مقالات

كيف ستجعل خدمات جديدة من خرائط “HERE” قيادة السيارات أكثر أمنا

إستهلت خدمة الخرائط مفتوحة المصدر ، HERE Maps، العام الجديد ٢٠١٨ بإطلاق حزمة خدمية جديدة تحمل إسم Here Safety Services Suite تهدف الى الحد من حوادث السيارات وجعل الطرق حول العالم أكثر أمنا للجميع.

تُعد خرائط HERE شركة مُتعددة الجنسيات تُساهم فيها حاليا مجموعة كبيرة من الشركاء من شركات إنتاج السيارات والشركات التقنية الكُبرى حول العالم، من بينها “إنتل”، “إنفيديا”، “بي إم دبليو” و”أودي” وغيرهم. وكانت الشركة قد تأسست بالأصل في عام ١٩٨٦، وعملت على مدار العقود الماضية بشراكة بين “نوكيا” وشركة “نافتيك – Navteq” للملاحة حيث إستخدمت “نوكيا” تلك الخرائط على هواتفها الذكية لعدة سنوات.

تحمل الخدمات الجديدة، والتي سيتم تقديمها مجانا من خلال منصة خرائط HERE مفتوحة المصدر، مفهوما جديدا لجعل القيادة أكثر أمنا، بحيث يتمكن قائد السيارة من التنبؤ بالمصاعب والمخاطر التي يُمكن أن يواجهها على الطريق من أمامه لحظة بلحظة، وكذلك أسلوب القيادة والسرعة المُناسبة لتلك الظروف والمصاعب بما يجعله دائما مُستعدا، وبالتالي تنخفض نسبة الحوادث على الطريق.

صُممت الحزمة الخدمية الجديدة التي أطلقتها HERE لتُناسب سيارات المُستقبل، فهي تعمل مع السيارات التقليدية، وكذلك السيارات ذاتية القيادة، ويتم تضمينها بداخل كمبيوتر السياراة من قبل مُصنعي السيارات. وتُبنى الفكرة على مفهوم السيارات المُتصلة شبكيا بالإنترنت، بحيث تقوم كل سيارة مُتصلة بالخدمة بجمع المعلومات عن الطريق من حولها وإرسالها الى سحابة شبكية مُوحدة خاصة بالخدمة، وتتم مُعالجة البيانات التي من ثم تستفيد بها كافة السيارت المُتصلة بالخدمة.

وتتضمن البيانات التي يتم تحصيلها بيانات تتعلق بطبيعة الطريق، الظروف الجوية المُحيطة بكل جزء من الطريق، الطوارئ والحوادث على الطريق، المُنعطفات الخطرة، وكذلك بيانات تتعلق بالسرعة وأسلوب القيادة المناسب لكل جزء من الطريق بحسب حالة الجو وظروف الطريق وما يُستجد به من حوادث.

ويقوم نظام خرائط HERE بمُعالجة تلك البيانات، وإرسالها الى السيارات على الطريق لحظيا لتظهر أمام القائد في صورة تحذيرات، أو تنعكس في صورة تنبيه بعدم تجاوز سرعة مُحددة، أو إستخدام طُرُق بديلة، أو إتباع الحذر عند المُنعطفات أو إستخدام المكابح بحسب حالة الطريق أمام السيارة. أما السيارات ذاتية القيادة، فستحصل على البيانات نفسها، ولكن في صورة أوامر تنفيذية تستخدمها السيارة لتجعل قيادتها أكثر أمانا.

ستبدأ “بي إم دبليو” في تقديم النظام الجديد في سياراتها في أوروبا وأمريكا الشمالية بداية من مُنتصف العام الحالي ٢٠١٨، ويُنتظر أن يتجاوز عدد السيارات التي تحمل تلك الخدمات الجديدة ١٠ ملايين سيارة بحلول عام ٢٠١٩، على أن تنضم شركات أُخرى من بينها “مرسيدس”، و”أودي” وغيرهم الى الشركات التي تحمل سياراتها النظام ذاته.

وتتوقع HERE أن يتحسن أداء النظام بشكل ملحوظ وتتزايد البيانات التي يستطيع تقديمها للسيارات بشكل هائل كُلما إنضمت سيارات جديدة الى تلك الخدمة، ما يزيد من قدر المعلومات المتوفرة للنظام نفسه. ستحل الفائدة الأكبر للنظام في تقديري الشخصي بعد أن تُصبح السيارات ذاتية القيادة واقعا في حياتنا اليومية، حيث ستجعل المعلومات اللحظية المتنامية من تلك السيارات أكثر قدرة على القيادة بأمان، وستُعجل من إمكانية الإعتماد عليها فعليا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى