الدروس

شرح: هل تتجسس الحكومة عليك؟ دَعْ “ديتيكت” يخبرك بالإجابة

هل تتجسس الحكومة عليك؟

عندما اندلعَت فضيحة تجسس وكالة الأمن القومي في أواخر عام 2013، دار النقاش والجدل عندئذ حول اختراق الحكومة لأمن البيانات الشخصية للمواطنين. ولم يقتصر الأمر على تجسس وكالة الأمن القومي على مواطني الولايات المتحدة، وإنما بات تجسسها عالميًا، سواء على رؤساء أو شعوب الدول الأخرى. ربما كان ذلك أحد الأسباب التي دفعت منظمة العفو الدولية إطلاق برنامجًا جديدًا لمكافحة التجسس.

صحيح، أعتذر بشدّة! لكن هذا البرنامج ليس مثل البرامج الأخرى؛ لأن الغرض منه هو تحديد ما إذا كانت الحكومة تتجسس عليكم أم لا، فقط!

البرنامج اسمه ديتيكت Detekt، وجاء تعريفه على موقع منظمة العفو الدولية أنه “عبارة عن أداة محوسبة بسيطة لفت انتباه الناشطين إلى وجود اختراقات، بحيث يتسنّى لهم اتخاذ الإجراء المناسب”.

إذا كان أحدكم من هؤلاء المواطنين الذين يغوصون داخل الشعب، فإن لديكم فرصة ضئيلة للتجسس عليكم، لكن على كل حال، ذكرت منظمة العفو أن بعض الحكومات لا تتردد في استخدام التكنولوجيا للتجسس على الاتصالات على بعض الصحفيين والنشطاء، الأمر الذي يصل إلى “مراقبة المحادثات والاتصالات عبر برنامج سكايب، واستخلاص الملفات من الأقراص الصلبة في الحواسيب وتسجيل المحادثات الصوتية عبر الميكروفون والاطلاع على محتويات البريد الإلكتروني، بل وحتى التقاط صورة لما يُعرض على شاشة جهاز الضحية وصورًا أخرى باستخدام الكاميرا الموجودة في جهاز الضحية”.

ليس هناك شكّ في أن التدابير التي اتخذتها الحكومة هائلة للقيام بذلك، لكن دعوني أخبركم بشيء في نهاية هذا المقال. والآن، حان وقت الشرح:

1. عليكم تحميل برنامج ديتيكت Detekt من خلال موقعه الرسمي.

2. يتوجّب بعد ذلك إيقاف أي اتصال الكمبيوتر بالإنترنت، سواء بالكابل أو بالاتصال اللاسلكي.

3. بعد تحميله، عليكم النقر عليه بالزرّ الأيمن من الماوس، واختيار Run as Administrator.

تجسس الحكومة

4. عندئذ ستجدون واجهة التطبيق، إما الإبقاء عليها والضغط على الزرّ الأزرق “Scan Now”، أو لمن يحب اللغة العربية، يمكنه اختيار اللغة والضغط على “افحص الآن”.

5. ستظهر النتائج – المُبْهِجَة!- بعد فترة قصيرة من الوقت.

باعتباري أحد مستخدمي ويندوز 8.1، كانت النتيجة أنني أمتلك ويندوز غير مدعوم! لكن لأنني لا نأبه لمثل تلك الرسائل :D قمت بعمل هذه الإعدادات:

ديتيكت للكشف عن تجسس الحكومة

وكانت النتيجة مبهجة حقًا! أن جهازي “يبدو جيدًا“، ربما بعد هذا المقال قد لا يبدو كذلك :D ، لكن لا بأس من استخدام ديتيكت على فترات منتظمة ;) .

هناك أحد الأمور قبل أن أختم مقالي، هل ديتيكت فعّال بنسبة 100%؟ وفقًا لمنظمة العفو الدولية، بإمكان مُطوِّري برامج التجسس تجاوزه بسهولة قريبًا إذا قاموا بعمل تحديث لبرامج تجسسهم. وبالتالي، فإنه لن يستطيع آنذاك أن يكشف لكم نتائج حقيقية. نأمل أن يفعل كلاوديو جورانيري – مُطوّر ديتيكت- الشيء نفسه مع برنامجه.

ختامًا، وأقولها صراحة: هناك من يستحق أن تتجسس عليه الحكومة! خاصة من يعمل على خيانة وطنه وأرضه، ولأن بعض الحكومات قد تكون غير قادرة على تحديد هوية هؤلاء من غيرهم، فلا شك أنها تخترق خصوصية فئة بعينها. لها ذلك، ولنا التأكد من ذلك، أمَّا لمن يستحق، فعليه – إن لم يتم القبض عليه بعد!- هو وغيره تذكر أن برنامج ديتيكت ما هو إلا كجرس الإنذار!

المصدر: منظمة العفو الدولية


‫5 تعليقات

  1. “هناك من يستحق أن تتجسس عليه الحكومة!”
    كلام صحيح لكن المشكلة ان الحكومات ماتتجسس على شخص او فئة معينة، الحكومات تتجسس على كل الشعوب شعبهم وشعب غيرهم!. وهنا المشكلة ينتهكون خصوصية الجميع علشان كم شخص!

    رأيي ان الحكومات تتجسس لنفسها – اقتصاد وغيره – في المرتبة الاولى قبل ان تهتم لـ (على قولهم) “مصلحة المجتمع” وهذا الشيء مرفوض

  2. قيل في الامثال حاميها حراميها … لاتستغرب انه بمجرد تحميلك للبرنامج وتثبيته فأنك فتحت ثغرة لجميع الحكومات للوصول لبياناتك
    مجرد فكرة ..!

  3. “هناك من يستحق أن تتجسس عليه الحكومة! خاصة من يعمل على خيانة وطنه وأرضه” !!!!!
    ومن يحدد من ينطبق عليه ذلك أهي الحكومات العميلة الخاضعة لامريكا والتي لا شاغل لها الا الحفاظ على بقائها وبقاء الفساد الذي يدر عليها المليارات التي تملأ حساباتهم البنكية
    في الدول المحترمة فيه قضاء محترم اذا كانت اجهزة الحكومة عندها ما يثبت تورط شخص ما في اي جريمة تقدمه للقضاء وتحصل على اذن بالتجسس عليه
    لكن طالما بقى امثالك من المبررين لجرائم هذه الحكومات على حالهم فلن نرتقي ابدا

  4. أمثالي؟ جيد. الحمد لله، بالنسبة للفساد حاول أن تمنع فسادك في المجتمع، يعني طبّقه على نفسك وانصح من حولك بتجنب الفساد، وإن فعل جميع البشر ذلك، ستنصلح الناس ومن ثمّ الجانب الفاسد في الحكومات.

    لكن مجرّد لوم الغير بفساده، فاعلم أنك مليء بالأخطاء، وإن كنت غير قادر على منع نفسك؛ فلا تلم غيرك، وإنما انصحه وحسب واترك الأمر بعدها لله، إن شاء هدى وإن شاء قصم ظهر من أبى، هذا ما أمر به دينك؛ فانتبه. : )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى