مقالات

تنفيذ الأوامر الصوتية والخداع تحت مُسمّى المساعدات الرقمية الذكية!

الأوامر الصوتية الذكاء الصنعي

كانت مُعظم المُشاركات خلال معرض CES 2018 تحت مُسمّى الذكاء الصُنعي عبر المُساعدات الرقمية، فمجموعة كبيرة جدًا من المُنتجات كالثلاجات والمصابيح، إضافة إلى التلفاز أصبحت مزوّدة -على حد قول الشركات- بمُساعد رقمي ذكي، إلا أن الواقع ليس كذلك أبدًا.

نظريًا، فإن تنفيذ الأوامر الصوتية يعني وجود واجهة صوتية في الجهاز، تمامًا مثل الواجهة الرسومية الموجودة سابقًا التي كانت تُتيح للمستخدم اختيار ما يُريد الوصول إليه كتشغيل أغنية أو ضبط درجة حرارة أجهزة التبريد. أما المُساعدات الرقمية الذكية، فهي عبارة عن برمجيات ذكية تعمل لصالح الإنسان، أي أنها تقوم بربط النقاط فيما بينها؛ المستخدم حاليًا موجود في المنزل وتقويمه يُشير لاجتماع في مكان ما، هنا يأتي دور المساعد الرقمي الذكي لمعرفة حالة الطرقات وحجم الازدحام فيها لتنبيه المستخدم حول ضرورة خروجه للوصول لاجتماعه دون تأخير.

ما سبق يعني أن الخيار الأول، الواجهات الصوتية، لا يجب أن تكون ذكية بالضرورة، فهي مُجرّد وسيلة تُتيح التفاعل مع الجهاز عن طريق الصوت عوضًا عن اللمس أو استخدام الأزرار. أما الثاني، المُساعدات الرقمية، فالذكاء صبغة أساسية فيها لتكون مُساعد حقيقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

وبالعودة إلى مُنتجات CES 2018، فإن الثلاجات -مثلًا- التي ادّعت الشركات أنها مزوّدة بمساعدات رقمية، ليست جميعها مزوّدة بمساعدات رقمية وما تلك سوى خدعة لبيع المزيد والحصول على تغطية إعلامية، لأنها توفّر واجهة صوتية فقط كضبط درجة الحرارة أو معرفة درجة حرارة قسم التجميد. ونفس الأمر مع أجهزة التكييف القادرة على تنفيذ أوامر المستخدم الصوتية عندما يطلب منها تغيير درجة الحرارة، أو حتى أجهزة التلفاز الذكي التي فقط تقوم بتغيير درجة علو الصوت أو الانتقال لقناة أُخرى.

ولكي تكون الأمثلة السابقة ذكية، يجب أن تزوّد الثلاجة بمستشعرات وبكاميرات قادرة على معرفة محتوياتها وكميّاتها أيضًا، مع إمكانية معرفة كم هي طازجة من خلال استخدام خوارزميات الرؤية الحاسوبية. أما أجهزة التبريد المنزلي، فهي يجب أن تزوّد بمُستشعرات لقياس درجة حرارة الغرفة ومعرفة نسبة الأوكسجين فيها، مع كاميرا لمعرفة عدد الأشخاص الموجودين. أما أجهزة التلفاز، فهي يجب أن تُزوّد بكاميرات. بعدها، أي بعد تزويدها بتلك التقنيات، يُمكن اعتبارها ذكية لأن الثلاجات ستُصبح قادرة على إخبار المُستخدم حول ما ينقصه، وستُصبح كذلك أجهزة التبريد المنزلي قادرة على تقديم درجة حرارة تتماشى مع عدد المتواجدين في الغرفة مع ضمان هواء نقي للحفاظ على نسبة أوكسجين طبيعية، ونفس الأمر بالنسبة لأجهزة التلفاز التي عبر الكاميرا ستقوم بمعرفة الشخص الموجود أمامها لتشغيل برنامجه المُفضّل بناءً على الوقت، وهذا دون تدخّل مُباشر منه أبدًا.

باختصار، هناك لغط حول الواجهات الصوتية والمساعدات الرقمية، الأولى مُجرّد واجهة مثلها مثل أي واجهة أُخرى، ووسيلة للتفاعل مع الجهاز صوتيًا عوضًا عن الأزرار. أما الثانية، فهي أعقد من ذلك، وتعتمد على برمجيات مثل “قوقل أسيستنت” أو سيري أو “أليكسا” من أمازون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى