وبالرغم من أن البداية دائماً ما تكون بكثير من التشكك والتخوف و من ثم الاتجاه إلى الترشيعات التي تمنع استخدام تلك التقنيات، إلا أن التقنية كانت في نهاية المطاف، بعد عدة سنوات، دائماً تنتصر وتتحول من مصدر للخوف والتشكك الى أداة يستخدمها العامة بصفة يومية في كل مكان ولا يتخيلون التخلي عنها مطلقاً.

تعاني من الدرونز Drones والمركبات الطائرة التي يتم التحكم بها عن بعد من الأمر نفسه اليوم. وفي الوقت الذي تواجه فيه الدرونز الآن متاعب قانونية عديدة في كثير من الدول حول العالم، إلا أن المركبات الطائرة تبدو في طريقها عاجلاً أم آجلاً إلى أن تصبح واقع ملموس في حياتنا اليومية.

تعمل ولاية “يوتا” الأمريكية الآن على سلسلة من التشريعات والقوانين التنظيمية التي ربما ستصبح قريباً نموذجاً يتم إعتماده حول العالم في وقت لاحق لتنظيم وتسهيل عمل وانتشار الدرونز والمركبات الطائرة ودخولها رسمياً إلى العمل كوسيلة نقل ومواصلات نستخدمها بصفة يومية.

تعد الولاية التي تقع في الغرب الأمريكي واحدة من الأماكن القليلة حول العالم التي أضافت قسم خاص بالمركبات الطائرة إلى إدارة تنظيم النقل بالولاية، كما قامت بتعيين مسؤول مختص لإدارة هذا القسم والذي يعمل منذ فترة على إعتماد تشريعات تنظيمية ربما تكون الأولى من نوعها في العالم تسمح بتنظيم طيران المركبات الطائرة الشخصية بصفة رسمية وسهلة.

يقترح التشريع الجديد، والذي يحمل إسم Urban Air Mobility أو نموذج الحركة الجوية فوق المناطق الحضارية، نظام تنظيمي متكامل ينتظر أن يدخل حيز التنفيذ على نطاق واسع بحلول عام 2023 ليضع قواعد ثابتة لحركة المركبات الطائرة، التاكسي الطائر، ومركبات النقل الجوية التي يتم التحكم بها عن بعد.

يعتمد النظام الملاحي الجديد على تحديد إرتفاعات خاصة لتحليق الأنواع المختلفة من المركبات الطائرة بحيث يسمح للهواة باستخدام الدرونز على إرتفاع محدد هو الأقرب الى سطح الأرض، يلي ذلك نطاق إرتفاع آخر لتحليق مركبات النقل الجوي التي يتم التحكم بها عن بعد مثل الدرونز التي تعمل شركة أمازون على تطويرها لنقل الشحنات من مكان إلى آخر، وعلى نطاق أكثر إرتفاعا تستطيع مركبات نقل الركاب الطائرة أو ما تسمى بالتاكسي الطائر التحليق، وتقع كافة تلك الارتفاعات في مستوى أدنى من ارتفاع تحليق الطائرات.

قد يظن البعض أن الأمر لا يزال مجرد مشروعات بعيدة عن الواقع في ظل كون العديد من تلك التقنيات نفسها مثل التاكسي الطائر ومركبات نقل البضائع الطائرة ماتزال مجرد تقنيات اختبارية، إلا أن دروس الماضي تؤكد لنا بأن ما يبدو اليوم مجرد تصورات غير منطقية للمستقبل يصبح قريبا واقعاً ملموساً نراه في اليوم مئات المرات، والمؤكد أن تلك المدن التي تقود التغيير دائماً ما تكون في المقدمة في استقبال تلك التقنيات.

زر الذهاب إلى الأعلى