مقالات

هل تفوز مايكروسوفت في سوق الهواتف الذكية بعد إقناع العمالقة ماديا ؟

images974168_vaio_smartphone_97452
هواتف الويندوز فون قادمة بكثافة بفضل الصفقات الأخيرة لمايكروسوفت

خلال الربع الأول من هذا العام إنتشرت فعلا الاخبار التي تؤكد لنا أن مايكروسوفت عملت مؤخرا على إقناع أكبر عدد ممكن من الشركات العالمية و حتى الإقليمية على تصنيع هواتف الويندوز فون ، كي لا تبقى نوكيا التي إستحوذت عليها و انتهت الأن تلك الصفقة بنجاح الوحيدة التي تسيطر على قطاع هواتف الويندوز فون .

و في هذا الصدد فعلا علمنا أن مايكروسوفت دفعت للشركة الكورية سامسونج مليار دولار لإصدار هواتف جديدة بمنصتها الصاعدة مع دعمها تطويريا بالتحديثات و الدعم التقني اللازم ، و ليس هذه الشركة فقط من قامت مايكروسوفت بإقناعها ماديا بل أيضا سوني التي تخلت عن قطاع الحواسيب المحمولة و التي تعمل عادة بنظام الويندوز كي لا تنقطع الروابط التاريخية بين الشريكتين و ذلك في صفقة وصلت قيمتها إلى 500 مليون دولار .

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل بادرت عملاقة البرمجيات الأمريكية لدعم صف من الشركات الأخرى ماديا من أجل إطلاق و إنتاج هواتف الويندوز فون و منها LG و”لينوفو” و ZTE وGionee و Xolo و هذا ما يعني أن مايكروسوفت وسعت من دائرة تحالفاتها و فتحت الباب لإطلاق العشرات من هواتف الويندوز فون . لكن السؤال الذي سنحاول الإجابة عنه هو : هل يمكن لها أن تفوز في هذا القطاع بعد إقناع تلك الشركات ماديا بالتوجه أيضا لإصدار هواتف بنظام تشغيلها المحمول ؟

سامسونج : شعبية كبيرة ستزيد الويندوز فون شهرة أكبر

صحيح أن سامسونج قامت على مدار السنوات الأخيرة بإصدار العديد من الهواتف التي تعمل بالويندوز فون لكنها تبدوا قليلة و لديها سلسلة أتيف التي لم تحقق نجاحا و لو متواضعا حتى و إن كانت هواتفها راقية و تأتي بتصميم جيد ، و يبدوا أن الشركة الكورية ستضع في خطتها إصدار المزيد من الهواتف خلال الأشهر القادم ، و قد عمدت خلال هذا العام لإطلاق Samsung ATIV SE الذي لم يأتي بمواصفات راقية غير أنه على الأقل سيكون مناسبا و موجها لعشاق الأجهزة المتوسطة .

و في هذا الوقت أيضا تعمل على المزيد من الهواتف حيث نسمع عن وجود نسخ أفضل بقدرات و مواصفات ممتازة ستعمل بنظام مايكروسوفت و على الأرجح سيتم إطلاق الهاتف الراقي منها لتخصص له ميزانية جيدة في التسويق و هو ما سيجعلها تعزز من حصة الويندوز فون في العالم و لو بصورة جزئية خصوصا في كوريا الجنوبية .

سوني : هواتف ويندوز فون راقية و مقاومة للماء

سلسلة الإكسبيريا من سوني لا تزال تحافظ على تميزها و جاذبيتها للكثيرين و سواء اعترفنا أم لا فإن سوني تحقق تقدما متزايدا في هذا القطاع كون أجهزتها لا تقلد المنافسين و تبقى الأكثر إحتراما لمعايير المنافسة ، و تدرك مايكروسوفت أن أي هاتف ذكي من الشركة اليابانية بنظامها سيأتي بتصميم مريح و جذاب و سيكون مقاوما للماء و إن كان الأمر سيؤسس لسلسلة جديدة ستكون بمثابة العلامة التجارية الجديدة لسوني ويندوز فون .

نحن ندرك أن سوني فعلا ليست لديها قدرة تسويقية كبيرة لنشر هواتفها و إقناع الناس للحصول عليها ، لكن من الواضح أنها مؤثرة جدا في اليابان حيث سوقها المحلي و حيث إستعادت تحكمها الكامل بالسوق بعد تراجع مبيعات الأيفون و الجالكسي هناك و هذا جيد لمايكروسوفت التي ستجد أن حصة الويندوز فون تتقدم في واحدة من أهم الأسواق .

لينوفو و ZTE: الويندوز فون يجتاح الصين و أفريقيا

لينوفو و بالرغم من كونها حديثة في قطاع الهواتف الذكية إلا أنها استطاعت في مدة وجيزة الوصول إلى خلف سامسونج و أبل كونها تحقق مبيعات جيدة في سوقها المحلي و لديها شرف كبير في إدخال الأندرويد إلى الصين بعد معاناة سامسونج في ذلك ، و لأن سوق التنين الأصفر لا تضاهى من ناحية القدرة الإستهلاكية و تسارع الإقبال على التكنولوجيا فإن صفقة مايكروسوفت لينوفو تبدو ناجحة و مهمة جدا .

لينوفو التي لم تقم بعد بإطلاق هواتف الويندوز هي تعمل الأن على العديد من الهواتف التي ستأتي بذلك النظام و التي ستطلقها عالميا غير أنها ستحقق مبيعات أكبر في الصين ، كما أن موتورولا التي أصبحث في كنفها لا يستبعد أن تصدر هواتف الويندوز فون مستقبلا لتضيف لحصة النظام في أوروبا بعض النمو و تجتاح القارة السمراء مع تعزيز التواجد بأمريكا اللاتنية .

من جهة أخرى تملك ZTE قدرة كبيرة على إصدار هواتف رخيصة و أخرى راقية بهذا النظام و إصدارها بشكل عالمي و لعل الصين و دول شرق أسيا هي الأسواق التي ستنجح فيها هواتف هذه الشركة بهذا النظام .

Gionee و Xolo : الويندوز فون يجتاح الهند

الهند هي الكنز الثاني بعد الصين مباشرة فيما يخص بالأسواق الناشئة العملاقة و التي تملك القدرة على قلب موازين حصص الشركات في مختلف القطاعات الإستهلاكية ، لهذا ليس من المستغرب أن تعقد مايكروسوفت إتفاقا مع كل من شركتي Gionee و Xolo اللتان تملكان مجتمعة أغلبية حصة مبيعات الهواتف الذكية في هذا البلد الأسيوي .

بدون الشركتين السابقين لم يكن للأندرويد أن ينتشر بقوة في أرجاء الهند و هي دلالة أخرى على أن الإتفاق معهما قرار صائب ، و رغم أن هواتفهما لا تصل إلى الأسواق العالمية إلا أنه يكفي مايكروسوفت أن تنجحا تلك الشركتين في نشر الويندوز فون هناك .

LG : الويندوز فون يتعزز في العالم بأكمله .

لا تكفي جهود سامسونج و لا نوكيا و حتى سوني في تعزيز حصة الويندوز فون العالمية بل أيضا وجب التعاقد مع شركات عالمية بحجم تلك الشركات و مع نجاح LG في غزو الأسواق بهواتفها الراقية و النيكسس الذي تصنعه لصالح جوجل فهذا ما دفع مايكروسوفت للتفاوض مع غل جي و دعمها ماديا تحث الطاولة من أجل تطوير هواتف الويندوز فون و تصنيعها من أجل تسويقها و توفيرها عالميا .

LG التي تملك نفوذا عالميا في هذا القطاع و لديها و الثانية في كوريا الجنوبية قادرة فعلا على زيادة الحصة لصالح الويندوز فون بشكل عالمي و هو ما تريده مايكروسوفت في نهاية المطاف .

خلاصة المقال :

من الواضح أن مايكروسوفت لن تدخر أي جهد أو دولار لتطوير منصتها و تسويقها و إقناع أكبر عدد ممكن من الشركات العالمية لتصنيع هواتف الويندوز فون في ظل إنشغال الأغلبية اليوم بإطلاق هواتف الأندرويد التي تعد مربحة أكثر مقارنة بالويندوز فون و لها شعبية كبيرة .

و تدرك مايكروسوفت أن الشركات العالمية أجمع تبحث عن الربح المضمون و تحاول ما أمكن الإبتعاد عن المجازفة و هو ما تراه أغلبيتها في قضية تصنيع هواتف الويندوز فون ، حيث لن تضمن مبيعات جيدة و لا إقبال جيد كما أن هامش الربحية أقل كون نظام مايكروسوفت مكلف بعض الشيء .

في النهاية أعتقد أنه إذا عملت كل هذه الشركات على إنتاج هواتف الويندوز فون و تسويقها فمن المستبعد فعلا أن نرى قفزة كبيرة في حصة هذا النظام يوازيه إقبال مستمر و ربما قد يكون بداية إنتهاء عصر السيطرة الثنائية لجوجل و أبل على هذا القطاع .

مقالات سابقة للكاتب “أمناي أفشكو”

لماذا ستبقى سامسونج وفية للبلاستيك ؟

4 أسباب رئيسية تدفع المبدعين و الموهوبين للرحيل من شركتك

برمجة التطبيقات المجانية للمحمول خيار مربح للمطور العربي !

5 دوافع للحصول على نسختك من HTC One M8

مقارنة بين جالاكسي اس 5 و ايفون 5 اس

تعليق واحد

  1. أختلف معك في النقطة الأساسية التي بني عليها الموضوع, قضية دفع الأموال للمصنعين ظهرت قبل فترة وتم نفيها رسمياً من مايكروسوفت بالذات قضية سامسونق, التغيير الذي تعتمده مايكروسوفت هو في أمرين الأول: ويندوز فون أصبح مجاني لجميع المصنعين وليس “مكلف بعض الشيء” كما قلت, وقد أعلنت مايكروسوفت ذلك في مؤتمر المطورين الماضي حيث أن أي جهاز أصغر من 9 إنش سيكون الويندوز والويندوز فون مجاني عليه, الأمر الثاني: قامت مايكروسوفت بخفض متطلباتها في أجهزة الجوال (مثل إلغاء الأزرار وغيرها) وأصبح بإمكان المصنعين تصنيع هاتف واحد وتركيب نظام الأندرويد أو الويندوز فون من دون الحاجة إلى خط إنتاج جديد, وأصبح المصنعون لهم قرار أكبر في تحديد عناصر الهاتف المادية من مايكروسوفت.
    فالنقطة الأساسية في تحرك الويندوز فون ليس دفع مايكروسوفت للأموال كما تفضلت, بل من خلال خفض طلبات النظام, وجعل النظام مجاني لجميع المصنعين, خصوصاً وأن نظام الويندوز فون يعمل بسلاسة عالية جداً مقارنة بالأندرويد على الأجهزة المتوسطة والرخيصة تحديداً وهذا عامل مهم لتغيير شكل هذا السوق المتوسط والرخيص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى