مقالات

كيف ستُغير الطباعة ثلاثية الأبعاد من صناعة السيارات كما نعرفها اليوم ؟

تُعد صناعة السيارات، والصناعات المُغذية لها، واحدة من أضخم الصناعات الثقيلة عالميا، ومن أكثرها تكلفة كذلك من حيث إقتصاديات تشغيلها. ولكن المُستقبل القريب رُبما يحمل تغييرات إيجابية كبيرة لتلك الصناعة العملاقة مُتمثلة في آفاق جديدة تفتحها تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد.

بعد أن توسعت الطباعة ثلاثية الأبعاد المُوجهة بالكمبيوتر في مجالات عديدة، إتجهت شركات كثيرة الى التوسع في إستخدام تلك التقنيات الحديثة بهدف جعل بعض الصناعات التقليدية الكُبرى أكثر كفاءة، أكثر دقة، وربما أقل تكلفة مما كانت عليه. من بين تلك الشركات شركة تحمل إسم Divergent 3D والتي قدمت فروضا حول إستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في إنتاج أجزاء وقطع غيار السيارات من خلال طابعات عملاقة ثلاثية الأبعاد تستخدم مواد معدنية خفيفة الوزن مثل الألومنيوم أو ألياف الكربون.

نظريا، وفقا لما طرحته الشركة، فإن المصانع العملاقة التي تعتمد شركات السيارات حاليا عليها في إنتاج مكونات السيارات يُمكن الإستعاضة عنها بمصنع يحتوي على ١٦ طابعة عملاقة ثلاثية الأبعاد، بتكلفة تُقدر بمليون دولار لكل طابعة، ويستطيع مصنع يحتوي على تلك الطابعات الإنتاج بقدرة تبلغ ١٠ آلاف سيارة سنويا.

ولكن الأهم في الواقع ليس فقط خفض التكلفة أو توحيد عملية إنتاج السيارات في مكان واحد، ولكن الأهم هو المرونة الهائلة التي توفرها تلك الطابعات والتي تعمل بطريقة تختلف تماما عن الطريقة الحالية التي يتم بها إنتاج أجزاء السيارات المعدنية والتي تعتمد على عمل قوالب مجسمات معدنية مكلفة للغاية يتم إستخدامها لإنتاج كميات كبيرة من أجزاء السيارات.

بدأت شركات سيارات كُبرى بالفعل من الإستفادة من تلك المرونة التي تٌقدمها الطابعات ثلاثية الأبعاد، بما يُنبأ بعصر جديد تُقبل عليه صناعة السيارات. بدأت شركة “بورشة – Prosche” في إستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد في إنتاج قطع الغيار لسياراتها الكلاسيكية القديمة، والتي لم يعد من الممكن عمليا إنتاج قطع غيار لها بكميات كبيرة في مصانع الشركة التقليدية، نظرا لعدم جدوى ذلك إقتصاديا وعمليا. نجحت “بورشة” فعليا الى اليوم في إنتاج ٨ قطع غيار لم تكن متوفرة من قبل بتلك الطريقة، و تنوي التوسع في إعادة طرح ٢٠ قطعة أخرى بنفس التقنية.

إستخدمت شركة “بوجاتي – Bugati طابعات معدنية ثلاثية الأبعاد في إنتاج ألواح المكابح الخاصة بسيارتها الأحدث Chiron، من مادة التيتانيوم، بعد أن نجحت في خفض وزن المكابح الى النصف من خلال إستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد كبديل عن القوالب المعدنية التطبيقية في صناعة تلك المكابح.

ربما لا تزال تلك المحاولات معزولة نسبيا، ولكن المستقبل – لا شك – سيحمل الكثير من التوسع في إستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في صناعة مكونات وقطع غيار السيارات نظرا لما تُقدمه تلك التقنية من فوائد ومميزات هائلة لتلك الصناعة الضخمة والمكلفة في نفس الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى