مقالات

فيسبوك ونجاحها في سحب بساط الفيديو من يوتيوب

فيسبوك فيديو

لم تُخفي شبكة فيسبوك الاجتماعية رغبتها في دخول مجال الفيديو بقوّة بعدما خصّصت ميزانية ضخمة لإنتاج محتوى خاص بها سيظهر في تبويب جديد يحمل اسم “وتش” Watch داخل التطبيق، وتلك ميزانية تبدأ من 10 آلاف دولار أمريكي وتصل إلى 500 ألف دولار للحلقة الواحدة فقط.

وبالأرقام، فإن فيسبوك تجمع الآن أكثر من 2.14 مليار مُستخدم عبر منصّتها، وحقّقت 13 مليار دولار أمريكي تقريبًا كعائدات في الربع الأخير من 2017، نسبة كبيرة جدًا منها، أي ما يُعادل 85٪ إلى 95٪، من الإعلانات لوحدها، وهذا يعني أن نموذجها لتحقيق الأرباح من الإعلانات موجودة ناجح ولا غبار عليه.

وبعيدًا عن أرقام المُستخدمين والنتائج المالية، فإن تحليل نوع المحتوى الأكثر شهرة على فيسبوك في 2017 يُعطي نظرة جديدة على فيسبوك، التي كانت يومًا ما شبكة اجتماعية لنشر المشاركات وألبومات الصور والروابط فقط، لتتحول بعد ذلك لمنصّة لمشاركة مقاطع الفيديو بامتياز، أول على الأقل، هذا ما تُخبرنا به قائمة أكثر المُشاركات من ناحية التفاعل في 2017.

في تلك القائمة، التي نشرها موقع BuzzSumo، كانت المراكز العشر الأولى من نصيب مقاطع الفيديو، حيث حصد الأول 15.6 مليون تفاعل ما بين إعجاب أو تعليق، بينما حصد المقطع الذي جاء في المركز العاشر 6.1 مليون تفاعل. القائمة تضمّنت 14 مُشاركة، 12 منها مقاطع فيديو!

بغض النظر عن محتوى تلك المقاطع، وعن المدّة، نجحت المقاطع في شقّ طريقها كأكثر المشاركات شهرة على مستوى الشبكة الاجتماعية الأكبر عالميًا، وهذا يُفسّر تشديد عرّابوا التسويق على أهمّية استخدام الفيديو. كما يُفسّر كذلك تلميح “زوكربيرغ” الغير مُباشر عندما أعلن عن تغييرات جديدة في الشبكة، ناصحًا الصفحات والمشاهير باستخدام الفيديو والبثّ المُباشر للوصول لشريحة أكبر، لأن فيسبوك ستتحوّل لشبكة تُركّز على مُشاركات الأصدقاء وأفراد العائلة فقط.

وإذا كانت الأرقام السابقة لا تكفي لإثبات رغبة فيسبوك في السيطرة على الفيديو على الإنترنت، فإن توفير نموذج ربحي للمُستخدمين الذين يقومون ببثّ الألعاب، أو اعتماد نموذج الإعلانات لتقديم أرباح للمُستخدمين الذين يقومون بمشاركة مقاطع للفيديو على فيسبوك، يؤكّدان أن فيسبوك في مهمّة جدّية لسحب البساط من يوتيوب، التي تُعتبر من دون مُنافس حقيقي في سوق منصّات مُشاركة الفيديو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى