مقالات

٥ تقنيات جديدة ستُصبح جزءا من حياتك اليومية في المُستقبل القريب

moore_primary-100027769-gallery

تمتاز التقنية بحيويتها الدائمة، فالتقنيات والمُنتجات الإلكترونية التي كانت مكونات أساسية في حياتنا اليومية منذ عدة سنوات، لم تعد كذلك اليوم بعد أن إستبدلتها تقنيات وأجيال جديدة من المُنتجات، وتلك المهام التي إعتدنا على أن نؤديها دون كلل أو ملل، أصبحت اليوم أكثر سهولة ويُسر بعد أن أُدخلت اليها تقنيات جديدة.

ليس هذا بالأمر الغريب على التقنية مُنذ أن وضع “جوردن مور”، أحد رواد الإلكترونيات في العالم وواحد من مؤسسي شركة “إنتل”، قانونه الشهير في العام ١٩٧٥، والذي إقترح مُعدلات لنمو المُنتجات الإلكترونية وتطورها تعتمد على تضاعف عدد الترازستور التي تستوعبها الشرائح الإلكترونية كل عامين. ولكن الجديد اليوم هو هذا التسارع الهائل في مُعدلات نمو التقنية وإحلال الجديد محل القديم، والذي لا أظُن أن “مور” أو غيره قد تنبأ به.

بين وقت وآخر، تُطل علينا تقنيات ومُنتجات إختبارية جديدة، تبدو حالمة في بداياتها، ولكن اللحظة الفارقة، في تقديري، ليست هي اللحظة التي نرى فيها هذة المُنتجات التجريبية للمرة الأولى، ولكنها تلك اللخظة التي تتحول فيها هذة التجارب الى مُنتجات صالحة للعامة – Mainstream – نستخدمها في حياتنا اليومية. في السطور التالية نتحدث عن ٥ من تلك التقنيات والمُنتجات الجديدة التي ستُصبح واقعا مألوفا في حياتنا اليومية في المستقبل المنظور:

49261-sony_smartwatch2

١. الساعات الذكية

تأتي الساعات الذكية في مُقدمة هذة القائمة عن إستحقاق، إذ تُمثل هذة الفئة من المُنتجات الإلكترونية الشخصية المثال الأكثر دلالة على تلك التقنيات الإختبارية التي تحولت اليوم الى مُنتجات صالحة لإستخدام عامة الناس. على الرغم من أن تجارب إنتاج الساعات الذكية إستمرت على مدار سنوات عديدة سابقة، إلا أن العام الحالي هو بحق ما يُمكننا أن نُسميه بعام “الساعات الذكية”، بعد أن نجحت هذة المُنتجات في أن تصل الى العامة، وأن تملأ الأسواق في صورة سهلة الإستخدام ومُكتملة النمو.

في العام ٢٠٠٨، خُضت تجربتي الأولى مع بدايات ما يُمكن أن يُسمى بالساعات الرقمية الذكية. في ذلك الوقت، قمت بإختبار ساعة رقمية، من إنتاج واحدة من الشركات التايوانية صغيرة الحجم، يُمكنها تشغيل ملفات الوسائط المُتعددة – مقاطع الصوت والفيديو – عبر شاشة عرض بقياس ١,٨ إنش، ويُمكنها عرض الملفات النصية، وتسجيل المُلاحظات الصوتية، وعدد من المهام الأُخرى. كانت واجهة الإستخدام في حينها صعبة، البطارية لا تدوم إلا لساعات قليلة، وشاشة العرض تُقدم دقة مُتواضعة للغاية. شتان الفارق بين هذا المُنتج الذي إستخدمته في حينها وبين الساعات الذكية التي، ولا شك، ستزداد شعبية وإنتشارا خلال السنوات القليلة المُقبلة.

Apple-CarPlay-by-Pioneer-hero1

٢. أنظمة ربط السيارة بالهواتف الذكية

قدمت الشركات الصانعة للسيارات، مُنذ بدايات ظهور تقنية البلوتوث، مُحاولات عديدة لدمج الهواتف المحمولة في بيئة إستخدام السيارة، نظرا للأوقات الطويلة التي بات المُستخدمين يقضونها داخل سياراتهم. ولكن الفترة القصيرة الماضية شهدت جهدا مُختلفا في هذا المجال، بعد أن تطورت الوظائف التي تستطيع الهواتف الذكية القيام بها، وكذلك المُعالجات والأنظمة المُستخدمة في تشغيل أنظمة الترفيه الشخصية المُدمجة بالسيارات.

في العام الماضي ٢٠١٤، أطلقت “أبل” نظام التوافق بين كافة أجهزتها الإلكترونية الشخصية والسيارات، والذي أطلقت عليه الإسم CarPlay، وعلى مدار الشهور التالية أضافت “أبل” شراكات عديدة مع الغالبية العُظمى للشركات المُنتجة للسيارات بهدف دمج التقنية الجديدة في السيارات التي تُنتجها هذة الشركات. وصل العدد الإجمالي للشركات التي ستجعل إصداراتها الجديدة من السيارات مُتوافقة مع نظام CarPlay اليوم الى ٣٨ شركة من كُبريات الشركات المُنتجة للسيارات.

تعمل “جوجل” هي الأخرى بالتوازي على مشروع شبيه، يحمل إسم Android Auto، وبشراكات مع ٣٨ شركة كذلك. سيتطلب الأمر عدة سنوات قليلة مُقبلة ستُصبح خلالها جميع الإصدارات الجديدة من كافة شركات السيارات مُتوافقة تماما مع الهواتف الذكية، وستستخدم السيارات هذا التوافق في إستغلال أنظمة الملاحة التي باتت جميع الهواتف الذكية مُزودة بها، بالإضافة الى خواص الإتصال الهاتفي، البحث عبر الإنترنت، طلب المُساعدة على الطريق، وبالطبع تصفح مكتبة ملفات الوسائط المُتعددة التي يمتلكها المُستخدم على هاتفه الذكي.

echo

٣. أنظمة التحكم الصوتي

من بعد Siri، Cortana و Google Now، أطلت علينا “أمازون” بجهاز التحكم الصوتي المُستقل Amazon Echo. لا يُمثل “إيكو” مُجرد جهاز جديد من الأجهزة التي تحمل علامة “أمازون” التجارية، والتي توسعت الشركة مؤخرا في إنتاجها، ولكنه يُمثل أكثر من ذلك بكثير. ستتحول المُساعدات الصوتية الرقمية، والتي شاهدناها أولا في صورة تطبيقات للهواتف الذكية تتعرف على تعليمات المُستخدم الصوتية وتُساعده في تنفيذ العديد من المهام اليومية بإستخدام مُعالج للذكاء الإصطناعي، الى أجهزة مُستقلة يضعها المُستخدم في غرفة المعيشة ليكيل إليها الأوامر الصوتية فور عودته الى المنزل، فتتكفل هي بإتمامها. ربما كان “إيكو” هو بداية تحول هذة المُعالجات الصوتية الى مُنتج جماهيري، ولكنه حتما لن يكون الأخير.

٤. التليفزيون الذكي وأنظمة البث الرقمي عبر الإنترنت

ما عادت مُشاهدة التليفزيون اليوم تعتمد على القنوات الأرضية أو حتى الفضائية التي يرتبط المُستخدم بالجلوس أمامها لساعات إنتظارا بحثا عن البرنامج الترفيهي الذي يرغب في مُشاهدته. أصبح المحتوى الترفيهي اليوم يُبث مُباشرة الى المُستخدم وفقا لرغباته، وفي الوقت الذي يراه هو مُناسبا، ولكن المُستقبل القريب سيتجاوز تلك المرحلة قليلا لتُصبح أجهزة التليفزيون الذكية المُرتبطة بالإنترنت هي الأساس، والمُحتوى المُوجه وفقا لميول المُستخدم ورغباته هو المُعتاد. تتحول عديد من الدول في المنطقة حاليا الى إدخال وصلات الTriple Play الى المنازل والتي ستمهد لطرح خدمات مُشاهدة التليفزيون حسب الطلب على نطاق جماهيري واسع.

٥. إختفاء الكاميرات الرقمية الشخصية

لا تُعد هذة تقنية جديدة قادمة، ولكنها حقيقة تقنية ووضع بات بالفعل قائما. بعد التطور المُذهل في تقنيات التصوير الرقمي المُدمجة بالهواتف الذكية، وكذلك تراجع أسعار الكاميرات الرقمية الإحترافية، بطرح إصدارات بمزايا محدودة، أرى أن فئة الكاميرات الرقمية الشخصية التي إعتدناها لسنوات في طريقها الى التلاشي كُليا. ستحل كاميرات الهواتف المحمولة محل الكاميرات الشخصية السابقة، في حين ستتجه فئة كبيرة من المُستخدمين الى شراء الكاميرات الإحترافية من الفئات الأولى Entry level كبديل آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى