التقارير

كيف سهلت “ترنجه” شراء الخضار والفواكه؟

سنت الحكومة السعودية الكثير من القوانين التي حاولت من خلالها تنظيم عمل أسواق الخضار والفواكه، وفك احتكار العمالة الأجنبية، ورفع نسب التوطين، ودعم الشباب السعودي.  إلا أن بعض خطواتها تعثرت ولم يحالفها النجاح.

وفي الوقت ذاته عملت بعض الشركات الناشئة على تشكيل نواة حقيقية لإصلاح وضع السوق وإعادة تعريفه من جديد عن طريق توصيل الخضار إلى المستهلك النهائي وربطة بالسوق مباشرة.

ومن هذه الشركات شركة ترنجه والتي تعمل على ربط محلات الخضار والفواكه بالزبون مباشرة، من خلال توصيل الخضار والفاكهه للمنازل.

ترنجة هي نوع من الليمون تشتهر به منطقة الأحساء في شرق السعودية، ومنها أسس الشريكان حسن الحاجي ومحمد الصالح شركة ترنجة في مطلع العام 2017. والتي سهلت شراء الخضار والفواكه على المستهلك من خلال ربط العميل مع نقاط البيع التي توفر هذه المنتجات. وتقدم الشركة خدماتها في الدمام.

وتتضح سهولة التطبيق من خلال تحديد أقرب محل للعميل وبعد اتمام الطلب يتم تحديد أقرب مندوب، ثم يعمل فريق ترنجه على تجهيز الطلبات وإعادة تغليفها. وعن ذلك يقول الحاجي: “نحن لا نتمركز في مكان معين، نقوم بخدمتك من أقرب محل خضار ثم نوصلها لك”

يحدد العميل طريقة الدفع سواءً من خلال الكاش أو نقاط الدفع والوقت الذي يرغب في وصول المنتج له.

إحدى ميزات ترنجه والتي سهلت عملها هي عقد الاتفاقيات مع نقاط بيع الخضار في عدة أحياء مختلفة مما مكنها من تغطية مدينة الدمام.

كما حققت دعمًا لوجستيًا إلى صغار المزارعين بزيادة مبيعاتهم من خلال التنسيق معهم، كما اخبرنا الحاجي: “نحن نحاول مساعدة أصحاب المحاصيل المحلية الذين نراهم يوميًا في الشمس ولا يستطيعون بيع منتجاتهم”. تخبرهم ترنجه بأن يضعوا منتجاتهم لدى نقاط البيع التي تدعمها الشركة حتى يتسنى لهم بيع منتجاتهم بشكل أسرع،  دون انتظار الزبائن لساعات تحت أشعة الشمس.!

وعملت الشركة على توسيع قاعدة عملائها من خلال اتفاقية تعاون مع تطبيق بقالة أونلاين، بحيث تتكفل بتوفير أي طلب يتعلق بالخضار والفاكهة. كما قامت بعقد اتفاقية مع مصنع الجزيرة للتمور، لتوصيل التمور. وعن هذا التنوع في المنتجات أكد الحاجي:  “خضار و فواكه و ورقيات وكل ما تنبت الأرض”

نسب النمو في ترنجه مازالت في بدايتها، الطلبات ترتفع بنسبة 10% شهريًا، فيما بلغ عدد المشتركين 940 مشترك.

وعن تحديات بناء التطبيق؛ كانت لدى الفريق نية في بناء نموذج مشابه لتطبيق المطاعم الشهير هنقرستيشن. بحيث يكون التطبيق متاح عند إلى محل خضار مما يمكنه من نشر منتجاته. إلا أن مُلاك المحلات لم يكونوا مدركين ذلك، ” لم يكن لديهم إلمام في التقنية”. وصعوبة التطبيق نظرًا لبعض المعوقات التنظيمية داخل أسواق الخضار المركزية. لذلك تم تغيير نموذج العمل إلى الوضع الحالي. الحاجي مبرمج فلم تكن هناك صعوبات “قوتنا في التقنية”.

مثل أي مشروع في هذا المجال لم يكن التمويل متوفرًا، و كان تحدي كبير كما أخبرنا الحاجي:  “بعد أربعة أشهر من الإنطلاق نفذ المال وكنا في حاجة لتطوير المنتج وإجراء بعض التعديلات”. من هنا بدأ الفريق في التقديم على حاضنات الأعمال من ضمنها حاضنة بادر، والتي كان ضمن شروطها أن تكون الشركة تعمل في السوق ولديها أرقام مبيعات.

صورة تجمع حسن الحاجي ومحمد الصالح مع نايف القحطاني.

حاول الشركاء البحث عن مصدر تمويل آخر من خلال برنامج تحدي الهوامير وهو النسخة العربية من برنامج ‏SHARK TANK‏ العالمي والذي يمكّن أصحاب الأعمال من تقديم عروضهم أمام ‏مجموعة من رجال الأعمال والمستثمرين، والذين ‏يتعهدون باستثمار أموالهم في المشاريع الأفضل.

حصلت الشركة على مبلغ 380 ألف ريال “تُعادل  100.000 ألف دولارتقريبًا” مقابل 40٪ من حصة الشركة مناصفة بين نايف القحطاني وسامر كردي، تكمن خبرة القحطاني في مجال النقل والتوزيع حيث يدير شركة كبرى تعمل في هذا المجال، كما يدير كردي شركات تعمل في مجال صناعة الأغذية، مما يحقق التكامل مع الشباب في ترنجه بحكم خبرتهم في المجال التقني.

وعن هذا الاستثمار أضاف الحاجي:  “الشراكة مع المستثمرين فتحت لنا أبواب العلاقات مع المحلات الكبيرة، وأصبحنا نجد سهولة أكبر في الحصول على ما نريد”

بطبيعة الحال لم تكن ترنجة السباقة لهذا النموذج من البيع، بتنا نرى نموذج مشابه في كل مدينة سعودية، في جدة برزت خدمات  فواكه و  افوكادو، و  حزمة . ومن المنطقة الشرقية هناك برتكان وفي الرياض هناك  خضاري و  الو خضار و خضرجي آند مور و حصيل.

الشركة تكمل حاليًا خطواتها الأخيرة في مراحل الاحتضان من حاضنة بادر.


الكاتب: سفر عياد، مهتم في مجال التقنية و الاقتصاد.

زر الذهاب إلى الأعلى