مقالات

لماذا لم تنتشر الأخبار الكاذبة على شبكة لينكدإن LinkedIn، مثلما هو الحال في فيسبوك؟

يمتلك مُعظم مُستخدمي شبكة الإنترنت حسابات على الكثير من الشبكات الاجتماعية، لكن شبكتي فيسبوك Facebook ولينكدإن LinkedIn تُعتبران تقريبًا من الشبكات الأساسية التي يجب على كل مُستخدم إنشاء حسابات عليها.

ومن الناحية النظرية تتشابه الشبكتان من ناحية الوظيفة، فالمستخدمين بإمكانهم إضافة أصدقاء، ونشر روابط، وصور، ومقاطع فيديو، أو كتابة منشور ومشاركته. لكن الاختلاف يكمن في التوجهات فقط، ففي فيسبوك يمكن مشاركة كل شيء تقريبًا، عكس لينكدإن المُتخصصة في عالم الأعمال فقط.

لكن وبما أن للروابط مكانًا في كلتا الشبكتين، لماذا وصلت الأخبار الكاذبة إلى شبكة فيسبوك دون أن يكون لها مكان في لينكدإن؟ خصوصًا أن شبكتا فيسبوك ولينكدإن تُعتبران من المواقع التي يمكن اللجوء إليها للحصول على آخر الأخبار؟

الإجابة على هذا السؤال جاءت على لسان المُحرر التنفيذي Executive Editor في شبكة لينكدإن دانييل روث Daniel Roth الذي تحدّث بشكل مُفصّل عن السبب وراء عدم انتشار أخبار كاذبة على لينكدإن، في وقت تضررت فيه سمعة فيسبوك، بل ووصل الأمر إلى تهديد بعض الحكومات لها بفرض غرامات لقاء كل رابط يُنشر يحتوي على بيانات كاذبة.

دانييل روث يقول إن شبكة لينكدإن تمتلك فريقًا من المُحررين الذين يقومون بمراقبة الروابط التي تلقى رواجًا داخل الشبكة للتأكد من أنها بالفعل ذات مُحتوى حقيقي، أو لا يهدف إلى تزييف الحقائق على الأقل. شبكة المُحررين مكوّنة من 25 شخص موزّعين حول مناطق مُختلفة حول العالم، ومهمّتهم فقط متابعة الروابط وتقييمها، إضافة إلى إنشاء مُحتوى في بعض الأوقات لنشر مقالات ذات فائدة من الناحية العملية على مُستخدمي لينكدإن.

هذا هو الاختلاف الوحيد ما بين الشبكتين، فشبكة فيسبوك أعلنت مع نهاية أغسطس/آب أنها ستتخلى عن فريق المُحررين المسؤول عن مراقبة الروابط والأخبار داخل الشبكة، لتعتمد بذلك على الخوارزميات فقط. في حين أن لينكدإن تستعين بخوارزميات ذكية لهذا الغرض، إضافة إلى فريق المُحررين لتقديم روابط سليمة 100٪ لا تهدف إلى نشر مُحتوى مُسيء أو الحصول على عائدات من الإعلانات.

إضافة إلى ذلك، ذكر روث أن مُستخدمي الشبكة هم من يقف خلف عدم انتشار الأخبار الكاذبة، فعندما رصد فريق التحرير بعض الروابط السياسية التي تمت مشاركتها أثناء جولة الانتخابات الأخيرة، لوحظ أن التعليقات جاءت ضد هذا النوع من المشاركات، حيث ذكر المُستخدمون في تعليقاتهم أن لينكدإن ليست فيسبوك، ولهذا السبب طلبوا من صاحب المشاركة حذفها ونشرها فقط على فيسبوك للتعليق عليها هناك.

وبهذا، يُدرك مُستخدمو لينكدإن حول العالم أنها شبكة للأعمال فقط لا غير، ولا مكان أبدًا للروابط التي تهدف إلى التسلية أو الخوض في أمور غير العمل وطرق تطوير الذات، وهذا بدوره لم يفسح المجال أمام أصحاب المُحتوى المُزيّف لاستغلال هذه الشبكة، مثلما حصل في فيسبوك. وبحسب روث، فإن الكثير من مستخدمي لينكدإن يعتبرونها مثل المكتب، في وقت يعتبرون فيه فيسبوك مثل المنزل.

بعيدًا عن كلام روث أو الأسباب التي ذكرها، فإن المستخدم بالفعل هو المسؤول عن المحتوى في أي شبكة اجتماعية لأنه صاحب الشرارة الأساسي. فعند إعادة نشر صورة أو خبر دون التأكد من صحّة مصدرها يتسبب المستخدم في كوارث مثلما حصل تمامًا قبل أيام قليلة عندما فعّلت فيسبوك ميّزة التأكد من السلامة نتيجة لإعادة نشر أحد الأخبار القديمة. إضافة إلى ذلك، يُمكننا الاستنتاج أن الخوارزميات والذكاء الاصطناعي AI حتى الآن لم يستطيعوا أن يحلّوا مكان الإنسان 100٪، وهو الهدف الأساسي للذكاء الاصطناعي بالأصل. وبالتالي ما زال هناك وقت قبل أن نستطيع أن نثق تمامًا في الخوارزميات وقراراتها في حياتنا اليومية، لكن حادثة تيسلا Tesla الأخيرة تُعطينا بريق من الأمل في هذا المجال.

https://www.youtube.com/watch?v=M_c5kB1qbjY

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى