مقالات

أسرار هندسية وتقنية من داخل انستغرام حول إطلاق ميّزة الحكايات قبل عام

انستغرام تطوير الحكايات

شارك مُهندسو انستغرام Instragram تفاصيل جديدة حول خاصيّة الحكايات Stories التي أُطلقت للمرّة الأولى في 2 أغسطس/آب 2016، والتي نجحت في حصد 250 مليون مُستخدم يومي لها، بمعدّل 700 مليون مشاهدة يومية.

قُبيل إطلاق الميّزة الجديدة، قضى فريق العمل الكثير من الوقت في تخطيط ومناقشة الطريقة الأمثل لإضافة هذه الميّزة خصوصًا أنها ستأتي لتغيير تجربة استخدام التطبيق الذي امتلك وقتها ما يصل لـ 500 مليون مستخدم نشط شهريًا.

حاول مُهندسو انستغرام الموازنة بين الكثير من الأمور المُتعارضة ما بين إطلاق الميّزات الجديدة باستمرار، أو الحفاظ على ثبات وأداء التطبيق العالي. ما بين تنظيم آلية العمل والخطوات المُستقبلية، وفسح المجال أمام التفكير الإبداعي والخروج بأفكار وميّزات جديدة غير مسبوقة. ما بين الحفاظ على فريق العمل الصغير، وإضافة أعضاء جُدد قادرين على المُساهمة بقوّة في التطبيق والميّزات الجديدة فيه.

بالحديث عن النقطة الأولى، الموازنة بين الميّزات الجديدة والأداء، جلس فريق العمل للحديث عن أهم الأمور التي يجب توفيرها ضمن الإصدار الأول من الحكايات، مع تجهيز لائحة بالميّزات التي يجب إضافتها في التحديثات القادمة. هذا بدوره سمح لفريق العمل معرفة المهام القادمة وتنظيم آلية العمل. لكن الهدف الرئيسي كان الأداء فوق أي شيء آخر، ومن هنا كان لا بُد من عدم تضمين الكثير من الأفكار الحالمة التي شقّت طريقها فيما بعد لخاصيّة الحكايات.

فريق العمل رصد الإشارة Tag للأصدقاء ضمن الحكايات عند إطلاقها، ولهذا السبب تم التحرّك سريعًا لدراسة إمكانية تضمين هذه الخاصيّة. فهي أولًا تُستخدم في الكثير من الحكايات على الرغم من أنها ليست مدعومة رسميًا. كما أنها تخدم رسالة التطبيق القائمة على تسهيل الوصول للحسابات والوسائط، ومن هنا تم تطويرها وإضافتها لتحصد قبول واستخدام واسع أيضًا.

وذكر فريق العمل أن إضافة الميّزات الجديدة في انستغرام يجري ضمن جدول مُحدّد، أي أنهم لا يستعجلون أبدًا لإضافتها، ويحاولون قدر الإمكان الالتزام بمواعيد مُحدّدة للتركيز على الأداء من جهة، وضمان استقرار الميّزات التي تم إطلاقها سابقًا.

قد يظن البعض أن تجهيز لائحة بالميّزات القادمة أمر يقتل الإبداع، لكن فريق العمل قدّم أمثلة على ميّزات شقّت طريقها عن طريق التفكير الإبداعي بعيدًا عن الروتين القاتل. ميّزة المُلصقات الشخصية، سيلفي Selfie، جاءت عن طريق أحد مُهندسي التطبيقات لنظام “آي أو إس”، فهو قام ببناء نموذج لأداة تسمح للمستخدم بإضافة ردّة فعله على الفيديو أو الصورة. وبعد الاطلّاع عليها من قبل فريق العمل، تم اعتمادها وإضافتها كمُلصق يسمح للمستخدم إضافة صورته الشخصية بعد التقاطها عن طريق الكاميرا كردّة فعل على الحكاية التي قام بمشاركتها.

ومثال آخر على التفكير الإبداعي كان خاصيّة تثبيت العناصر على الحكاية، فلتحقيق هذا الأمر كان لا بُد من تتبع النقطة (البيكسل) الذي قام المستخدم باختياره. ومن هنا تم تطوير أداة لتشغيل الفيديو بشكل عكسي لتتبّع النقطة المطلوبة وتثبيت العنصر عليها. لكن وبعد تجربة الأداة بشكل مُنفرد، أي التقاط فيديو وتطبيق التأثير العكسي عليه، وجد فريق العمل أنه تأثير مُمتع، ومن هنا تم إطلاق هذا التأثير على حدة، قبل الاستفادة منه فيما بعد ضمن خاصيّة تثبيت العناصر.

يتّخذ فريق عمل انستغرام شعار “القيام بالأشياء السهلة أولًا”، ومن هذا المُنطلق دائمًا ما يتم تقسيم المهام المُعقّدة لمجموعة من الخطوات البسيطة وإضافتها تباعًا، لتبدو في النهاية وكأنها شيء كبير ومُعقّد. هذا التفكير يسمح لهم بالتحرّك سريعًا، مع ضمان الوصول لأفضل النتائج بعناية ودون تسرّع.

ومن هذا المُنطلق، تم التطرّق لمثال حول لوحة المُلصقات في نظام أندرويد، التي تظهر بخلفية شبه شفّافة. أندرويد لا يوفّر هذا الخيار بشكل افتراضي، أي عرض العناصر بخلفيّة شبه شفّافة، ولهذا السبب تم بناء وحدة جديدة خاصّة بهذا الأمر من قبل مُهندسي انستغرام لتوحيد تجربة الاستخدام مع نظام “آي أو إس”. الوحدة الجديدة تقوم بالتقاط الصورة أو الفيديو الموجود أسفل تلك اللوحة، ثم تقوم برسمها من جديد مع طبقة من الغباشة وعرضها كخلفية لتلك اللوحة، لتبدو النتيجة النهائية وكأن اللوحة شبه شفّافة، لكنها في حقيقة الأمر تقوم بشيء آخر لمُحاكاة هذا التأثير.

أخيرًا وحول إضافة أعضاء جُدد لفريق العمل، أكّد مُهندسو انستغرام أن هذا الأمر مُفيد للمشروع بشكل عام، فعلى الرغم من الذكريات الكثيرة لفريق العمل الأساسي والنوم داخل المكاتب لتقديم مُنتج يرقى لمستوى انستغرام، إلا أنهم في ذات الوقت مُنفتحين ويرغبون في التعلّم من مُساهمات المُهندسين الجُدد.

وكمثال على ذلك، اضطر فريق عمل الحكايات للاستعانة بأحد المُهندسين المُختصّين في الكاميرا والتصوير داخل انستغرام لإضافة التأثيرات على الوجوه، فالمُهندس انتقل للعمل معهم وساهم في بناء تلك الميّزة من الصفر، التي أصبحت تلقى رواجًا فيما بعد بين مُستخدمي التطبيق.

المصدر: مدونة مُهندسي انستغرام.

مع اقترابها من دخول نادي المليار مُستخدم، كيف نمت انستغرام منذ تأسيسها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى