الأخبارمقالات

الفنادق الذكية: من حجز الغرف وحتى مغادرة المكان عبر الهواتف دون مساعدة بشرية

تقنيات تظهر ووظائف تختفي

الفنادق الذكية؛ من حجز الغرف وحتى مغادرة المكان عبر الهواتف دون مساعدة بشرية

قبل ومع بداية القرن الماضي كان حجز مكان للمبيت بعد الرحلات يتم مباشرة بالدخول للفندق لأخذ غرفة أو جناح للراحة، لكن بعدها تحسن الأمر مع تطوير تقنيات الاتصال بأن أصبح هناك وسيلة لاستخدام الهاتف التقليدي للاتصال بالفنادق وحجز موعد، وهو الأمر الذي استمر طويلًا حتى قدوم الألفية، والتي بدأ معها انتشار مواقع الويب التي جعلت الفنادق تدشن صفحاتها على الشبكة لمساعدة الناس في اختيار وحجز الفنادق وبشكل أسهل، وكل ذلك كان يأتي بمساعدة بشرية أساسية.

لكن هذا الأمر بعد سنوات قليلة من بداية الألفية في طريقه للتغير بشكل جذري، فمعرفة إذا ما كان الفندق متاح أم لا، وإمكانية حجزه ودفع التكاليف، أو تسجيل الدخول، وحتى تسجيل الخروج وطلب الوجبات وغيرها أصبح أسهل كثيرًا، لأن كل شيء يتم من خلال تطبيق وهاتف ذكي يملكه أي شخص بالعالم. وربما الشيء الوحيد الذي سيحتاج الشخص فيه لمساعدة بشرية، هو خدمة التوصيل، والتي قريبًا ستصبح آلية أيضًا.

المرحلة الجديدة من الفنادق تُدعى الفنادق الذكية وقد بدأت بالفعل في أول مراحلها الحقيقية، لكنها حصلت على نقلة كبيرة للانتشار مؤخرًا، حيث أن تطبيق WeChat الذي تطوره شركة Tencent سيبدأ إدارة الفنادق الذكية في الصين، وذلك بعد شراكة مع سلسلة فنادق InterContinental لافتتاح فندق ذكي يتيح حجز الغرف، تسجيل الدخول والخروج، والقيام بباقي الطلبات من خلال تطبيق المراسلة المعروف وبدون مساعدة بشرية.

وبالحديث عن الفنادق الذكية يمكن التوضيح بأن فكرتها ظهرت سابقًا بالتحكم بها عن طريق التطبيقات والأجهزة الذكية الموجودة بالفنادق وبشكل شبيه لتلك الموجودة في المنازل، لكنها لم تصل لمرحلة التحكم بشكل كامل عن طريق تطبيق عام، ليتغير ذلك بفضل تطبيق WeChat الذي لم يعد يعتمد على المراسلة والدفع في الصين، بل أصبح مركز بيانات ضخم للعديد من العمليات.

كانت الفنادق الذكية في الصين بدأت بشراكة بين علي بابا وبايدو، حيث كانت الأولى تعتمد على على تقنياتها في الذكاء الاصطناعي والتعرف على الوجه فيما تعتمد الثانية على مساعداتها الصوتية للقيام بالمهام، وهو ما تخطته Tencent حاليًا.

تقنيات جديدة ووظائف تزول

الفنادق الذكية: من حجز الغرف وحتى مغادرة المكان عبر الهواتف دون مساعدة بشرية

ماذا يعني ذلك؟ بوجود هذه النقلة، فإن الفنادق لن تحتاج موظف استقبال، ولا حتى موظف لتفقد الغرف وفتحها، أو حتى بذل جهد في تسليم واستلام بطاقات الفنادق، لأن كل ذلك سيتم باستخدام التطبيق، والحقيقة أن ذلك يمثل تطور تقني رهيب في خدمات الفنادق وسيوفر بكل تأكيد مئات الآلاف أو الملايين من الدولارات على الفنادق، لكنه على الجانب الأخر سيمثل ضربة للوظائف الفندقية التي ستساعد التقنيات الحديثة بالتخلص.

وبالطبع، فإن هذا لن يقتصر على وظائف الاستقبال، خاصة وأن فكرة التوصيل عن طريق الروبوت بدأت بالرواج مؤخرًا، وهو ما يعني أن وظائف أخرى ربما يتم الاستغناء عنها، لا سيما وأن الفكرة بدأت في كوريا الجنوبية بشكل عام من إل جي مع عربة التسوق ذاتية القيادة في سلسلة متاجر E-Mart، وهو ما يعني إمكانية استغلال مثل تلك العربات كروبوت آلي لتوصيل الأغراض في الفنادق مستقبلًا، وربما يذهب الأمر أبعد من ذلك بإمكانية إدارته عبر التطبيق نفسه.

ويمكن القول أن ذلك لن يكون مقتصرًا على الوظائف الفندقية فحسب، بل ربما يتعدى الأمر لتصبح باقي الشركات تتعامل بهذا الأسلوب، فبدلًا من وجود موظف استقبال في شركة ما، ربما يتم تعويضه بتطبيق ذكي يمكن للمدير من خلاله إدارة المقابلات والمواعيد مثلًا، أو حتى يتم السماح للشخص بدخول الشركة من خلال رمز فريد معين على التطبيق دون الحاجة لتدقيق جميع المعلومات وأخذ وقت وجهد لذلك؛ هذا الأمر سيشكل تطور هائل وخصوصًا في حال استخدام تقنيات مثل بلوك تشين فيه، حيث سيصبح كل شيء ذكي ودقيق وليس أحدهما فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى