مقالات

4 نصائح إنتاجية شهيرة لا ننصحك بالاستماع إليها

productivity-tips1

على مدار الأعوام الماضية تطورت أساليب التحفيز وزيادة الإنتاجية حتى أنّ بعض الأشخاص حول العالم أصبحت وظيفتهم الأولى التي يتقاضون منها راتبًا هي تحفيز الناس ودفعهم للنجاح عبر الخُطب الحماسية والمقولات المأثورة الإيجابية. لكن للأسف ليست كل النصائح الموجهة للمستمعين جديرة بالاهتمام.

ولأنّنا بشر نُخطئ أحيانًا ونُصيب أحيانًا أخرى، لا يجب أن تأخذ كل نصيحة بأنّها مفيدة في المُطلق، لأنّ هذا المُطلق قد لا يعمل لصالحك في بعض الأحيان، حتى أنّه في بعض الأحيان يكون تضاد هذه النصيحة هو الصواب.

إذا كنت من المهتمين كثيرًا بالنصائح التحفيزية وزيادة الإنتاجية فستكون على دراية بدون شك بهذه النصائح الأربعة التي سنذكرها لاحقًا، لذا قد تُدهشك نصيحتنا بضرورة تجنبها.

اعمل على مهمتك الأكثر أهمية أولًا

إنّها الثامنة صباحًا وأنت متقوقع على كرسي المكتب وتقرأ قائمة المهام المطلوب منك إنجازها قبل نهاية يوم العمل، ثم تلفت انتباهك مهمتك الأكبر لهذا اليوم، والتي ينصح خبراء التحفيز وزيادة الإنتاجية بالبدء بها قبل أي شيء آخر. في الوقت نفسه، أنت على وشك الانتهاء من كوب القهوة المركّز ولم يضرب الكافيين عروقك بعد.

تُعتبر نصيحة «اعمل على المهمة الأكبر أولًا» في هذه الحالة كتوجيه لكمة في الوجه، الأصوب في هذه الحالة أن تحصل على الجرعة المعنوية الإيجابية الكافية عبر تنفيذ عدد من المهام الصغيرة، قبل الانتقال لمواجهة الوحش!

productivity-tips2

وعن هذه الحالة تقول تيريزا أمابيل المُساهمة في هارفارد بيزنس ريفيو «سواء كان الموظفون يحاولون حل لغز علمي هائل أو إنتاج خدمة أو منتج عالي الجودة، فإنّ التقدُّم اليومي -حتى الفوز الصغير- يساهم في إحداث فارق في شعور الموظفين وأدائهم».

في كتابه «قوة العادة» يتحدث تشارلز دوهيج عن هذا الفوز الصغير الذي يحدث سلسلة من ردود الأفعال الإيجابية المُحفزّة من الدوبامين. ببساطة، تحقيق سلسلة من النجاحات الصغيرة سيؤدي لتحفيزك بالنهاية لإنهاء المهام الكبيرة.

الآن النصيحة الصحيحة منّا أن تذهب للعمل باكرًا وتتولى بعض المهام الصغيرة وتنهيها بنجاح قبل الانتقال للمهمة الأكبر. في هذه الحالة سيساعدك الفخر بالإنجاز والتحفيز الذي ستحصل عليه في إنهاء المهمة الأكبر.

أسرع في ترتيب صندوق الوارد في بريدك الإلكتروني

النصيحة الأشهر هنا هي بالانتهاء سريعًا من ترتيب صندوق الوارد حتى تصل إلى «صفر» رسائل غير مقروءة. ويتم ذلك -حسب النصيحة- عبر الرد فورًا على الرسائل التي لا تتطلب الكثير من الوقت، ثم ترتيب الرسائل الأخرى التي تتطلب المزيد من الوقت في مجلدات مخصصة، وبعض خبراء زيادة الإنتاجية ينصحون بتحويل ترتيب صندوق الوارد إلى لعبة للاستمتاع بها!

المشكلة هنا أنّك ستقضي المزيد من الوقت في إدارة البريد الإلكتروني، أكثر من المعتاد أو المطلوب.

في مقال صحفي، أطلق الكاتب على هذه الحالة عبارة «عدم الكفاءة التفاعلية» فبدلًا من تقديم نفسك بشكل جيد في البريد، سيكون تركيزك على الإيجاز قدر الإمكان، في بعض الأحيان ستضطر إلى وضع حد أقصى للردود، ربما خمس سطور، مما يؤدي إلى استبعادك بعض المعلومات المفيدة عن نفسك.

الحل هنا يكمن في أن تقوم بالرد على رسائل البريد الإلكتروني بنية الوصول لهدفك من الرد بأعلى كفاءة ممكنة، بدلًا من الإسراع في الانتهاء منها.

ضع في اعتبارك أنّ صندوق الوارد ليس حريق في المنزل تريد التخلص منه بأسرع شكل ممكن، فالإيجاز في الردود قد يؤدي لرسائل إضافية من الطرف الآخر تطلب توضيح هذه الردود، لذا فإنّ الرد بشكل مُفصّل على البريد الإلكتروني قد يمنع الاستفسارات المستقبلية وبالتالي توفير الوقت مستقبلًا.

اصنع قائمة كُبرى بكل ما تود/عليك فعله

ربما تكون فعلت هذا في وقت ما من حياتك العملية، خاصةً إذا كنت تستمع إلى خبراء التحفيز وزيادة الإنتاجية أغلب الوقت. تريد التخلص من الأعباء المتراكمة عليك لذا أخذت بالنصيحة وبدأت تصنع قائمة كبرى تتكون من كل شيء تريد فعله أو يجب عليك فعله أو حتى المهام المُكررة بشكل دوري.

productivity-tips

النتيجة هي قائمة هائلة من المهام ستصيبك بالذعر دون أدنى شك، تخيل قائمة من أكثر من 200 عنصر يجب الانتهاء منها بنهاية الشهر، ستشعر أنّ العالم يدور من حولك ثم ستذهب إلى أقرب كرسي مجاور لتجلس عليه وتلعن كل شيء!

نصيحتنا هنا هو عدم إنشاء قائمة مُعظّمة من كل ما يجب عليك فعله، بل قم بتقسيم المهام بشكل دوري وتصنيفها. قسّم المهام بشكل يومي أو أسبوعي واستخدم في ذلك أحد تطبيقات الجوّال المنتشرة لإدارة المهام.

لا تتوقف أبدًا

هل تستمر في العمل لفترات طويلة وتشعر دومًا أنّك لا تستطيع الانتهاء منه؟ إذا كنت كذلك فأنت على بداية «حرق الذات» وإن استمريت على نفس الطريق لن تسرك النتيجة أبدًا. في هذه الحالة ستشعر بالإنهاك دومًا وتتخذ قرارات غير صحية في الحياة، وفي النهاية ستجد أنّك لا تستمتع بالحياة أبدًا.

إذا شعرت بأنّك تحرق ذاتك في العمل توقف الآن، توقف فورًا، وابدأ بإدراك ما أنت فيه وأصلح من حالك سواء كان هذا الحال يتضمن أسلوب حياة غير صحي أو عدد ساعات نوم غير كافية، اعكس الآية وصدقني ستشعر بحالك يتحسن تدريجيًا.

الآن جاء دورك أنت في إسداء النصائح -لماذا خبراء التحفيز فقط؟!- هل ترى شيء معين يمكن عمله لإنجاز العمل سريعًا دون التأثير سلبيًا على النفس؟

المصدر

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. أنا احب الرسم ولاحظت أنه عندما يأتي الإلهام وأنا في منتصف الدراسة او عمل مهم، عندما استجيب له واقوم بأخذ فاصل من الدراسة وأذهب للرسم أعود للدراسة بكل حماس وقوة.. لذا أظن ان تخصيص بريكات لفعل ماتحب وسط مايجب فعله أمر جيد وأفضل من إجبار النفس على اتمام الواجب أولاً..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى