التقارير

التعلّم الذاتي للآلة في iPhone X سلاح ذو حدّين في خاصيّة التعرّف على الوجه

التعلّم الذاتي آيفون

لم يكن من المُفاجئ أن يتمكّن التوائم من فك قفل هواتف iPhone X باستخدام خاصيّة التعرّف على الوجه Face ID، فهذا أمر شدّد عليه أحد مسؤولي آبل خلال الكشف عن الهواتف الجديدة، كما أن البشر بشكل عام قد يخطئون بنسبة كبيرة في التفريق بين التوئم الحقيقي بسبب تشابه تفاصيل الوجه.

لكن المُفاجئة كانت في تمكّن شقيقان، ليسا توئم، من فك قفل الهاتف على الرغم من أن عملية الإعداد تمّت من قبل واحد منهم فقط، الأمر الذي أثار قليلًا من الجدل على شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

جميع من استخدم التعرّف على الوجه أكّد أنها تُصبح أسرع في فتح الجهاز مع مرور الوقت، وهذا إن دلّ على شيء يدل على وجود خوارزميات التعلّم الذاتي للآلة وتدخّلها كل مرّة لجعل العملية أسرع مع مرور الوقت.

وبحسب التجارب، والمنطق، فإن ما يحدث هو أن المُستشعرات وفي كل مرة يظهر وجه المستخدم أمام الكاميرا تقوم بتحليله وتخزين خارطة رقمية جديدة له مع محاولة ربطها مع الموجودة مُسبقًا، بحيث يتم العثور على النقاط المُتشابهة، والدمج بين تلك المُختلفة في أكثر من خارطة. بمعنى آخر، يتعلّم الجهاز ويتجاوز الفروقات الموجودة قليلًا في الوجه.

الحديث السابق صحيح عند فك قفل الجهاز باستخدام الوجه فقط، أي دون لمس الشاشة أبدًا. لكن الفيديو الذي يُثبت إمكانية فك قفل الجهاز باستخدام وجه أخوة غير توائم يُضيف تفصيل جديد لآلية عمل تلك الخاصيّة على ما يبدو.

عندما يفشل النظام في التعرّف على وجه المستخدم أكثر من مرّة يعرض للمستخدم واجهة كتابة كلمة المرور بشكل يدوي، وفي تلك الأثناء هو لا يقوم فقط بانتظار كلمة المرور، بل تقوم المستشعرات كذلك بتحليل وجه المستخدم عند كتابته لكلمة المرور. ومع تكرار تلك العملية، أي فك قفل الجهاز باستخدام رمز القفل من قبل نفس المستخدم، وفي ظل وجود تشابه في ملامح وجهه مع المستخدم الأصلي، قد يتم دمج ملامح الوجه في الخارطة الرقمية، وبالتالي إمكانية فك قفل الجهاز باستخدام وجه شخصين تشابها في ملامح الوجه.

الكلام السابق لا -ولن- يعني أن أي تشابه في الملامح بين الأشخاص سيؤدي لفك قفل الجهاز، فالشخص الثاني يحتاج لكتابة كلمة المرور وإدخالها بشكل صحيح أكثر من مرّة حتى تتعلّم الخوارزميات، وهذا يعني أن تأمين الجهاز باستخدام الوجه آمن عبر طبقتين، الوجه وكلمة المرور.

لم تتحدّث آبل حتى الآن عن تلك الحادثة، ولا ندري فيما إذا كانت ثغرة لا علاقة لها بالتحليل السابق، أم هي جزء من النظام وخوارزميات تعلّم الآلة، لكنها بكل تأكيد سلاح ذو حدّين ويحتاج المستخدم لأخذ الحيطة والحذر واختيار رمز قفل مُعقّد لتجنّب مثل تلك الحالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى