مقالات

الأسباب وراء فشل ويندوز فيستا Vista بعد إيقافه رسميًا

أعلنت شركة مايكروسوفت قبل أيام قليلة عن إيقاف الدعم بشكل رسمي لنظام ويندوز فيستا Vista الذي لم يكن بحاجة لتدخل الشركة من أجل قتله، فهو ميّت منذ فترة طويلة بالنسبة لمُستخدمي الحواسب.

بعد نجاح ويندوز إكس بي XP، توقّع الكثيرون أن يكون فيستا امتدادًا له، فهي أنظمة تُمثّل الجيل الجديد المبني على نواة إن تي NT بعيدًا عن الأنظمة القديمة المبنية على نظام دوس DOS، لكن الواقع كان مُغايرًا وفشل فيستا فشلًا ذريعًا، بل دفع البعض -وأنا منهم- للعزوف عن ويندوز والانتقال لاستخدام لينكس.

ويندوزركّزت مايكروسوفت في فيستا على الواجهات الرسومية التي جعلت بالفعل من استخدام الحاسب أمرًا مُميّزًا بعد سنوات طويلة من الاعتياد على زر إبدء أخضر اللون وشريط المهام الأزرق في إكس بي. لذا، فإن تقديم واجهات مع درجة من الشفافية أعطى للنظام تأثيرًا ثلاثي الأبعاد، دون نسيان الألوان الجميلة كذلك، وتأثيرات الانتقال بين النوافذ.

لكن هذا كُلّه جاء على حساب الأداء الذي كان كارثيًا، والذي بدء مع توزيعة فيستا التي تُعرف باسم Home Basic، وهي توزيعة كانت موجّهة بالأساس للعمل على الحواسب ذات المواصفات المتوسطة والمنخفضة، فجميع الشركات المُنصّعة طالبت مايكروسوفت بهذا الأمر الذي فشلت به؛ فأيًا كانت النسخة، كان النظام بطيئًا في الاستجابة.

وجاء فيستا بعقلية المكوّنات الداخلية الجديدة، وبالتالي اشتكى البعض من مشاكل التعريفات التي لم تكن موجودة للكثير من القطع الداخلية أو الخارجية كالطابعات على سبيل المثال على الرغم من انتشارها الواسع، وهو ما دفع مُطوّري مايكروسوفت لإطلاق نسخة جديدة فيما بعد لإضافة تعريفات لمُعظم الأجهزة القياسية! إضافة إلى ذلك، كانت فكرة استخدام مُعالجات 64 بت مُتأصّلة في فيستا، وهذا يعني وجود ذواكر وصول عشوائي كبيرة في الجهاز بمساحة لا تقل عن 4 جيجابايت.

التوافق ما بين النظام والمكوّنات الداخلية هو أمر لم يبرع فيستا به أبدًا، وهو ما ساهم في مُشاهدتنا كمُستخدمين لتلك الشاشة الزرقاء التي دائمًا ما كانت تظهر حتى عند تشغيل برامج بسيطة على غرار وورد أو مُتصفح فايرفوكس.

أخيرًا، وقبل الحديث عن واحدة من أكثر المشاكل إزعاجًا للمستخدمين، يجب علينا العودة إلى ويندوز إكس بي والتعرّف على الأسباب التي أدّت إلى قتله بشكل أو بآخر. نظام مايكروسوفت ذو الزر الأخضر كان شائع الاستخدام، لكن مُشكلته الوحيدة كانت الثغرات الأمنية واستغلال التطبيقات لنظام الحماية البسيط، وهو ما دفع مايكروسوفت لإطلاق فيستا مع أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار.

في فيستا قدّمت مايكروسوفت للمرّة الأولى ما يُعرف بـ UAC، أو التحكّم بصلاحيات الوصول، وهو النظام المسؤول عن ظهور النوافذ المُنبثقة طلبًا للحصول على صلاحيات لتشغيل شيء مُعيّن. هذا أدّى، وبسبب كثرة ظهور النوافذ، إلى الموافقة على كل شيء من قبلنا كمُستخدمين لتجنّب إضاعة الوقت، وهذا يعني أن الفائدة من نظام UAC لم تكن كبيرة لأنه جعل الجميع ينفرون منه ولا يعيرون الرسائل التي تظهر أي اهتمام.

في ويندوز 7 عالجت مايكروسوفت الكثير من مشاكل فيستا، خصوصًا UAC الذي أصبح أكثر ذكاءًا وعقلانية، بحيث تظهر رسائل التحذير وطلب صلاحيات الوصول عند الحاجة الحقيقة لها، وليس مع كل عملية تشغيل أو تحميل لشيء جديد.

شخصيًا، دفعني فيستا لاستكشاف عالم لينكس للمرّة الأولى وتحديدًا توزيعة أوبنتو Ubuntu، وتخلّيت عن ويندوز بالكامل منذ ذلك الحين قبل الانتقال لنظام macOS. ماذا عنكم؟ هل من ذكريات سيئة مع فيستا؟ وما الحلول التي لجأتم إليها؟ لينكس أو ويندوز إكس بي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى