مقالات

نظرة على مُستقبل شركة آبل عبر هواتف آيفون ٧ وآيفون ٧ بلس

لطالما تساءلنا كمُستخدمين عن موقف شركة آبل من تقنيات مثل الواقع الافتراضي Virtual Reality أو المُعزز Augmented، دون تجاهل شائعات رغبة الشركة في إزالة زر هوم Home من الشاشة والاعتماد على وجه أمامي يحتوي على شاشة فقط، وبكل تأكيد قضية الشحن اللاسلكي التي مازال الجميع بانتظارها.

لذا وبوضع الانتقادات وحملات السُخرية التي تتعرض لها أجهزة آيفون ٧ وآيفون ٧ بلس بخصوص إزالة منفذ السمّاعات 3.5mm، فإن الأجهزة الجديدة تُسلّط الضوء بشكل غير مُباشر على مُستقبل شركة آبل وجهودها في تلك التقنيات.

jony

ولو تناولنا تحديدًا هاتف آيفون ٧ بلس iPhone 7 Plus فإن وجود كاميراتين على الوجه الخلفي يُعطي الكثير من الدلالات عن مُستقبل الشركة. فاستخدام عدستين أثناء التصوير يُضيف عمق للصورة، دون نسيان إمكانية تحديد ظهور العناصر مع إبراز أبعادها أيضًا.

وبهذا الصدد يقول Said Alban Denoyel، المُدير التنفيذي لشركة Sketchfab المُتخصصة بالرسوميات ثلاثية الأبعاد، إن جمع إحداثيات عمق العناصر أثناء التقاط الصور في آيفون ٧ بلس يعني ثلاثة أشياء رئيسية، وهي تصوير مشهد ثُلاثي الأبعاد، تتبع وضعية العناصر، بالإضافة إلى التعرّف على العناصر والإيماءات داخل الصور.

ويضيف Said في تصريحه حيث قال إن آبل لم تتأخر عن بقية الشركات في هذا المجال، فشركات مثل هواوي، جوجل بمشروع تانجو أو إنتل بمشروع RealSense اعتمدت على أكثر من عدسة لإنشاء مُحتوى وأدوات للواقع الافتراضي والمُعزز، وهو ما تسير آبل فيه أيضًا من خلال توفير نظام تصوير – آيفون ٧ بلس – يعتمد على عدستين، بالإضافة إلى الاستحواذات السابقة على شركات مثل PrimeSense وLinX المُتخصصة في هذا المجال.

وقد يبدو وجود العدستين ليس ذو معنى الآن لأنه لا يسمح سوى لتكبير الصور Zoom بدقة عالية، لكنها عادة من عادات آبل المُتكررة، حيث تُطلق ميّزة جديدة تعتمد على قطعة في الجهاز، ثم تُطلق بعدها تطبيقات تستفيد من تلك التقنية التي قُدمت للعالم قبل فترة.

ومثال على ذلك لدينا مُستشعر الإصبع TouchID الذي قُدّم للعالم على أنه مُخصص لحماية الأجهزة وقفلها ببصمة المُستخدم، لكنها بعد عام أطلقت خدمة آبل للدفع الإلكتروني Apple Pay التي تستفيد بشكل كامل من هذا المُستشعر.

وفتحت آبل واجهاتها البرمجية API التي تستفيد من الكاميراتين، وبالتالي يُمكن أن نرى تطبيقات لإنشاء مُحتوى للواقع الافتراضي، المُعزز أو حتى ثلاثي الأبعاد قبل أن تُطلق آبل رسميًا تطبيقاتها في هذا المجال، لكنها وبكل تأكيد قادمة إليه من خلال إزالة منفذ سمّاعات الرأس.

تحدّثت في مقالة سابقة بعنوان ” إزالة السمّاعات٬ خطوة آبل الجريئة التي تُعاقب عليها الآن والتي قد تُكافئ عليها فيما بعد” عن بعض الفوائد الخفية لإزالة المنفذ، وهو ما تأكد تقريبًا بعد الإعلان عن مُعالج W1 المُستخدم في سمّاعات الرأس الجديدة AirPods.

آبل تعمل بالفعل على رقاقات ومعالجات لتشغيل أجهزة تتصل بأجهزتها الذكية – هواتف آيفون وحواسب آيباد اللوحية – وبالتالي قد نرى في المُستقبل القريب نظّارات للواقع الافتراضي أو المُعزز من آبل بعد إطلاق تطبيقاتها الخاصّة لإنشاء هذا النوع من المُحتوى عبر آيفون ٧ بلس وما بعده. أي أن الشركة ترغب في الاعتماد على نفسها بنسبة ١٠٠٪ في إنشاء المُحتوى أولًا ثم توفير الأدوات لمُشاهدته ثانيًا.

وتُثير السمّاعات الجديدة أيضًا قضية الشحن اللاسلكي بشكل واسع، فالشركة وخلال التقديم قالت أنها تؤمن بأن المُستقبل هو الاتصالات اللاسلكية، وهو ما ظهر للعيان من خلال سمّاعات AirPods وتحديدًا محفظة السمّاعات التي تدعم الشحن اللاسلكي وبعض تقنيات الاتصال السريع بالأجهزة.

وبعيدًا عن الواقع الافتراضي والشحن اللاسلكي فإن زر هوم في آيفون ٧ وآيفون ٧ بلس أصبح قادرًا على معرفة أبعاد لمسة المُستخدم لتنفيد مهام مُختلفة، وهي ميّزة موجودة في لوحة تتبع الماوس Track Pad الخاصة بحواسب ماك، بالإضافة إلى ساعة آبل الذكية وهواتف آيفون ٦ إس و٦ إس بلس.

إضافة وظائف جديدة إلى زر هوم وجعله قادرًا على التعرّف على قوّة الضغط عليه ما هو – من وجهة نظر الكثيرين – سوى تمهيد لآيفونات المُستقبل التي ستتخلى تمامًا عن هذا الزر لتُصبح شاشة تدعم اللمس ثُلاثي الأبعاد فقط.

فالمُستخدمين الآن أمامهم فرصة للتعوّد على وجود وظائف جديدة في زر هوم، وهو نفس الأمر الذي قامت به آبل مع شاشات آيفون ٦ إس  حيث قدّمت اللمس ثُلاثي الأبعاد التي فتحت مجالًا جديدًا في التعامل مع الأجهزة الذكية والتي تعرّضت لسيل من الانتقادات بعد فترة من صدورها.

ما تُخبرنا عنه هواتف آيفون الجديدة والجيل الثاني من ساعات آبل الذكية وسمّاعات AirPods تدل أولًا على أن آبل تُركّز على التصوير بشكل كبير جدًا وتعمل على تطوير تقنيات في هذا المجال سواء كتطبيقات أو كرقاقات ومُعالجات. كما لم تهمل الشركة أهمية الأجهزة التي تنقل الصوت – سمّاعات الرأس – وعملت على تطوير تقنيات لنقل الصوت بأفضل وسيلة مُمكنة، وهي أجهزة قد تتطوّر لتتحوّل إلى ناقلة للصوت والصورة أيضًا.

وأخيرًا وليس آخرًا ستأتي ميّزة الشحن اللاسلكي بكل تأكيد، حيث تُشير الكثير من المصادر إلى أن آيفون ٨، الذي سيصدر العام القادم احتفالًا بمرور عشرة أعوام على إطلاق آيفون لأول مرّة، سيوفر هذه الخاصيّة. كما سيتخلى هذا الهاتف عن زر هوم لأول مرّة، وهو ما تحاول آبل التمهيد له من خلال تقديم الزر مع دعم للمس مُتعدد الطبقات في آيفون ٧.

المصادر ١٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى