مقالات

أوبر Uber وفوائد الحلول التقنية عندما تُستخدم بالشكل الصحيح

كانت ومازالت الحلول التقنية تُهاجم من قبل شريحة كبيرة من المُستخدمين حول العالم مُعتبرين أنها مُجرد صيحات ستنتهي وتختفي بعد مرور الوقت. قد تكون هذه النظرة صحيحة في بعض الأوقات، لكن التقنية وخصوصًا في السنوات الأخيرة تغيّرت من مُجرّد صيحة جديدة إلى حل تقني لمُشكلة يُعاني منها المُجتمع.

يُمكننا وبشكل سريع استعراض بعض فوائد الحلول التقنية التي لا حصر لها إن استخدمت بالشكل الصحيح، فشبكة فيس بوك على سبيل المثال ساهمت في التقاء الكثير من الأبناء مع آبائهم بعد فترة طويلة من البحث دون جدوى. كما تمكّنت الكثير من فرق الشرطة في العثور على بعض المُجرمين من خلال صور قاموا بمشاركتها تُثبت إدانتهم بشكل كامل، وغيرها الكثير من القصص.

انستقرام، وفيس بوك، وتويتر، وسناب شات، جميعها أمثلة لتطبيقات تتبع تقريبًا نفس المبدأ القائم على نشر ومُشاركة الصور، الحالة أو الموقع الجغرافي، لكن في الفترة الأخيرة نجح البعض في نقل هذه التجربة الاجتماعية الناجحة إلى أرض الواقع من خلال توفير حلول لبعض مشاكل المُجتمع بالاعتماد على مبدأ الشبكة الاجتماعية، ولعل خير مثال على هذه التجارب هو تطبيق النقل التشاركي أوبر Uber.

أوبر وبشكل مُختصر هو تطبيق للنقل التشاركي، أي يُمكن من خلاله البحث عن سائق متوجه إلى نفس المنطقة للركوب معه وتوفير أجرة الانتقال، فضلًا عن مستوى الحماية والأمان الذي يُوفّره.

سائقوا أوبر يستخدمون سياراتهم الخاصّة ويقومون بالستجيل داخل التطبيق ليتم اعتمادهم بشكل رسمي فيما بعد، وطبعًا لا يخلوا الأمر من بعض المشاكل، إلا أنه بالمُجمل يتميّز التطبيق بالأمان من هذه الناحية، فالمُستخدم بإمكانه الإطلاع على تقييمات السائق من قبل الركاب الذين قاموا بتجربته من قبل، وبالتالي يُمكن اختيار السائق حسب سمعته قبل شيء.

أوبر الذي انطلق عام 2010 بنسخته التجريبية يعمل في 58 دولة و300 مدينة حول العالم، وتُقدّر قيمته الحالية بـ 50 مليار دولار أمريكي، وأعلن في شهر مايو/أيار من العام الجاري عن نيّته في إطلاق سياراته الخاصّة لرفع مستوى الأمان والتخلّص من القلق الذي قد يُرافق بعض المُستخدمين.

آخر القصص التي قرأتها حول أوبر والتي كانت السبب وراء هذا المقال هي قصّة شابّة أنقذ أوبر حياتها في الولايات المُتحدة الأمريكية، حيث وصلت هذه الفتاة إلى وجهتها في وقت مُتأخر في الليل دون أن تجد أحد ينتظرها، وفي منطقة لا يوجد فيها تغطية إنترنت، ومازاد الأمر صعوبة، وجود شخصين بسلاح في الجهة المُقابلة.

نجحت خالة الفتاة في استخدام تطبيق أوبر لأول مرّة في حياتها وطلبت سيارة لتقلّها إلى وجهتها، فبعد تثبيت التطبيق وتحديد نقطة الانطلاق والوجهة، عرض التطبيق الوقت المُتبقي للوصول والذي قُدّر ب 3 دقائق فقط، وفي هذه الأثناء بدأ الشخصان بالاقتراب من الفتاة مُشهرين سلاحهم بكل ثقة.

حال وصول السائق بعد دقيقتين ونصف بين الشخصين وبين الفتاة ونجح في إيصالها إلى وجهتها بكل أمان ودون أي أضرار تُذكر.

لكن ما علاقتنا كمُستخدمين عرب في أوبر ؟ أو ما الذي نستفيده من جميع المعلومات المذكورة أعلاه ؟

أرفض التعميم بشكل مُطلق، لكن نسبة كبيرة من المُستخدمين في عالمنا العربي لا يدركون حقيقة أهمية هذا النوع من التطبيقات أو الأفكار التي قد لا تنجح لسبب أو لآخر في شق طريقها للوصول إلى دول المنطقة، لكن يتجاهل البعض أن مثل هذه الأفكار يُمكن أن تُشكّل فرصة ذهبية لمُحاكاتها أو العمل على جلبها، وهذا بدوره يخلق فرص عمل كثيرة.

قد يُجادل البعض في الفكرة، بل ويؤكد فشلها قبل وصولها بسبب بعض الصعوبات والموقعات الموجودة في بعض الدول، وهذا صحيح، لكن يجب أن نضع في الحسبان أن أي مشروع يأتي كحل لمُشكلة يُعاني منها المُجتمع، وعند إنشاء دراسة للمشروع يتم إفراد قسم خاص للحديث عن الصعوبات والتحديات التي تواجه هذه الفكرة وطريقة التخلّص منها والعمل على حلّها.

وعلى سبيل المثال لا الحصر تُنتج شركة مرسيدس الألمانية سيارات من فئة E، وتطرح أولًا في ألمانيا كونها البلد الأم، لكن تأكد تمامًا أنه لا يُمكن نقل هذه السيارة بنفس المواصفات إلى دولة مثل المملكة العربية السعودية بسبب درجة الحرارة المُرتفعة، وبالتالي يجلس المُهندسون في الشركة لمواجهة هذه التحديات ووضع حلول منطقية لها والبدء في إنتاج سيارات من فئة E بمواصفات خاصة موجهة لهذا البلد لتعمل بأفضل شكل مُمكن.

مثال مرسيدس ما هو إلا مثال بسيط عن طريقة تبنّي التقنيات الجديدة في الدول التي تختلف ظروفها، والآلية التي يجب اتباعها للتخلّص من المعوقات.

في وقت نشتكي فيه من عدم وجود فرص عمل أو مشاريع جديدة يُمكن تطويرها لتلائم مُجتمعنا، تتوفر كمية كبيرة جدًا من المشاريع التي يُمكن تبنّيها أو مُحاكاتها لتقضي على مشاكل نُعاني منها نحن أولًا، وليست مُجرد اتباعًا أعمى للغرب وآخر صيحاته وخصوصًا في مجال التقنية.

ويجب التأكد دائمًا، أن تطبيق أوبر لولا أنه يُقدم قيمة يستفيد منها المُستخدم، لما وصلت قيمته إلى 50 مليار دولار أمريكي خلال 5 سنوات تقريبًا من إطلاقه.

المصادر بتصرّف : Uber, Wikipedia, Medium

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى