التقاريرمقالات

الجرافين: هل يُحدث ثورة صناعية في مجال الهواتف الذكية ؟!

لسنوات طويلة كان البلاستيك هو العُنصر الذهبي الذي يتربع على عرش المواد المُستخدمة في تصميم وصناعة الإلكترونيات، الحواسب الشخصية، والهواتف المحمولة، غيرها الملايين من المُنتجات الأُخرى. نجح الألومنيوم والزُجاج في تنحية البلاستيك جانبا، مُحدثين بذلك ثورة كُبرى في مفهوم ومقاييس الإتقان والجمال في تصميم هياكل الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، وجلبا معهما معايير جديدة تتعلق بالنحافة والصلابة بعد أن أصبح إستخدامهما معا واسع النطاق.

يعتقد باحثون في مجال الكيمياء العُضوية أن مادة جديدة تُوشك على أن تُحدث ثورة صناعية أُخرى في تصميم وصناعة الإلكترونيات وبخاصة الهواتف المحمولة وأجهزة الحواسيب الشخصية. تُعد مادة “الجرافين – Graphene” أحد مُشتقات الكربون، وهي مادة أشبه ما تكون لأعمدة الأقلام الرصاص التي إعتدناها وإستخدمناها لعقود طويلة من حيث التكوين مع إختلاف طريقة مُعالجته.

يمتاز “الجرافين” يكونه شديد الصلابة، خفيف الوزن، مُوصل جيد للتيار الكهربائي، وفي الوقت ذاته قابل للتشكيل، ويُشبه العُلماء الأمر بقولهم بأن لوح من الجرافين لن يتجاوز وزنه وزن الريشة، وفي الوقت ذاته ستبلغ صلابته مئات أضعاف صلابة الفولاذ. ويتمثل التحدي التقني الأبرز حاليا والذي يقف حائلا أمام التوسع في إستخدام الجرافين صناعيا حتى الآن في إمكانية إنتاج ألواح طويلة مُتصلة وسميكة من تلك المادة، حيث لا يتجاوز طول القطع التي يتم إنتاجها منه حاليا عدة ملليمترات.

وفي حين قد يبدو الطريق طويلا حتى نصل الى ذلك الإستخدام واسع النطاق للجرافين في صناعة الإلكترونيات، إلا أنك يجب أن تعلم بأن أول من نجح في فصل الجرافين وإستخدامه في ألواح هما عالمان إنجليزيان من جامعة مانشستر في العام ٢٠٠٤، ما يعني أن المادة لم تخضع للدراسة بغرض إستخدامها صناعيا لأكثر من ١٤ عاما، وهو ما يعد أقل القليل في عُمر الصناعات.

بدخول الجرافين على نطاق واسع في صناعة الإلكترونيات والهواتف الذكية، سننتظر الحصول على هواتف محمولة شديدة النحافة، خفيفة الوزن، شديدة الصلابة، تدعم الشحن اللاسلكي، وبتصاميم أنيقة ومُبتكرة. لن تتوقف إنعكاسات الجرافين على صناعة الإلكترونيات على التصميم والبنية الخارجية للمُنتجات، حيث يُتوقع أن تستفيد صناعة البطاريات من كون تلك المادة مُوصلة جيدة للغاية للطاقة ما قد يجعل من إلكترونيات المُستقبل أكثر كفاءة في إستخدام الطاقة وإختزانها، فضلا عن إمكانية إنتاج رقائق نحيفة من الجرافين بشفافية عالية تُتيح إستخدامها في بناء الشاشات الإلكترونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى