مقالات

5 مفاهيم إيجابية يتعلمها الأطفال من خلال لعبة Township

oa_township

ليست الألعاب للتسلية فقط، بل هي وسيلة فعالة لغرس المفاهيم الإيجابية والعادات الحميدة لدى الأطفال إن أحسنا استخدامها وفعلنا دورنا كآباء في إكمال الحلقة الناقصة، لكن طبعاً لا أقصد هنا جميع الألعاب فالبعض من تلك الألعاب يغرس بذور العنف لدى الأطفال للأسف وخاصة ألعاب القتال والعصابات، لكني أقصد نوعية أخرى من الألعاب التي إن أمعنا النظر فيها وجدناها تقوم على مبادئ جميلة ومفيدة.

اليوم سنتحدث عن لعبة (Township) والتي تشبه لعبة المزرعة السعيدة في الفكرة لكنها أكثر اتساعاً، هذه اللعبة التي تتطلب منك أن تدير البلدة الصغيرة وتنقلها من مجرد قرية صغيرة تزرع بعض القمح حتى توصلها إلى مدينة مليئة بالسكان والمرافق السكنية المتعددة، مدينة تزرع وتصنع ويتعاون أفرادها في تحقيق الرخاء لبلدتهم، كما أنها مدينة تصدر المواد الخام والمصنوعات إلى المدن الأخرى وتتبادل التجارة معهم عبر وسائل النقل المعروفة.

هذه اللعبة الجميلة متاحة لأجهزة الأندرويد وكذلك لنظام الـ IOS وهي أيضاً متاحة ضمن شبكة الفيسبوك، سنتحدث اليوم عن هذه اللعبة وعن فائدتها لغرس بعض المعاني والمفاهيم الإيجابية والمفيدة في عقل الطفل، لكنها ليست ممتعة ومفيدة للأطفال فقط، إنما للكبار أيضاً حيث تساعدك على التخطيط بشكل أفضل وحسن الإدارة وأشياء أخرى سنتعرف عليها عبر هذه المقالة.

نبذة تعريفية عن اللعبة

عندما تبدأ اللعب بهذه اللعبة، سيكون لديك قطعة أرض وبعض المساكن البسيطة والمطلوب منك أن تبدأ بوضع بذور القمح في تلك الأرض، ذلك القمح الضروري فيما بعد لصنع الأعلاف، تلك الأعلاف الضرورية لتغذية الأبقار ومن ثم الدجاج والأغنام، ذلك الحليب المهم لصنع الأجبان، وهكذا تبدأ السلسلة بالتوسع أكثر وأكثر، وتبدأ أنت بالتوسع في الأراضي الزراعية والتوسع في المصانع، تلك المصانع التي تتطلب يد عاملة، لذلك يجب عليك بناء المساكن والمرافق العامة لجلب أولائك السكان العاملين في تلك المصانع.

يتوسع الأمر فتبدأ في التصدير والإستيراد، لأنك بحاجة إلى مواد خام غير موجودة لديك، ويتم هذا الأمر بواسطة القطار في البداية ثم يتوسع الأمر إلى وسائل أخرى للنقل، كما أنك تمتلك طائرة مروحية صغيرة لخدمة سكان المدينة وإيصال البضائع والمواد إلى المنازل ومن ثم كسب النقاط والأموال (الافتراضية)، وهكذا تتوسع اللعبة وتتوسع المدينة وتزداد وتيرة البناء والتشييد والزراعة والصناعة والإستيراد والتصدير، وتصبح أنت أكثر إدماناً لها يوماً بعد يوم حتى يصعب عليك تركها.

1) فهم الحياة

اللعبة تحاول محاكاة الحياة العامة، أساسيات الحياة التي يتعرف عليها كل طفل بالتدرج مع مضي سنين عمره، العمل والإنتاج، البيع والشراء، التبادلات التجارية، كيف يدبر الإنسان أحواله، كيف يعيش ويكون المجتمعات التعاونية التي يؤدي كل شخص فيها دور معين، هذه الأمور تساعد الطفل على فهم الحياة منذ الصغر.

في اللعبة، انت تحتاج إلى بعض المواد الخام مثل الطوب والمعدات من أجل بناء المنشئات العامة، تلك المواد تأتيك عبر القطار من خارج البلدة، لكن يجب عليك أن ترسل القطار محملاً بالبضائع المحلية كنوع من المبادلة من أجل أن يعود القطار محملاً بالمواد الذي لا تنتجها أنت في البلدة. ماذا لديك لتعطي من أجل أن تأخذ، هذا هو المفهوم الذي يمكن غرسة في عقل الطفل والشاب وهو يمارس هذه اللعبة، أن يدرك أنه يجب أن يتخصص ويعطي في مجال من المجالات من أجل أن يأخذ ما يحتاجه في هذه الحياة.

oa_township_1

2) روح العمل

أنت لا تعمل بشكل فعلي في اللعبة، لكنها محاكاة للعمل في الحياة الواقعية، فأنت إن لم تقم بغرس البذور فلن تحصد ولن تجني الحبوب والفواكه، وبالتالي ستتوقف مصانع الغلال ومزارع المواشي، ولن تنتج أي شيء ولن تحصل على المواد من خارج البلدة لتعمر وتبني، انه مدخل جيد لتعليم الطفل أن العمل أمر أساسي في الحياة، العمل يوصلك إلى الأهداف والطموحات التي تريدها وبغيره لن تستقيم الحياة

3) عدم الاستعجال

عند بداية اللعبة يتم إعطائك بعض النقود الافتراضية التي من خلالها تشتري البذور والمباني وتطور وتنمي مرافق المدينة، وكل عملية بناء أو زراعة أو تطوير تتطلب وقت يختلف من عمل إلى آخر وقد يصل إلى عدة ساعات حتى يتم إنجاز ذلك العمل، لكن هنالك خيار من أجل الإسراع في عملية البناء تلك والوصول إلى الهدف مباشرة مقابل دفع بعض النقود الافتراضية من التي معك.

إبني ذو العاشرة من عمره كان قد فقد جميع النقود الافتراضية في اللعبة ولم يعد لديه ما يكفي لتسيير أمر البلدة، والسبب في ذلك هو الاستعجال في قطف الثمار، طبعاً هنالك خيار من أجل شراء تلك النقود مقابل نقود حقيقية تدفعها من جيبك لتحصل على ما تريد، المهم أنني استثمرت تلك الفرصة لأعطيه درس في الحياة عن الصبر والتأني، عن أن الأمور يجب ان تأخذ وقتها حتى تنضج وتطيب، الأهداف والأحلام تحتاج إلى وقت كي تتحقق، ويجب ان لا نستعجل، نعمل بجد ونقترب كل يوم خطوة إلى الأمام نحو تحقيق أحلامنا.

4) الحس الجمالي

أنت من يتحكم في مدينتك، في ترتيبها وتنظيمها، يمكنك زر المصطحات الخضراء ورصف الشوارع وترتيب المباني في مجاميع منظمة، تتيح لك اللعبة مرونة عالية في ترتيب وتنظيم مدينتك، وهي فرصة ثمينة لتنمية الحس الجمالي لدى الأطفال، تشجيعهم على ترتيب مدينتهم بشكل أفضل، وكم سيكون الأمر أجمل عندما يشترك الآباء مع الأبناء في هذه اللعبة وكل واحد يحاول تجميل وتنظيم مدينته لإضافة عنصر المنافسة.

عندما بدأت ألاحظ إبني وهو يلعب بهذه اللعبة، وجدت أنه مدينته غير مرتبة بالكامل، فنبهته إلى هذه المسألة وأخبرته أنني أريد أن أشاهد مدينته في اليوم التالي وهو منظمة ومرتبة، وأريد أن أرى قدرته وإبداعاته في تنظيم وتجميل المدينة، فكان هذا الأمر محفزاً له في العمل الدؤوب لتحسين الوجه الجمالي للمدينة داخل اللعبة.

5) التخطيط والإدارة

في بداية اللعبة الأمور سهلة، بعض المحاصيل الزراعية وبعض المنتجات، لكن مع التقدم في اللعبة تصبح الأمور أعقد، تزداد نوعية المحاصيل وتزداد مزارع الحيوانات والمصانع وكذلك الطلبات الداخلية والخارجية، ويجب عليك أن تخطط جيداً وتعرف ماذا تريد أن تزرع لتغطي الاحتياجات، لأنه حتى مخزن الحبوب والفواكه محدود وعندما يمتلئ ستقع في مشكلة تخزين المحصول، انه نوع من إدارة الموارد المتاحة

بمساعدة الآباء بشكل غير مباشر يمكن للطفل أن يتعلم كيف يخطط ويتخذ الخطوات الصحيحة في الوقت المناسب من أجل الاستمرار في نماء المدينة وازدهارها. أن يختر الخيار الأنسب حسب المرحلة من بين العديد من الخيارات التي قد تكون متاحة ومفتوحة أمامه.

وفي الأخير …

بدون عنصر التدعيم من قبل الآباء لن تكون لهذه الألعاب فوائد كبيرة، تطعيم المفاهيم الإيجابية في حياة الطفل مطلوب من قبل الأباء بطرق ذكية منها الألعاب، كما أن مشاركة الأباء أبنائهم في لعبهم ومرحهم أمر مهم للغاية من أجل تربية سليمة وتنشئة صحيحة وخاصة في ظل هذا العصر الذي نعيش فيه، عصر كل واحد لحاله فوق جهازه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى