مقالات

حين يمكن الوصول لمليون إنسان بلمسة واحدة !

oa_one_million_0

تأمل معي الصورة التالية، انه ملعب مدينة برشلونه (كامب نو)، يتسع هذا الملعب لحوالي 100 ألف زائر، وهو أكبر إستاد كرة قدم في أوروبا.

oa_one_million

تخيل أنه يمكنك أن توصل كلامك ورسالتك إلى هذا الحشد الضخم بشكل مباشر وكأنك تحدث كل شخص على انفراد، لا بل تخيل أنك قادر على إيصال كلماتك إلى عشرة أضعاف هذا الحشد الكبير، إلى مليون شخص، بلمسة واحدة على شاشة المحمول، لمسة واحدة توصل صورتك – صوتك – رسالتك – كلماتك إليهم، أمر لا يكاد يصدق.

كم كان المصلحون والدعاة يتعبون من أجل إيصال كلماتهم إلى أكبر عدد ممكن، كم كان من الصعب إقناع 100 شخص بأمر من الأمور، لكن اليوم، وبواسطة الشبكات والتطبيقات الاجتماعية، أصبح الوصول إلى الجماهير أمراً سهلاً، لقد سحب البساط من تحت قادة المجتمع وأصبح الآن بيد الشباب ومن يمتلك روح الشباب، أصبح في أيديهم مفتاح الوصول إلى الجماهير ومن ثم التأثير عليهم.

قبل أيام، طلب أحد مشاهير السناب شات وهو مشعل العتيبي (المشهور باسم الاسباني) من متابعيه أن يساعدوه للوصول إلى مليون مشاهدة لسناباته، وهو ما أثار موجة غضب من بعض مشاهير السناب شات بسبب هذا التصرف بحسب ما ذكرته جريدة الرياض ، بعد ذلك أعلن مشعل أنه حصل على أكثر من 90 الف اضافة جديدة خلال أيام قلائل، لكنه لم يصل بعد إلى المليون.

مشاهدات وليس متابعين

تعودنا في الشبكات الاجتماعية أن نتحدث عن عدد (المتابعين) لكن تطبيق سناب شات أتى بفكرة جديدة، وهي إخفاء عدد المتابعين وإظهار عدد المشاهدات فقط لكل سنابه يتم ارسالها، وعندما نتحدث عن سناب شات فإننا نتحدث عن المشاهدات الفعلية والحقيقية، يعني عندما يظهر رقم المليون أمام سنابه من السنابات، فهذا يعني أن هنالك مليون شخص فعلياً شاهد تلك السنابة، تخيل معي … عشرة ملاعب مشابهة لملعب (كامب نو) ترتص بجانب بعض وهي مملتئة عن آخرها، بلمسة واحدة تصل إليهم خلال ساعات قليلة لا تتجاوز الـ 24 ساعة.

الصورة التالية تم تناقلها في نهاية العام الماضي، يقال أنها لحساب أحد مشاهير السناب اسمه (DJ Khaled) لكن بغض النظر عن من هو صاحب الحساب، العدد في الصورة يصل إلى 2 مليون مشاهدة لأول سنابه، ليس 2 مليون متابع بل مشاهدة، وهذا يعني أن عدد المتابعين المخفي أضعاف هذا العدد. (مصدر الصورة)

oa_one_million_2

طبعاً التفاعل في سناب شات لا مثيل له، فهو يعيش فترته الذهبية، هنالك أسباب كثيرة لهذا النشاط المنقطع النظير في سناب شات تحدثنا عنها في مقالة سابقة.

السيطرة على العالم

الأمر مخيف، هل تتذكر حلقات الرسوم المتحركة التي كانت تتمحور حول هوس السيطرة على العالم، وحتى بعض الأفلام الأجنبية، وتلك المنظمات السرية والتحالفات البشرية التي تهدف إلى السيطرة على العالم، لقد أصبح الأمر أسهل بكثير اليوم في هذا العالم المجنون الذي نعيش فيه، فقط يمكنهم السيطرة على بعض الأشخاص وانتهت المسألة، والمصيبة أكبر عندما يكون مشاهير تلك الشبكات الاجتماعية يمكن شرائهم بالمال، هنا تكون الطامة.

طبعاً أغلبية المتابعين هم من الشباب، أولائك الشباب الذين هم عماد الأمة وقوامها الأساسي، وبصلاحهم يصلح أمر المجتمع، لذلك فالتأثير على ملايين من الشباب سيؤثر على المجتمع بأسره، قد لا يكون الامر واضحاً وقد لا تأتي النتائج مباشرة، لكنه ستعمل مع الوقت وتوجه التغيير القادم في تلك المجتمعات.

المسؤولية الكبيرة

المشكلة هي عندما لا يستشعر مشاهير السناب وبقية الشبكات الاجتماعية أنه كلما زادد عدد المتابعين زادت المسؤلية وعظم شأن الأمانة الملقاة على عاتقهم، فأنت الآن أصبحت مؤثر، كلماتك تصل إلى مئات الآلاف، الكلمة قد تغير حياة البعض، فالمفروض أنه كلما زاد عدد المتابعين كان أكثر حذراً لأن الأثر الذي يتركه كبير، وهذا الأثر سيلاحقه في حياته وبعد مماته في الحياة الأخرى.

أتعجب من بعض مشاهير السناب شات الذين قد يعلنون عن منتجات ويشهدون على جودتها وهم لم يخبروها بأنفسهم، فقط لأن أصحاب الإعلان يريدون هذا، إنه لأمر مؤسف أن يكون الإنسان قابل للشراء بالمال، أن تكون ذمته قابله للشراء، أن تكون شهادته متاحة لمن يدفع أكثر، فعلاً خسارة.

نماذج مضيئة

سأذكر هنا نموذج واحد كمثال، أحد الأشخاص أو المشائخ الفضلاء، تقريباً هو أفضل شيخ متفاعل في الشبكات الاجتماعية، يتحلى بروح شبابية، يتفاعل مع المتابعين ويفتح المجال معهم للتواصل به، لا تجد أي شبكة أو تطبيق اجتماعي يذيع صيته إلا وله نصيب فيه، رغم تقدمه في السن إلا أنه متابع لجديد التقنية.

شيء جميل أن يجد الشباب من يلقي إليهم بالكلمة الطيبة، بالموعضة الحسنة، بالنصح الصادق، ليس فقط لهو ولعب وضياع للأوقات عبر تلك التطبيقات، جميل أن تدخل هذه الحسابات الهادفة هواتف الشباب وتساهم في إحداث التغيير الإيجابي في حياتهم، جميل أن نرى الكثير من هذه النماذج.

لن أذكر لكم من هو هذا الشيخ، أنا متأكد أنكم عرفتموه ، من يعرف يكتب اسمه في التعليقات

‫7 تعليقات

  1. مقال رائع وخطير ويجب ان نأخذ بالأسباب في هذا العصر (التكنولوجيا)السوشل ميديا
    بالكلمة الحلوة والابتسامة الصادقة . ممكن نوصل رسالة ديننا الحنيف

  2. صحيح انه عصر السناب شات لكن البساط بدأ ينسحب من سناب شات ودخلت اللعبة بوكيمون غو بقوة الى الساحة مع الفارق الكبير بين التطبيقين ولا بد ان نذكر ان ذلك قد اقر شئنا ام ابينا على سناب شات وعلى الفيس بوك وتويتر وغيرها من التطبيقات . وهكذا هو الحال محال ان يبقى نفس الحال

  3. بدل ماتفكرون في سناب شات فكرو شوي بناء لي ماعنده كهرباء ولا مأكولات غذاء هذا الخربيط لي انتو كل مره تطرحوها لنا إذا توصل رسالتي لمليون شخص اتمنا لو بدعاء لناس محتاج الدعاء ناس مريض وناس عندها حرب وناس فقيره وناس مو محصله أكل وناس تموت كثر الحروب وناس تنام مرتاحه مب دارية عن الناس ناس في فرح ورقص وعرض وناس الدمعه ع عيونها الله المستعان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى