مقالات

أوبر ليس مجرد تطبيق

شعار أوبر الجديد

أوبر شركة بدأت عام 2009 كتطبيق للهواتف المحمولة بتوفير نظام تقني يخدم كل من العميل والسائق  بمقابل يتقاسمه السائق نسبة محددة مع شركة اوبر. ولكن هل اوبر فقط هذا عملها وتم ضخ الاموال والاستثمارات في هذه الخدمة التي تواجه صعوبات في التنفيذ في بعض الدول. الاجابة حتما لا . اوبر ترفع براند او سلوقان يقول ( حيث يتوافق نمط الحياة مع اللوجستية ) اي تسخير اللوجستية وخدماتها مع انماط البشر . لذا اوبر تقدم خدمات عديدة  اي نوع من المواصلات يتم طلبه من تطبيقها كما بدأت في السيارات والان هو خدمة القوارب في اسطنبول تحت مسمى UberBOAT .بالاضافة الى دخولها في  مجال توصيل الطلبات حيث اعلن عملاق التجزئة الشهير Walmart  عن طرح خدمة خدمة توصيل المواد الغذائية Grocery ل 13 سوق في خطوة اولية بسعر يتراوح من 7-10 دولار امريكي تلحقها انطلاقة في جميع الفروع حول العالم وكمختص في اللوجستية في التجارة الالكترونية  توصيل المواد الغذائية اصعب انواع التوصيل في العالم وقد فشلت شركات كبيرة مثل شركة Webavanفي نهاية التسعينات بعد استثمار 120 مليون دولار ثم الافلاس عام 2001 في الولايات المتحدة.ناهيك ان اوبر تعمل في التوصيل عبر خدمة UberRUSH.

لذا التوجه الان نحو  صناعة السيارات الذكية او (ذاتية الحركة) وقبل ان نستفيض في ذلك نريد ان نشير الى انه في السابق كان المتعارف في التجارة ان من يسبق للخدمة يكون الاقدم وصاحب الخبرة والذي يحصل على نسبة اكبر في السوق ولكن في العالم التقني وخاصة في حقبة الثورة المعلوماتية اصبح مجرد ذلك في طي النسيان ، مثال بسيط نوكيا كانت تقف على عرش الهواتف المحمولة سنوات عديدة وبمجرد ابتكار ابل لنظام التطبيقات وظهور الايفون تغير الحال سريعا وتم سحب الحصة الكبرى لابل وسامسونج وقوقل وغيرها.الان نرى من حولنا كيف يمكن لتطبيق للاجهزة الذكية يقوم عليه فريق عمل 5 او 6 اشخاص ان يحدث اختراق في السوق ويزيح المنافس قصرا ويستحوذ مباشرة . في العالم التقني الجديد التفرد بالاولوية حدث مؤقت الا اذا صاحبه تطوير ضخم ومستمر وتنوع الاستراتيجيات. يقول هنري فورد لو سألت عملائك ماذا يريدون لقالوا اسرع احصنة ، فالشركات تلبي مايحتاجه العميل لا مايريد وكما قال ستيف جوبز “نحن نصنع السوق “. صناعة التوجه القادم يقوده عمالقة التقنية ويوجهونه بشكل كبير .

فبما اننا ذكرنا ذلك، لايخفى عليكم ان عمالقة مصانع ديترويت الامريكية لايريدون ان تمضي عليهم الحقبة التالية وان يفقدوا جزء كبير من السوق وخاصة عندما يكون التوجه القادم متداخلا مع صميم عملهم وهو تصنيع السيارات. بل ان رواد مصانع ديترويت للسيارات  في شد وجذب مع شركات التقنية في سليكون فالي ، فنجد ان هناك 15 مدير تنفيذي عادوا الى ديترويت بفكر جديد واستراتيجية الدخول والدمج مع شركات تقنية في سليكون فالي. ولكن في المقابل شركات التقنية المتسيدة للمشهد العام بدأت فعليا في انجاز البرامج والبدء في اخراج منتجات في خطوة للتحول الجديد مثال شركة قوقل واختبار السيارة ذاتية الحركة او القيادة Self-driving.

بعض الشركات التقنية رفضت التحالف والدعم مما يطرح سؤال كيف لشركة مثل Uber ان ترفض عرض من عملاق الصناعة GM جنرال موتورز .فنجد ان  شركات السيارات مثل GM  و Ford تضخ البلايين للدخول في تحالفات مع  الشركات التقنية مثل قوقل وابل للمشاركة في الاستثمار القادم لانتاج السيارات ذاتية القيادة او الحركة Self-driving  .

احد مدراء التنفيذين يقول ”اما ان ننتظر حتى يفوتنا قطار التطور او نكون جزءا من عملية التطور”.

لذا شركات السيارات بدأت فعليا في التحالف مع شركات تقنية فمثلا نجد ان شركة GM  ضخت 500 مليون دولار في شركة Lyft   المنافس لاوبر وايضا1 مليار دولار في شركة Cruise Automation  لتطوير نظام القائد الذاتي مما يعتبر اعلى رقم في سليكون فالي  قبل ان تأتي صفقة صندوق الاستثمارات العامة بمبلغ 3.5 مليار متجاوزة ذلك بكثير. بل ان شركة فولكس واجن دعمت شركة Jett  ايضا. شركة فيات تطلب ود شركة ابل بدون نتيجة بل ان شركة ابل بدأت في توظيف العقول التقنية والاستحواذ على الشركات المتخصصة لتطوير السيارة الذاتية الخاصة بها باضافة طابع مختلف وخصائص مثل المقاطع الصوتية وغيرها . شركة فورد في مفاوضات مع العملاق قوقل . وقوقل و GM في تحالف قريب.

لايمكن الحديث عن الصناعة او التقنية بدون ذكر شركتا مرسيدس و BMW اللتان فشلت بالتحالف مع شركة ابل لسبب من سيكون صاجب القرار للمشروع . مما دعا الى اطلاق BMW  مشروع Reachnow  في مدينة سياتل وبعد الاستحواذ على 3 شركات  Startups صميم عملها في تقنية المواصلات . اما عملاق الصناعة  مرسيدس انشئت نظام خاص تحت مجموعة تسمى Moovel وحصة في  Car2go .

مصانع السيارات في خطر خلال العقدين القادمين اذا لم يتم دعم الStartups   والاستفادة من حصة التقنية للدخول في عالم الجديد خاصة بعد تجربة قوقل ونجاحها في تجاوز 1.4 مليون ميل لسيارتها. اوبر ايضا استعانت بخبرات جامعية لاختبار التقنية القادمة وضمت كل من يملك مهارة في مجال القيادة الذاتية من مبرمجين ومخترعين وكل من له علاقة في هذا المجال.

مصانع السيارات اذا تخلت عن هذا السوق التقني ستخسر مايقارب 40% في العشرين سنة القادمة ،ولكن الجميل ان الاستثمار في هذا القطاع المكلف لايمكن تحمله من الشركات التقنية لوحدها لتكلفته العالية  حيث يكلف الاستثمار في التقنية الجديدة مايقارب  42 مليار في العشرين سنة القادمة فلذا وجدت شركات ديتروت فرصة للدخول والدعم  وبلورة خبراتها العريقة .

اخيرا التحالفات ليست بالامر السهل بين الشركات او الداعمين وافضل الفرص التجارية عند الدخول في الاستثمار من البدايات للحصول على نسبة اكبر من الربح مستقبلا ودخول صندوق الاستثمارات العامة في وادي السليكون ومزاحمة رواد التقنية يعتبر خطوة ممتازة وخاصة وجود ممثل في مجلس الادارة  مما سيعكس الخبرات علينا مستقبلا واتمنى ان يتم البدء في دعم شركات تقنية وتوجيه الحاضنات والجامعات للاستثمار في المجال التقني بالاعتماد على المعرفة والمهارة واستقطاب المواهب ومشاركة الخبرات مع الدول التقنية لنحقق الرؤيا القادمة .

– ماجد غزاي العتيبي 

@Majidghazzay

‫2 تعليقات

  1. مقال جميل في محتواه لكن للأسف أسلوب الكتابة مشتت ولا يمشي باتجاه معين

    أتمنى التركيز أكثر على المقال ومراجعته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى