مقالات

3 مستويات لبناء القائمة البريدية والتواصل الفعال مع الجمهور

إذا كنت صاحب مدونة او موقع فأنت في الغالب تستخدم أحد أدوات مراقبة الزوار القادمين إلى موقعك مثل (Google Analytics) أو غيرها من الأدوات التي تساعدك في معرفة عدد الزوار وبقية التفاصيل المتعلقة بهم، إذا كنت من منتجي المحتوى الجيد والمميز فسوف تلاحظ أن هنالك أعداداً كبيرة تصل إلى صفحات المدونة أو الموقع، أولائك الذين تلقي بهم زوارق قوقل (وغيرها من محركات البحث) إلى ضفاف صفحاتك، يصلون فيقرأون ثم يرحلون.

نسبة كبيرة من أولئك الزوار القادمين إلى صفحات الموقع يرحلون دون رجعة، فهم يحتاجون لمعلومة معينة أو معرفة بشيء متاح عبر صفحاتك مدونتك، وحين يحصلون على ما يريدون يرحلون ببساطة، قد يقوم البعض بأخذ جولة سريعة في الموقع ثم يقرر اضافته في سجل العلامات (المفضلة) تلك القائمة الممتلئة والتي لا تُزار إلا نادراً في أحسن الأحوال.

لذلك فإن أحد الحلول القديمة الحديثة في ربط الزائر وبناء علاقة للتواصل معه، هي استخدام القوائم البريدية، التواصل معه عبر إيميله، تلك الطريقة الفعالة في التسويق وبناء الجمهور التي ازدهرت في الفترة الماضية، لكن خف بريقها وخفت نورها في السنوات الحالية، ولعل أحد الأسباب لذلك هو استخدام البعض (أو الكثير) من الأشخاص هذه الوسيلة بطريقة خاطئة، بطريقة تزعج الآخرين وتساهم في امتلاء صناديق بريدهم التي تشكوا من الإزحام في الأصل.

إذا كنت تنوي بناء قائمة بريدية مع زوار موقعك، ضع في الحسبان أنك تبني وسيلة تواصل إنساني مع الآخرين، قبل أن تكون علاقة تجارية ومسألة مكسب وخسارة، أنت تصنع علاقة مع الآخرين، علاقة يجب أن تتسم بالصدق من أجل النجاح في عملك، فالنجاح هو عملية تشاركية وجمهورك هم شريك نجاحك الرئيسي.

1. إرسال المحتوى الجديد

بدأت القوائم البريدية في سابق عهدها بهذه المهمة الأساسية، إرسال المقالات والتدوينات الجديدة إلى صندوقك الوراد، فبدلاً من أن تأتي إلينا، سوف نرسل المحتوى إليك، ورغم أن هذا المستوى هو من أوائل المستويات في بناء القوائم البريدية إلا أنه لا يزال يعمل وتستخدمه الكثير من المواقع والمدونات الكبيرة، فهم يرسلون المحتوى بشكل أسبوعي أو دوري إلى إيميلات المشتركين في القائمة، وفي الغالب يرسلون عناوين آخر المقالات وروابطها الأصلية ونبذة مختصرة عن كل مقالة أو خبر.

الهدف في هذا المستوى هو إعادة الزائر -الذي أصبح مشتركاً- إلى الموقع مرة أخرى عند نشر محتوى جديد، تذكيره بالمحتوى الجديد الذي قد يرغب بقرائته أو العروض التي يحب الإطلاع عليها، لكن المشكلة في هذا المستوى هو أن الدافع في الاشتراك ضعيف، فالزائر سوف يتسائل قبل الاشتراك ويقول: ما هو الجديد الذي ستقدمه لي عند الاشتراك في القائمة؟

إن إرسال المحتوى الجديد إلى صندوق الوارد ليس بالأمر الهام أو المحفز للاشتراك، لأن صناديق البريد الإلكترونية أصبحت بالفعل ممتلئة بالرسائل من مختلف الجهات، وقد زادت الشبكات الاجتماعية الطين بله حين أصبحت تذكرنا بكل صغيرة وكبيرة تحدث عبر رسائلها المزعجة، لذلك فالزائر يفضل أن يبقى المحتوى حيث هو في صفحات الموقع، وحين يحتاج إليه سوف يذهب بنفسه إلى الموقع، وسيرد عليك بلسان الحال: “دع صندوق بريدي في حاله فلم يعد الأمر يحتمل المزيد من الرسائل”.

2. إرسال محتوى خاص

في هذا المستوى، قد يعرض صاحب الموقع أو المدونة محتوى خاص غير منشور في الموقع أو المدونة أو في أي مكان آخر على شبكة الانترنت، قد يكون عبارة عن كتاب إلكتروني مفيد في نفس مجال المدونة أو ورقة بحثية أو فيديو تعليمي أو أي نوع آخر من المحتوى النافع والمفيد الذي يحفز الزوار بالاشتراك في القائمة من أجل استقبال ذلك المحتوى.

في الغالب صاحب الموقع أو المدونة يستخدم ذلك المحتوى الخاص كطعم يسحب به الزائر للاشتراك في قائمته البريدية، طبعاً لا يعني هذا أن صاحب الموقع كما الصياد الشرير الذي يريد أن يؤذي السمكة المسكينة (وهل يوجد أشدُ إيذاءً من الشوي والأكل) لكن المسأله فيها مصالح مشتركة، فالزار المشترك في القائمة يستفيد بالحصول على محتوى احترافية من شخص لديه خبرة في ذلك المجال، أما صاحب الموقع فهو يستفيد ببناء قائمته البريدية التي يستخدمها فيما بعد في تسويق منتجه أو خدمته.

المشكلة في هذا المستوى أن الزائر عندما يشترك في القائمة البريدية هو يشترك لأجل هدف محدد فقط، لأجل رسالة واحدة تصله إلى بريده، لا يريد أكثر من ذلك، يريد ذلك الكتاب أو الفيديو التعليمي، لذلك قد لا يهتم المشترك بأي رسائل أخرى تأتيه إلى إيميله بعد ذلك الإيميل، وقد يلغي اشتراكه فور الحصول على ما يريد، وقد يشترك عبر بريد إلكتروني مهمل لا يستخدمه إلا لمثل هذه الحالات الخاصة فقط، وفي كلا الحالات، لن تكون تلك القائمة ذات جدوى كبيرة في التواصل الفعال والمستمر مع الجمهور.

3. إرسال المحتوى الدوري

نأتي إلى المستوى الثالث الذي نرى أنه الأكثر فائدة وجدوى في بناء القائمة البريدية والنجاح في التواصل الفعال مع الجمهور، إنه عبر إرسال محتوى متجدد ودوري حول الموضوع الرئيسي الذي يتعلق بمحتوى الموقع أو المدونة والذي يهم المشترك الجديد في القائمة، مثل أن يتم إرسال دروس حصرية بشكل دوري إلى جميع الأعضاء المشتركين (قد تكون أسبوعية أو شهرية)، بحيث لا يجد زائر الموقع تلك الدروس في أي مكان آخر خارج حدود تلك القائمة.

في هذه الحالة سيكون الدافع للاشتراك كبير، وسيحرص الزائر على إدخال إيميله الغير مهمل لأنه يريد متابعة الدروس التي يرى فيها الفائدة له، وبقدر ما تقدمه من محتوى جيد وحصري سوف تكون النتائج، وبقدر تواصلك الفعال وصدقك ومودتك مع الأعضاء المشتركين سيكون العائد والتفاعل من قبلهم، سواءً على ما تقدمه حالياً من محتوى مفيد أو ما سوف تقدمه في المستقبل من منتجات أو خدمات مدفوعة.

تلك كانت 3 مستويات لبناء القائمة البريدية، تبدأ بالمستوى الأسهل لكن الأقل فعالية وتنتهي بالأصعب لكن الأكثر جدوى وفعالية، اختر منها ما تريد، ولا تنسى أن من زَرَع حصد، ومن يتعب اليوم سوف يجني الخير الكثير غداً، تلك هي القاعدة التي تمضي في هذا الحياة، وفيما بعد الحياة أيضاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى