مقالات

قلم آبل Apple Pencil وخُرافات إدارة الشركة بفكر يُعارض رؤية ستيف جوبس

أعاد مؤتمر آبل الأخير، الذي انعقد في شهر سبتمبر/أيلول من العام الجاري، الراحل ستيف جوبز Steve Jobs إلى الواجهة من جديد. فعلى الرغم من ارتباط اسم شركة آبل باسمه، إلا أن المؤتمر الأخير أثار الكثير من الجدل حول ستيف، وتحديدًا رؤيته وقيادته لشركة آبل.

إطلاق حاسب آيباد برو اللوحي كان هو المُسبب الرئيسي لهذا الجدل، حيث تكهّن البعض أن ستيف ما كان ليرضى بهذا الجهاز، لكن الصدمة الأكبر كانت الإعلان عن قلم آبل Apple Pencil الذي يُمكن شراؤه لاستخدام آيباد برو.

لا يُمكننا اعتبار أن أي مُنتج رقمي جديد غير موجود ضمن عائلة آبل هو صدمة أو ثورة، إلا أن قلم آبل أثار الجدل وتضاربت الآراء حوله، خصوصًا أن ستيف جوبز بنفسه تهكّم بشكل كبير على استخدام القلم الضوئي Stylus عند الإعلان عن أجهزة آيفون لأول مرّة، حيث قال أن استخدام الأجهزة الذكية من خلال القلم غير عملي وله مشاكل كثيرة.

https://www.youtube.com/watch?v=4YY3MSaUqMg

لسنا بصدد الحديث عن استخدام القلم الضوئي مع الأجهزة الذكية، لكن السؤال الأهم لماذا سُمّيّ قلم آبل بـ Apple Pencil وليس Apple Pen أو Apple Stylus أو حتى iPen أو iStylus ؟

قبل تفسير سبب التسمية يجب معرفة المهام والميّزات التي يوفرها هذا القلم، فهو قادر على التعرّف على قوّة الضغط على الشاشة من خلال رأسه الذي يحوي على حسّاسات لهذا الغرض، فضلًا عن إمكانية تحديد زاوية ميله وتوضعه على الشاشة، وهذا من شأنه تحسين طريقة الرسم على الشاشة، تمامًا مثلما هو الحال عند الإمساك بقلم حقيقي والرسم على الورق.

الآن وللإجابة على هذا السؤال لا يوجد أفضل من جوني آيف Jony Ive رئيس قسم التصميم في شركة آبل الحاصل على رتبة الإمبراطورية البريطانية Sir، والمسؤول عن تصميم القلم، فضلًا عن الكثير من أجهزة آبل.

تم اختيار Apple Pencil كاسم للقلم لأن كلمة Stylus تدل على القلم الضوئي المُرتبط كل الارتباط بالتقنية، وهو شيء لا تُريد آبل أبدًا أن يحدث. فالهدف من القلم كما قال جوني، هو استخدامه كجهاز إدخال مُساعد لإصبع المُستخدم وليس الجهاز الأساسي للإدخال، وبالتالي فإن استخدام آيباد برو مُصمم ليكون عن طريق أصابع المُستخدم كما هو الحال في بقية أجهزة آبل الذكية.

إضافة إلى ذلك، ذكر جوني أن كلمة Pencil تدل على قلم الرصاص المُستخدم أساسًا في الرسم والتلوين، وهذا الاسم يعكس بالفعل استخدامات قلم آبل الجديد. إذًا، فالهدف من القلم هو استخدامه في تطبيقات مُحددة ولوظائف مُعيّنة، وليس لاستخدامه في التحكم بالجهاز والتعامل مع شاشته.

قلم آبل يبدو أنه بسيط من ناحية تصميمه، وهي عادة آبل عند تصنيع أي جهاز، لكن التقنيات الموجودة داخله كفيلة بجعله مُنتج يحل مشاكل الكثير من المُستخدمين وتحديدًا المُصممين، فإمكانية شحن الجهاز من خلال وصله بحاسب آيباد برو تمنح المُستخدم مُرونة أكبر، دون القلق حول إنتهاء شحنه في أي وقت وضرورة شحنه لوقت طويل، فوصله ل 5 دقائق يمنح المُستخدم مدّة استخدام لا تقل عن 30 دقيقة.

وبالغوص أكثر داخل تفاصيل القلم والمراحل التي مرّ بها قبل الوصول إلى شكله الحالي، ذكر جوني أنه ولأكثر من 20 سنة اعتاد على استخدام القلم والورقة للرسم والتخطيط هو وفريقه، ولم يعتمد أبدًا على التقنيات الموجودة في الأسواق إلا فيما ندر ولفترة قليلة فقط، لكن بعد إطلاق آيباد برو والقلم الضوئي، بدأ هو وفريق العمل بالاعتماد عليه شيئًا فشيئًا.

هذا وإن دل على شيء، يدل على أن آبل راعت أبسط قوانين الابتكار المعروفة، وهي أن المُنتج المُبتكر يجب أن يحل مُشكلة يُعاني منها أحد أعضاء فريق العمل أو صاحب الفكرة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، Pete Lau المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ون بلس OnePlus لم يبدأ شركته حُبًا بجمع المال، لكنه أسسها لأنه لم يجد الهاتف الذي يقضي حاجته بشكل كامل وبسعر معقول، وهو مادفعه للبدء بتأسيس شركته والعمل على تصميم جهاز بمواصفات جيّدة وسعر مقبول عالميًا.

أخيرًا، وخلال حديث جوني لصحيفة The Telegraph البريطانية، ذكر جوني مُلاحظة، أعجبتني شخصيًا، مُفيدة جدًا عند استخدام أي تقنية أو جهاز تقني جديد، حيث قال إن التعامل مع القلم عادةً ما تسبقه الكثير من التوقعات والاحتمالات التي لا يجب أن تكون موجودة، ونصح أي مُستخدم بحمل القلم والبدء باستخدامه والتعرّف على ميّزاته من خلال التجربة وليس من خلال أي شيء آخر، وبعد استكشاف كُل شيء، يُمكن معرفة فيما إذا كان القلم بالفعل مُفيد للمُستخدم أو لا.

جميع إجابات جوني ركّزت على فكرة واحدة، ألا وهي أن آيباد برو ومُلحقاته موجهة لشريحة مُحددة وهي المُصممين أولًا، وبالتالي لا توجد أي فكرة حول استخدام هذا الجهاز عوضًا عن الحاسب التقليدي أو أنه قادم لهذا الغرض مثلما أشارت الكثير من التقارير.

دائمًا ما أحاول تسليط الضوء على نقطة هامة جدًا تتلخّص بضرورة تجربة كل شيء قبل الحكم عليه، أيًا كانت الشركة وبعيدًا عن التعصّب، وفي النهاية وكما يُقال ” لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع”، فلست مُضطرًا لا أنا ولا غيري على الإشادة بقلم آبل أو التنكيل به، إلا أنه من الجميل تجربته ومُشاهدة آخر الابتكارات التقنية والأجهزة التي تُحاول تسهيل حياتنا كمُستخدمين.

المصادر وبتصرّف : 9to5MacThe TelegraphWallpaper MagazineWikipedia

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. “جميع إجابات جوني ركّزت على فكرة واحدة، ألا وهي أن آيباد برو ومُلحقاته موجهة لشريحة مُحددة وهي المُصممين أولًا، وبالتالي لا توجد أي فكرة حول استخدام هذا الجهاز عوضًا عن الحاسب التقليدي أو أنه قادم لهذا الغرض مثلما أشارت الكثير من التقارير.”
    عزيزي المسألة ليست مسألة تقارير ، هذا الكلام قاله تيم كوك بنفسه في لقاء The Telegraph
    http://www.telegraph.co.uk/technology/apple/11984806/Apples-Tim-Cook-declares-the-end-of-the-PC-and-hints-at-new-medical-product.html
    حيث قال أن الأيباد برو سيكون البديل الأمثل لعدد من الأشخاص وسيكون البديل الأفضل أيضا من بعض الحاسبات المحمولة والمكتبية و أنّ الحاسبات المكتبية قد انتهت!! هذا كلامه وليس تقارير.
    اما بخصوص القلم فهو فكرة جيدة واداء و ربما يهم شريحة جيدة من الناس، لكنه غالي بالطبع.
    اما كلام ستيف جوبز السابق فهو تسويقي بحت وربما لو كان حيا لوافق على هذا القلم وبرر كلامه السابق بمرحلة معينة او حتى حجم معين كـ تابلت وليس هاتف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى