ماذا بعد تعلّم مهارة جديدة عن بعُد عبر الإنترنت؟

تحدثنا سابقًا عن أهمّية التعلّم عن بُعد عبر الإنترنت الذي فتح المجال أمام كسب مهارة جديدة بكل سهولة كاسرًا الكثير من القيود التي كُنا نُعاني منها في السابق، كما تحدّثنا أيضًا عن آلية دخول عالم ريادة الأعمال من خلال تعلّم مهارة جديدة وإسناد بقية المهام إلى فريق عمل بسيط لإخراج الفكرة إلى النور بأقل التكاليف المُمكنة.

وإذا كُنت من أصحاب الأفكار فالحظ يقف إلى جانبك بكل تأكيد، فبعد تعلّم مهارة جديدة يُمكن الاستفادة منها وتطبيقها عمليًا عند تحويل الأفكار الموجودة في رأسك إلى حقيقة، لكن الإحباط الأكبر يأتي عند القسم الآخر الذي يرغب في تعلّم شيء جديد، ويُقدم على هذه الخطوة، لكن ما أن تنتهي مرحلة التعلّم حتى يأتي التساؤل الأكبر، أين يُمكن تطبيق هذه المهارة؟

يشتكي الكثيرون من عدم وجود إمكانية لتطبيق ما تم تعلّمه، أو من عدم معرفة الاتجاه الذي يُمكن الذهاب به من أجل الاستفادة القصوى من المعلومات الجديدة والشعور بالانتاجية من جديد، ويجب أن تعلم عزيزي القارئ أنك لست وحيدًا في هذه المُشكلة، وهذا السؤال يُطرح بكثرة على شبكات التواصل الاجتماعي ومنصّات التعليم عن بُعد.

حلول هذه المشاكل موجودة بالفعل، لكن دعنا نطرح مثال بعيد عن التقنية قليلًا أو كسب مهارة جديدة عبر الإنترنت. تخيّل أنك تعلّمت رياضية الجري أملًا في المُشاركة في أحد السباقات، ومارست هذه الرياضة بشكل يومي، لكنك وبعد التقدّم للمشاركة في السباق فشلت في الاشتراك، وبالتالي بقيت تُمارسها يوميًا لكن الشغف بدأ يتناقص شيئًا فشيئًا.

حلول هذه الحالة كثيرة، فبدايةً يُمكن السعي إلى المُشاركة في سباقات ثانية ولو كانت مجانية، وذلك بغرض كسب الخبرة والثقة بالنفس، فالركض في سباق شيء، والركض كل صباح لوحدك ودون ضغوط شيء آخر.

نفس الأمر في المهارات الجديدة المُكتسبة، إذا لم تكن لديك أفكار لتنفيذها، أو لم تجد العمل المُناسب فإن الحل الأمثل يتمثّل في المُشاركة في الفعاليات الجماعية التي تجري في الكثير من المُدن بشكل سنوي، سواءً كانت مُسابقات في التصميم، البرمجة، التسويق، أو حتى التدوين والكتابة، ولا تخشى الخسارة، فالخبرة التي سوف تكتسبها أكبر بكثير من جوائز المُسابقة نفسها.

وبعيدًا عن المُسابقات يُمكن المُساهمة في المشاريع مفتوحة المصدر المُنتشرة على الإنترنت، فهناك عدد غير مُنته من هذه المشاريع منها العربي ومنها العالمي. سوف تستفيد في هذه الحالة في التعرّف على الآليات المُستخدمة في كُبرى المشاريع وكيف تتم إدارة فرق العمل وتنظيم المهام لكي لا تتداخل فيما بينها، وخصوصًا لمن تعلّم البرمجة أو التصميم.

عند النظر إلى قالب الحلوى سوف تشعر بالخوف إذا ما فكرت في طريقة صنعه، لكن ما أن تُشارك في ورشة عمل خاصّة بتحضير الحلويات حتى تجد أن وهم صعوبة تحضيره غير موجودة أبدًا، فبما أنك تمتلك بعض المهارات سوف تتمكن من تحويلها إلى حقيقة.

كذلك هو الأمر عند المُشاركة في مشاريع مفتوحة المصدر، قد تنظر إلى منصّة وورد بريس على أنها كبيرة ومُعقّدة وتشعر بالخوف من التعامل معها، لكن ما أن تُساهم مع فريق التطوير حتى تبدأ بالتعرّف عليها عن قرب وتجد أنها سهلة التعلّم، بل حتى يُمكنك حل بعض المشاكل التقنية الموجودة فيها وتقديمها لاعتمادها في الإصدارات المُستقبلية.

أخيرًا وليس آخرًا نأتي للحل الأمثل ألا وهو المُحاكاة، وهو حل عملي للمُصممين. ماذا بعد تعلّم أساسيات التعامل مع برنامج فوتوشوب، أين الاتجاه إذا لم أجد عملًا في هذا المجال؟

قُم بمُحاكاة بعض التصاميم الموجودة أمامك والتي تجدها جذّابة، حاول رسم شعارات الشركات مثل جوجل، آبل، مايكروسوفت، أو شعاري آندرويد وعالم التقنية على سبيل المثال لا الحصر. قُم بمحاكاة تصميم موقع فيسبوك أو تطبيق انستغرام. وهذا حل ليس فقط في التصميم، أيضًا يُمكن للمُبرمج القيام به أو حتى الكاتب.

يُمكنك مُحاكاة تطبيق الآلة الحاسبة على سبيل المثال، أو برنامج إكسل إذا كُنت من مُتعلمي البرمجة. أما إذا كُنت من مُتعلمي التدوين والكتابة عبر الإنترنت فلماذا لا تُحاكي الأخبار الموجودة على المواقع. قُم بقراءة بيان صحفي صادر عن شركة سامسونج وقُم بصياغته بنفسك ولا تقل أنه كُتب مُسبقًا ولا حاجة لكتابته من جديد، فالأسلوب يتطور مع الزمن وبالمُمارسة فقط.

بعد اتباع أحد الحلول السابقة أو جميعها سوف تُلاحظ زيادة في مهاراتك، ولكي تتأكد قُم بالإطلاع مثلًا على أول خطّة عمل قُمت بصياغتها أو أول سياسة تسويق إلكتروني انتهجتها، ثم قارنها بعد انقضاء فترة على المُحاكاة، المُشاركة في المشاريع مفتوحة المصدر أو المُسابقات، وسوف تجد حتمًا تغيّرًا كبيرًا في المستوى الخاص بك.

الحلول السابقة تأتي من تجاربي الشخصية فقط، ومن الضروري جدًا زيادتها، لذا إذا كانت لديك بعض الحلول الأُخرى اتمنى مُشاركتها معنا لنشر الفائدة.