مقالات
هل تفوز مايكروسوفت في سوق الهواتف الذكية بعد إقناع العمالقة ماديا ؟

خلال الربع الأول من هذا العام إنتشرت فعلا الاخبار التي تؤكد لنا أن مايكروسوفت عملت مؤخرا على إقناع أكبر عدد ممكن من الشركات العالمية و حتى الإقليمية على تصنيع هواتف الويندوز فون ، كي لا تبقى نوكيا التي إستحوذت عليها و انتهت الأن تلك الصفقة بنجاح الوحيدة التي تسيطر على قطاع هواتف الويندوز فون .
و في هذا الصدد فعلا علمنا أن مايكروسوفت دفعت للشركة الكورية سامسونج مليار دولار لإصدار هواتف جديدة بمنصتها الصاعدة مع دعمها تطويريا بالتحديثات و الدعم التقني اللازم ، و ليس هذه الشركة فقط من قامت مايكروسوفت بإقناعها ماديا بل أيضا سوني التي تخلت عن قطاع الحواسيب المحمولة و التي تعمل عادة بنظام الويندوز كي لا تنقطع الروابط التاريخية بين الشريكتين و ذلك في صفقة وصلت قيمتها إلى 500 مليون دولار .
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل بادرت عملاقة البرمجيات الأمريكية لدعم صف من الشركات الأخرى ماديا من أجل إطلاق و إنتاج هواتف الويندوز فون و منها LG و”لينوفو” و ZTE وGionee و Xolo و هذا ما يعني أن مايكروسوفت وسعت من دائرة تحالفاتها و فتحت الباب لإطلاق العشرات من هواتف الويندوز فون . لكن السؤال الذي سنحاول الإجابة عنه هو : هل يمكن لها أن تفوز في هذا القطاع بعد إقناع تلك الشركات ماديا بالتوجه أيضا لإصدار هواتف بنظام تشغيلها المحمول ؟
سامسونج : شعبية كبيرة ستزيد الويندوز فون شهرة أكبر
صحيح أن سامسونج قامت على مدار السنوات الأخيرة بإصدار العديد من الهواتف التي تعمل بالويندوز فون لكنها تبدوا قليلة و لديها سلسلة أتيف التي لم تحقق نجاحا و لو متواضعا حتى و إن كانت هواتفها راقية و تأتي بتصميم جيد ، و يبدوا أن الشركة الكورية ستضع في خطتها إصدار المزيد من الهواتف خلال الأشهر القادم ، و قد عمدت خلال هذا العام لإطلاق Samsung ATIV SE الذي لم يأتي بمواصفات راقية غير أنه على الأقل سيكون مناسبا و موجها لعشاق الأجهزة المتوسطة .
و في هذا الوقت أيضا تعمل على المزيد من الهواتف حيث نسمع عن وجود نسخ أفضل بقدرات و مواصفات ممتازة ستعمل بنظام مايكروسوفت و على الأرجح سيتم إطلاق الهاتف الراقي منها لتخصص له ميزانية جيدة في التسويق و هو ما سيجعلها تعزز من حصة الويندوز فون في العالم و لو بصورة جزئية خصوصا في كوريا الجنوبية .
سوني : هواتف ويندوز فون راقية و مقاومة للماء
سلسلة الإكسبيريا من سوني لا تزال تحافظ على تميزها و جاذبيتها للكثيرين و سواء اعترفنا أم لا فإن سوني تحقق تقدما متزايدا في هذا القطاع كون أجهزتها لا تقلد المنافسين و تبقى الأكثر إحتراما لمعايير المنافسة ، و تدرك مايكروسوفت أن أي هاتف ذكي من الشركة اليابانية بنظامها سيأتي بتصميم مريح و جذاب و سيكون مقاوما للماء و إن كان الأمر سيؤسس لسلسلة جديدة ستكون بمثابة العلامة التجارية الجديدة لسوني ويندوز فون .
نحن ندرك أن سوني فعلا ليست لديها قدرة تسويقية كبيرة لنشر هواتفها و إقناع الناس للحصول عليها ، لكن من الواضح أنها مؤثرة جدا في اليابان حيث سوقها المحلي و حيث إستعادت تحكمها الكامل بالسوق بعد تراجع مبيعات الأيفون و الجالكسي هناك و هذا جيد لمايكروسوفت التي ستجد أن حصة الويندوز فون تتقدم في واحدة من أهم الأسواق .
لينوفو و ZTE: الويندوز فون يجتاح الصين و أفريقيا
لينوفو و بالرغم من كونها حديثة في قطاع الهواتف الذكية إلا أنها استطاعت في مدة وجيزة الوصول إلى خلف سامسونج و أبل كونها تحقق مبيعات جيدة في سوقها المحلي و لديها شرف كبير في إدخال الأندرويد إلى الصين بعد معاناة سامسونج في ذلك ، و لأن سوق التنين الأصفر لا تضاهى من ناحية القدرة الإستهلاكية و تسارع الإقبال على التكنولوجيا فإن صفقة مايكروسوفت لينوفو تبدو ناجحة و مهمة جدا .
لينوفو التي لم تقم بعد بإطلاق هواتف الويندوز هي تعمل الأن على العديد من الهواتف التي ستأتي بذلك النظام و التي ستطلقها عالميا غير أنها ستحقق مبيعات أكبر في الصين ، كما أن موتورولا التي أصبحث في كنفها لا يستبعد أن تصدر هواتف الويندوز فون مستقبلا لتضيف لحصة النظام في أوروبا بعض النمو و تجتاح القارة السمراء مع تعزيز التواجد بأمريكا اللاتنية .
من جهة أخرى تملك ZTE قدرة كبيرة على إصدار هواتف رخيصة و أخرى راقية بهذا النظام و إصدارها بشكل عالمي و لعل الصين و دول شرق أسيا هي الأسواق التي ستنجح فيها هواتف هذه الشركة بهذا النظام .
Gionee و Xolo : الويندوز فون يجتاح الهند
الهند هي الكنز الثاني بعد الصين مباشرة فيما يخص بالأسواق الناشئة العملاقة و التي تملك القدرة على قلب موازين حصص الشركات في مختلف القطاعات الإستهلاكية ، لهذا ليس من المستغرب أن تعقد مايكروسوفت إتفاقا مع كل من شركتي Gionee و Xolo اللتان تملكان مجتمعة أغلبية حصة مبيعات الهواتف الذكية في هذا البلد الأسيوي .
بدون الشركتين السابقين لم يكن للأندرويد أن ينتشر بقوة في أرجاء الهند و هي دلالة أخرى على أن الإتفاق معهما قرار صائب ، و رغم أن هواتفهما لا تصل إلى الأسواق العالمية إلا أنه يكفي مايكروسوفت أن تنجحا تلك الشركتين في نشر الويندوز فون هناك .
LG : الويندوز فون يتعزز في العالم بأكمله .
لا تكفي جهود سامسونج و لا نوكيا و حتى سوني في تعزيز حصة الويندوز فون العالمية بل أيضا وجب التعاقد مع شركات عالمية بحجم تلك الشركات و مع نجاح LG في غزو الأسواق بهواتفها الراقية و النيكسس الذي تصنعه لصالح جوجل فهذا ما دفع مايكروسوفت للتفاوض مع غل جي و دعمها ماديا تحث الطاولة من أجل تطوير هواتف الويندوز فون و تصنيعها من أجل تسويقها و توفيرها عالميا .
LG التي تملك نفوذا عالميا في هذا القطاع و لديها و الثانية في كوريا الجنوبية قادرة فعلا على زيادة الحصة لصالح الويندوز فون بشكل عالمي و هو ما تريده مايكروسوفت في نهاية المطاف .
خلاصة المقال :
من الواضح أن مايكروسوفت لن تدخر أي جهد أو دولار لتطوير منصتها و تسويقها و إقناع أكبر عدد ممكن من الشركات العالمية لتصنيع هواتف الويندوز فون في ظل إنشغال الأغلبية اليوم بإطلاق هواتف الأندرويد التي تعد مربحة أكثر مقارنة بالويندوز فون و لها شعبية كبيرة .
و تدرك مايكروسوفت أن الشركات العالمية أجمع تبحث عن الربح المضمون و تحاول ما أمكن الإبتعاد عن المجازفة و هو ما تراه أغلبيتها في قضية تصنيع هواتف الويندوز فون ، حيث لن تضمن مبيعات جيدة و لا إقبال جيد كما أن هامش الربحية أقل كون نظام مايكروسوفت مكلف بعض الشيء .
في النهاية أعتقد أنه إذا عملت كل هذه الشركات على إنتاج هواتف الويندوز فون و تسويقها فمن المستبعد فعلا أن نرى قفزة كبيرة في حصة هذا النظام يوازيه إقبال مستمر و ربما قد يكون بداية إنتهاء عصر السيطرة الثنائية لجوجل و أبل على هذا القطاع .
مقالات سابقة للكاتب “أمناي أفشكو”
لماذا ستبقى سامسونج وفية للبلاستيك ؟
4 أسباب رئيسية تدفع المبدعين و الموهوبين للرحيل من شركتك
برمجة التطبيقات المجانية للمحمول خيار مربح للمطور العربي !