مقالات

هل شبكات بث المحتوى تُمثل معنى التلفزيون التفاعلي ؟

هل شبكات بث المحتوى تُمثل معنى التلفزيون التفاعلي؟

تُعتبر نظرية التلفاز أو التلفزيون التفاعلي مرتبطة باختيارات الجمهور من المحتوى الذي يريد مشاهدته بطريقته، فبينما كان الأمر مجرد نظريات لسنوات طويلة في القرن الماضي وبداية القرن الحالي، أصبح الأمر واقعياً بشكلٍ أو بأخر مع التطور التقني الكبير في العالم.

يهدف التلفزيون التفاعلي إلى جعل المشاهد يتفاعل مع المحتوى المعروض، أي أن المشاهد سيكون قادراً على اختيار ما يريد ومشاهدته بطريقته الخاصة بدلاً من خضوعه لضوابط التلفزيون بشكله الطبيعي ومشاهدة القنوات التلفزيونية بشكل موحد، حيث أن الجميع يشاهد نفس البرامج ونفس الإعلانات بدون خيار لتغييرها، إلا أن التلفزيون التفاعلي يختلف بذلك كثيراً.

فيقدم التلفزيون التفاعلي للمشاهد إمكانية تحديد ما يريده، حيث أنه سيكون قادراً على مشاهدة فيلم أو مسلسل في أي وقت، ومتابعته بدون إعلانات، وكذلك إيقافه وتشغيله في أي وقت بدون مشاكل، وهو ما لا يحدث مع الشكل العادي للتلفزيون.

ومع التطور الكبير في عالم التقنية وثورة الانترنت، بدأت الشركات العمل على رغبات المستخدم بشكل أفضل، خاصة مع تعدد الخيارات المتاحة للمشاهدين، وهو ما جعل الشبكات أو القنوات تُقدم المحتوى من مسلسلات وأفلام وبرامج بشكل خاص بعيداً عن شاشتها الرئيسية، وهو ما يجعل المشاهد قادراً على اختيار ما يريده بالشكل الذي يريده، ولكن بالطبع فإن الشبكات تقوم بتعويض ذلك مادياً مقابل اشتراكات مدفوعة بدلاً من الإعلانات.

وقد ساعدت التلفزيونات الذكية في إنجاح فكرة التلفزيون التفاعلي إلى حدٍ كبير، حيث أن المشاهد لن يحتاج أي إضافة لنقل المحتوى من مكان لمكان لمشاهدته، فكل ما عليه هو الاشتراك مع احدى الشبكات للاستفادة من محتواها، وهذا شبيه مع شبكات مثل نتفليكس، وHBO، وغيرها من الشبكات العالمية أو حتى التطبيقات المُختلفة مثل يوتيوب وفيمو التي تحتوي على محتوى ضخم، والتي بدورها ساهمت في تطوير هذه الفكرة، حتى أن بعض الشبكات وصلت لصناعة أفلام وبرامج ضخمة بجذب أفضل النجوم، وهو الأمر الذي سيوفر للمشاهد الكثير من الخدمات، فسيكون قادراً على مشاهدة محتوى ممتع دون الذهاب للسينما مثلاً.

وبالرغم من أن هذا الأمر أوصل فكرة التلفزيون التفاعلي إلى بعدٍ أخر، إلا أن الفكرة لم تكتمل حتى الآن، فالهدف الرئيسي هو جعل المشاهد قادراً على متابعة وطلب ما يريد، إلا أن ما تقدمه الشبكات قدم جزء من هذه النظرية، حيث يقدم للمشاهد الكثير ولكن ضمن خيارات محددة، أي المستخدم سيتمكن من اختيار محتواه وفقاً للعرض، وليس وفقاً لطلبه هو. وهذا الأمر بالرغم من صعوبته حالياً، إلا أن حدوثه غير مستبعد مستقبلاً، فبعد أن كانت النظرية مجرد فكرة أصبحت قريبة من الاكتمال مع التطور التقني.

فهل نرى اكتمال فكرة التلفزيون التفاعلي قريباً؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى