مقالات

مخاطر منطقة الراحة: 5 أسباب و12 طريقة للخروج منها

منطقة الراحة

تبدأ حياتك الحقيقية بعد خروجك من منطقة الراحة!

قد تبدو منطقة الراحة أنها مُغْرِيَة، ولا تُقاوَم، و”مألوفة”، لكنها أيضًا تُشَكِّل كارثة حقيقية. ربما لا تدرون عن ماذا أتحدث، بإمكانكم البحث والقراءة عن مُصطَلَحِ منطقة الراحة Comfort Zone على ويكيبيديا، وفي ريادة، يمكننا تعريفها باختصار أنها انحيازنا وميلنا للقيام بما هو سهل، ومُريح، ومألوف، مع عدم وجود نية للتوقُّفِ عن الدوران في حلقاتٍ مٌفرَغَةٍ وغير مُنتجةٍ، أو بدء شيء جديد، أو بدء تحدًّ ما يتطلَّب ضَبْط النَّفْس، وتحفيزها، وإلزامها؛ لِبَذْلِ المزيد من الطاقة التي تُخْرجنَا من حالة القصور الذاتي والخمول.

يأتي أصل كلمة Comfort من الكلمة اللاتينيَّة Cumfortare، التي تعني الأساليب والوسائل المُتَّبَعَة لتخفيف الألم أو الإجهاد. ويصحَب ذلك “حالة نفسيَّة مُمْتِعَة من الانسجام الفسيولوجي، والبَدَنِي، والنَّفْسِي، بين الإنسان والبيئة”. عندما نميل لتجنُّب المخاوف، والقلق، وأي نوعٍ آخر من الأمورِ المُنْهِكَات. وعندما نميل إلى البقاء في منطقةٍ نتمكَّن من خلالها بالتنبُّؤِ، ومُراقبة الأحداث عن بُعْدٍ، على أن تضمنَ لنا أداءً ثابتًا مُستقرًّا، مهما كان محدودًا، مع شعورٍ زائفٍ بالأمانِ. كل هذا للأسف يعني وجودنا داخل إطار منطقة الراحة.

5 أسباب تؤدِّي بنا إلى منطقة الراحة

ومن الأسباب الأكثر شيوعًا التي تجعلنا نُفَضِّل البقاء في منطقة الراحة هي:

  • الكسل: وهو عندما يشعُر الفرد بالتعب، أو الافتقار إلى الطاقة، أو اللَّامُبالاة، أو الاكتئاب، أو القلق، أو الشعور بالذَّنْبِ، أو عدم وجود حافز، أو جميعها في آنٍ واحد.
  • الكبرياء: عندما لا تشعر بأي حاجة إلى تعلُّمِ أي شيء أو لتحسين ذاتك وصقلها بعلمٍ نافع، والظنّ بنفسك أنك دومًا على استعداد لأي شيء. الروْعَة والكمال شعوران مُتلازمان في تلك الحالة.
  • الخوف: عندما يخاف المرء من مواجهة مخاوفه، مثل: الخوف من المجهول، أو الخوف من المخاطر والشكوك، أو الخوف من النتائج، أو الخوف من فقدان السيطرة على زمام أمرٍ ما، أو الخوف من أراء الآخرين فيه.
  • قصر النظر: عندما لا نتمكَّن من رؤية الآثار والعواقب لبعضِ المواقفِ والسلوكيات في حياتنا، على المدى المتوسّط أو البعيد.

هل تعلم ما هي العواقب والنتائج المترتّبة على بقائكم في حالة الكسل هذه؟ الإجابة هي العديد مِمَّا يلي…

إهدار وإضاعة المهارات والمواهب: وهي عملية التخريب الذاتي… فعلى الرَّغم من أن لديكَ الكثير من المهارات، إلا أنه لا يمكنك استخدامها، أو تحويلها إلى أداء وإنجازات حقيقية (كأنَّك منجم ذهب مُغلق؛ وبالتالي غير مستكشف وغير مُثْمِر).

الآثار السلبية على مهنتك، وسُمعتك، وفُرَص العمل: فبدلًا من نموّ ونجاح المرء في حياته المهنية، فإنَّه يُعاني من الركود في مهنتِه دون تطوير.

يُمكن أن يتسبب ذلك في مخاطر صحيَّة (مثل قلّة النشاط البدني، والسِّمْنَة، وتعاطي المُخدَّرات والإدمان)، وذهنيَّة (مثل فُقدان الذاكرة، والتّيه وبطء الفهم، والإعاقة الذهنيَّة)، ونَفْسِيَّة (مثل الفجاجة، والتَّبَعِيَّة والاعتماد الجسدي، وإعماء البصيرة)، وروحيَّة (عدم وجود إيثار، وعدم الشعور بهدفٍ أو غاية في الحياة، وعدم القدرة على مُساعدة الآخرين).

بعد الاستعانةٍ بالله تعالى، أنت الوحيد الذي يمكن أن تغيير كل ذلك؛ بأن تستثمر وقتك في تنمية ذاتك، الأمر الذي يرتبط دومًا بتعلُّمِ الجديد والمُفيد، وكل ما يتيح لك تغيير سلوكك النفسي، وتحقيق نجاحك المنشود – وَدَعَكَ مِنَ التُّرّهَاتِ المُستورَدة! -.

12 حلًّا عمليًّا ومُجَرَّبًا للخروج من منطقة الراحة

وأخيرًا، إليك بعض النصائح المفيدة والمُجَرَّبَة؛ للخروج من منطقة الراحة بأكملها، والحصول – إن شاء الله تعالى – على حياةٍ مُتوازِنة وناجحة:

تَمَنَّ مِنَ الله تعالى حلمًا كبيرًا يُرْضِيه وترغب في تحقيقه. ولا تنسَ، اجعلها هدفًا ورغبةً واقعية حتى تختصر وقتك؛ لأن الآمال الوهمية لا تولِّد سوى أمورًا من جنسها. أظنّك فهمت ما أعني جيدًا.

ولأنَّ الأهداف لا تتحقق بمجرَّد التمنِّي والمكوث، عليكَ أن تمضِ في كل ما يؤول إليك لتحقيق غايتك بكل كفاءةٍ والتزام. سأكون في غاية السعادة إن قمت بذلك في جميع شؤون حياتك.

الالتزام بشيء يعني أنَّك على دراية به جيدًا. لذا، عليك أن تصبَحَ نَهِمًا في تعلُّمِ كُلِّ ما ينفعك لتحقيق أهدافك.

مثال على العلوم التافه – المُستَورَدة – المُضيعة للوقت: تعلُّمِ خرائط البشر، وطبائع خصائص الفص الأيمن والأيسر للمخ، وقوانين الجذب، وقوة العقل الباطن، والتنويم، والإيحاء …الخ.

مثال على العلوم الدنيويَّة النافعة: تعلَّم كتابة خطة عمل، وطريقة إنشاء دراسة جدوى ونموذج عمل تجاري، أو كيفية تطوير التطبيقات، …الخ.

بعد أن استطعت تحديد الصالح مِنَ الطالح، لا تتوقَّف أبدًا عن الدراسة، واستفد أيّما استفادة من الدورات التي حصلت عليها.

اقرأ بذكاء، وأَدِمْ المُطالعة – أدامك الله على الخير -.

تطلَّع دومًا إلى اكتساب الخبرات (في العمل أو الدراسة).

تكامَل مع مَنْ حولك لتصبح جزءًا منه، سواء في منطقتك، أو كليَّتك، أو شركتك، …الخ.

اتْقِن اللغة العربية والتحدُّث بها – بشكلٍ كامل –، ثم اتقن الإنجليزية بحسب حاجتك لها.

اهتم بشأن الصورة التي يظهر بها مشروعك أمام الرؤساء، والعُملاء، والمُوَرّدين، والزُّملاء، والمُعلِّمِين، …الخ.

تعلَّم بعض الرياضات الجماعية: رماية، مصارعة – غير مؤذية -، سباق فروسية. بمعنى آخر: غامر بعقلانية فيما يفيد بدنك.

مارِس العمل التطوُّعِي مِنْ حينٍ لآخر، حتى وإن كان مع أصدقائك أو أقاربك.

أَدِر وقتكَ وطاقتك بحكمة (استشعر مُتعة الإدارة + التزام المسؤولية).

من أجل نفسك، وَكُلّ من يحبّك؛ حافظ على صحتك، وكافئ نفسك ببعض الراحة، وتوسَّط عند ترفيهها في أوقات الفراغ.

مُبارك؛ أنت الآن خارج منطقة الراحة. موفَّق في حياتك بإذنِ الله. : )

– لمزيدٍ من مقالات ريادة الأعمال والحصول على أفكار مشاريع صغيرة ناجحة – يمكنكم الحصول عليها عبر موقع ريادة.

المصدر: ريادة


‫12 تعليقات

  1. هل قرأت كتب قوة العقل الباطن والإيحاء حتى تعتقد انها مضيعه للوقت؟ . بل تأمر بترك قرائتها!

    بالعكس هي من مفاتيح النجاح..
    و تغيرنا جذريا للافضل والتفكير الذكي والمتفائل.

  2. نعم قرأت وندمت على الوقت الذي ضاع حال القراءة. هذه الكتب أمثال قوة العقل الباطن، والسر، وأشباهها، جميعها مِنْ أُناس كفرة وملحدين ليس لهم عقيدة سوى الإيمان بأنفسهم وبعقولهم فقط، يؤمنون بالعلم ولا يؤمنون بالله.

    وقد ألفوا هذه المؤلفات لنشر عقيدتهم الفاسدة بالإيمان “فقط” بقدراتك الخاصة؛ وكأن عقلك الباطن هو من سيوفقك في الحياة، ومن سيرزقك بالمال، ومن سيمنحك القوة، …الخ.

    إن استنكرت ذلك الآن، فهذا هو الموجود داخل تلك الكتب. وبالمُناسبة، معظم المقولات المشتهرة بين الناس هي لشخصيات ملحدة بل وتعادي الإسلام. وشتان بين عبارة حكمة قد يقولها المسلم والكافر، وبين حكمة في باطنها عقيدة إلحادية فاسدة. يمكنك البحث على الإنترنت لقراءة الطامات التي وردت في كتب مثل السر، وقوة العقل الباطن، وتصنيف الناس وطبائعهم بطرق تشبه الأبراج وحظك اليوم!

    حاول أن تأخذ منهم كل ما سرقوه منك، لقد سرقوا حضارتك السابقة ثم نسبوها إلى أنفسهم، ثم حاربوك بشتى الطرق حتى لا تتعلم شيئًا سوى الفتات. لذلك خذ من علومهم التي تنفعك وتعينك على أمر دنياك وآخرتك. أمَّا من يبحث عن تطوير ذاته فحسب؛ فيكفيه القرآن ومُطالعة كتب السنة وسير الصحابة والتابعين وغيرهم من العلماء الصالحين. دعاء مثل “يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك”، و33 سبحان الله، و33 الحمد لله، و34 الله أكبر قبل النوم؛ هل تعلم أنهما كفيلان بمنحك طاقة الجبال بدنيًّا ونفسيًّا؟ فتّش في ماضي أمتك؛ تنل مُرادك إن شاء الله.

    ومعذرة للإطالة.

  3. مع كامل احترامي، المذكور في المقال كلام انشائي لا فائدة عملية منه ، لا يوجد شخص يود الخروج من منطقة الراحة لا يعلم أنه يجب ان يعمل ، او يدير وقته بشكل جيد ، او يكتسب خبرات جديدة . كان من المفترض والمنتظر من المقال أن يتطرق لكيفية تطبيق هذه الأفكار، لا ذكرها فقط.

    أشبه هذا المقال بكتاب عنوانه ” كيف تنشأ موقعاً ” أولى فصوله يتحدث عن أهمية تعلم البرمجة.

  4. سؤال أخ ناصر، وأجب رجاءً بصراحة: هل قبل قراءة المقال كنت تعلم بوجود شيء اسمه “منطقة الراحة”؟

    إن لم تكن تعلم؛ فاعلم أن المرء منا يعلم معظم ما يتوجَّب عليه فعله، لكنه بحاجة إلى مُحَفِّز يشرح له مشكلته وكأنه يدري بحاله، ثم يشرح له كيفية التخلص منها.

    يقولون إن تحديد المشكلة نصف الحل. ولأننا لسنا من سندفع الناس دفعًا للقيام بالصواب؛ أنصحك حتى تتضح لك هذه النقطة أن تقرأ هذا المقال جيدًا – جدًا -؛ ففيه إجابة عن نقطة “الفائدة العملية” التي ذكرتها:
    https://entrprnrshp.com/2675-motivation-just-motive.html

  5. في البداية استاذ تامر اشكر لك ردك الجميل والمحترم،

    رداً على النقطة الأولى : هل اعلم عن منطقة الراحة ؟ بكل تأكيد، دراسات منطقة الراحة ونظرياتها منتشرة في كافة مناطق العالم وأنحاء الانترنت ، أما في حال كنت تتوقع أن قراء المقال لا يفهمون مصطلح منطقة الراحة فهذه مشكلة كبيرة، كون المقال موجه بشكل كامل لمن يعرفها فقط.

    بالنسبة للنقطة الثانية ، بكل تأكيد ان تحديد المشكلة أمر اساسي في حلها ، لكن المقال لم يحدد اي مشاكل حقيقية ، المهندس لا يحدد مشكلة المبنى بأن يقول ” المبنى قد يسقط ”

    كنت أتمنى من المقال أن يحدد مشاكل اضاعة الوقت وأسبابها ، ان يحدد اسباب الخوف واسباب الكبرياء حتى نتفادها او حتى نعلم عن وقوعنا فيها ، اما طرحها بشكل عام فلا يعد تحديد للمشكلة من وجهة نظري المتواضعة.

    شكراً على وقت نقاشك .

  6. مرحبًا أخي ناصر والشكر لله، : )

    المقال بالفعل موجَّه لِمَن لا يدري بمنطقة الراحة بالدرجة الأولى – وأنا دائمًا ما أقوم بعمل استطلاعات رأي على تويتر وسناب شات لتحديد ما سأكتب عنه ومدى عِلْم معظم القراء والمُتابعين به -، لا أجزم أن الجميع لا يدرك المعنى، لكن معظم القراء لم يعلموا بمُسَمَّى تلك الحالة مِنْ قبل. الشاهد أخي هذا ليس توقعًا مني بذلك، وإنما دومًا مع مثل هذا النوع من المقالات أعمل بناءً على دراسة مُصغرة للوضع الحالي لها، والحمد لله الذي وفقنا لهذا.

    بالنسبة للنقطة الثانية أخي، ربما لم تعلم أنني كتبت عن كل ما ذكرته بالتفصيل في مقالاتٍ سابقة، سأورد لك هنا فقط بعض الأمثلة:

    https://entrprnrshp.com/765-managing-the-time-it-took-the-year.html

    https://entrprnrshp.com/1412-the-darkness-of-fear-and-the-dawn-of-hope.html
    https://entrprnrshp.com/1708-the-treatment-of-stress-anxiety-pressure-9-ways.html

    https://entrprnrshp.com/2046-the-art-of-positive-thinking.html
    https://entrprnrshp.com/1928-40-powerful-words-help-you-positive-thinking.html
    https://entrprnrshp.com/1297-strong-but.html

    وختامًا أخي، لا تنتظر مقالًا متكاملًا وإنما المقالات المذكورة تكمل بعضها بعضا، ربما أقوم بعملٍ مُرضِي في كتاب إلكتروني جامع في المستقبل القريب. : ) تحياتي لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى