مقالات

التسوق الإلكتروني: الهدف القادم للمساعدات الصوتية، ولماذا قد تجد طريقها الى المنطقة قريبا؟!

تنتمي المُساعدات الصوتية الذكية، مثل “أمازون إيكو – Amazon Echo” و “جوجل هوم – Google Home” و “أبل هوم بود – Apple HomePod“، الى سوق حديث للغاية عالميا، ولا يزال بدرجة كبيرة ناشئا وغير مكتمل النمو.

يُصادف العام الحالي زيادة مُضطردة في مبيعات المُساعدات الصوتية الرقمية عالميا، وبخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية – والتي تُعد السوق الأكبر لتلك المُنتجات عالميا – إذ يُنتظر أن تبلغ مبيعات أجهزة المنزل الذكي في العام الحالي ٤,٥ مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها ٣٤٪ مُقارنة بعام ٢٠١٧، كما يُتوقع أن تصل نسبة المنازل الأمريكية التي تحتوي على واحدا من تلك المُساعدات الصوتية الرقمية الى ٥٥٪ بحلول العام ٢٠٢٢.

ولكن ما يعني الشركات المُنتجة لتلك الفئة من المنتجات الرقمية بالفعل، هو أن الإحصاءات تُشير الى أن ما يزيد عن ٦٠٪ من مالكي تلك المُساعدات الصوتية يقومون بإستخدامها في شراء مُستهلكاتهم من سلع البقالة الأسبوعية، وهو ما قد يُفسر السبب وراء إقبال “أمازون” على التوسع في تطوير مُنتجاتها في تلك الفئة على الرغم من السوق الصغير نسبيا حتى الآن.

لا تبحث الشركات الثلاثة الكُبرى المُنتجة لتلك المُساعدات الصوتية اليوم عن أرباح فعلية كبيرة من مبيعات تلك الأجهزة نفسها، ولكنها تتطلع الى الآفاق الهائلة التي يحملها المُستقبل في حال قام المُستخدمون بالتوسع في تبني طريقة التسوق من خلال الأوامر الصوتية التي يوجهونها الى المساعد الرقمي الصوتي. وفي حال صدقت توقعات واحدة من أكبر وكالات تحليل السوق، والتي تُشير الى أن حجم التسوق من خلال الأوامر الصوتية سيصل الى ٤٠ مليار دولار بحلول العام ٢٠٢٢، فإن الشركات المُنتجة ستكون حينها قد وجدت الجائزة الكُبرى الذي كانت تبحث عنها مُتمثلة في نسبة من تلك المبيعات، ونسب أُخرى مماثلة في مقابل توجيه المُستخدم الى سلع بعينها أو متجر بعينه عندما يطلب من المساعد الصوتي الرقمي مُساعدته في شراء بعض المُنتجات.

في حين قد يظن البعض أن السوق المُتاح أمام تلك المُساعدات الرقمية الذكية لا يزال ضئيلا في المنطقة العربية، رُبما بسبب غياب دعم اللغة العربية في الغالبية العُظمى لتلك المُساعدات الرقمية، وكذلك ضعف الترابط بينها وبين المتاجر الإلكترونية المُتاحة في المنطقة، إلا أنني أختلف مع هذا الرأي كثيرا في المستقبل القريب.

مثل دخول “أمازون” الى سوق المنطقة العربية، بإستحواذها على “سوق.كوم”، نقلة نوعية كبيرة تفتح آفاق واسعة للتسوق الإلكتروني في المنطقة، كما تضع “أمازون” في موضع السبق لإستغلال هذا السوق الكبير الذي لا يزال غير مُستغل في مُعظم بلدان المنطقة.

في تقديري، فإن الفترة القصيرة القادمة ستحمل معها إطلاق الكثير من خدمات “أمازون” العالمية بصبغة محلية عربيا، وأتصور أن تشمل تلك الإطلاقات خدمات المُساعد الصوتي الرقمي Echo مع دعم للغة العربية، وهو ما سيفتح مجالا واسعا الى دخول المنطقة الى هذا السوق الناشئ عالميا. سيبقى السؤال حينها حول مدى إقبال المُستخدم العربي على التسوق إلكترونيا من خلال تلك الوسائل الجديدة، مع إستمرار وجود بعض العقبات المُتعلقة بسهولة الدفع والشحن وإستلام الشحنات عربيا، وهي العقبات ذاتها التي ماتزال تقف عائقا أمام إنتشار أوسع للتجارة الإلكترونية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى