التقارير

لقاء الجمعة : مع رؤوف شبايك عن التدوين ، المشاريع التقنية ، تجربته مع نشر الكتب الإلكترونية

لقائنا اليوم مع شخصية متميزة نجحت في عالم الإنترنت وفي أكثر من مجال .. ضيفنا اليوم هو الكاتب والمدون ومؤسس موقع خمسات رؤوف شبايك عن خلاصة تجاربه على الإنترنت وتجربته في نشر عدد من الكتب الإلكترونية الرائعة بالإضافة إلى رأيه في أسباب نجاح مشاريع الإنترنت لما له من تجربه ناجحة مع خمسات .. متابعة ممتعة .

sh...

التدوين ، خمسات والكتب الإلكترونية..ما هي خلاصة هذه التجارب بالنسبة لرؤوف شبايك ؟

تجربة التدوين أكسبتني الكثير ، التعرف على أصدقاء عرب رائعين ، لم أكن لأعرفهم من طريق آخر ، وجعلتني أسعد بمساعدة آخرين ، سواء بتقديم أفكار جديدة لهم أو بإجابة أسئلتهم أو باقتراح حلول لمشاكلهم.

التدوين كذلك حفزني على قراءة كتب جديدة ومفيدة ، وتلخيصي للكتب ونشرها جعلني حين أنسى ما قرأته بمرور الوقت أرجع لتدويناتي لقرائتها وتذكر فائدة كل كتاب .

تجربة خمسات جعلتني أتعلم الكثير ، كيف أن إتقان البرمجة شيء أساس لنجاح أي موقع انترنت ، وكيف أن أي فكرة تجارية ستواجه مشاكل وصعوبات لم تكن تتوقعها في أكثر أحلامك ضراوة ، لكن حلها بشكل إبداعي هو ما يعني الفرق بين النجاح والفشل ، كذلك تعلمت ألا أثق بأي شركة تقول وتزعم ، حتى أرى أدلة تؤكد ما يقولون .

أما تجربة الكتب الإلكترونية فهي كانت استثمار مع الله عز و جل في المقام الأول ، علمتني أن هناك مربع ذهبي ، أربعة مواضيع عربية تحقق النجاح التجاري ، على من أراد الكتابة في غيرها تحمل قلة المردود وربما تأخر النجاح .

ما هو تقييمك لحركة التدوين في العالم العربي ؟

صراحة كنت أتوقع ظهور مدونين عرب أكثر من العدد الحالي ، وكذلك استمرار عدد أكبر منهم في التدوين بشكل دوري ، لكنها حركة ذات مؤشرات جيدة واعدة ، طبعا قلة المردود التجاري من التدوين لها دور كبير في ذلك ، لكن لعل زيادة عدد مستخدمي الإنترنت في الوطن العربي يجلب لنا مستقبلا أفضل وعددا أكبر من المدونين ونشهد طفرة كبيرة مستمرة قريبا .

على ماذا يعتمد نجاح المشاريع التقنية على الإنترنت ؟

أي مشروع تجاري لكي ينجح ويستمر يجب أن يحقق عوائد مالية أكبر من مصاريفه ، هذه العوائد تتزايد بشكل دوري بمرور الوقت ، ما لم يتحقق هذا الشرط (أو تعثر على مصباح علاء الدين!) فلن ينقضي وقت طويل حتى يعلن هذا المشروع استسلامه وانسحابه من الساحة .

كيف يمكن لمشروع تحقيق عوائد؟ هذا سؤال المليون دينار ، يجب أن يكون للمشروع فكرة جديدة غير مكررة تأتي في الوقت المناسب وبتمويل مبدئي مناسب ، وبفريق عمل عبقري مبدع ومتناغم ، على أن يقابل كل هذا جمهور مشترين شجاع ، يجرب الجديد ويشجعه بماله ويتحمل مشاكل أول إصدارة وأول منتج .

من خلال تجربتك في نشر 7 كتب تقريبا على الإنترنت ، كيف ترى نشر الكتب الإلكترونية من حيث الجهد ، التكلفة والعوائد ؟

حسنا ، إجابة هذا السؤال لن تكون متوقعة ، إعداد كتاب مفيد يحتاج لوقت طويل ، سنة من العمل على الأقل . نجاح أي كتاب يعتمد على مؤلف يكتب من قلبه ، عن موضوع يحبه بكل جوارحه ، ويتعلم ويقرأ فيه حتى يكون خبيرا صغيرا على الأقل .

هناك أربعة مواضيع عربية تحقق نجاحات من حيث المبيعات ، وهي الكتب الدينية ، السياسية ، الطبخ والتناسل . إذا غامرت وكتبت خارج هذا المربع الذهبي ، إما أن تكون من المحظوظين ويحقق أحد كتبك نجاحا تجاريا ، وإما انضممت لنا في نادي العوائد المتواضعة . إذا فعلها أحد كتبك وحقق نجاحا تجاريا ، فهذا ليس ضمانا بأن بقية كتبك ستكون ذات نصيب مماثل . هذا هو الوضع الحالي وهو ما لست راضيا عنه بكل صراحة ، نحن كعرب وكمسلمين بحاجة لأن نشجع كل ما يؤدي لحدوث نهضة فكرية وعلمية وأدبية ، ويجب أن نتوقف عن شراء الكتب الدينية فقط ، أو السياسية فقط . يجب علينا شراء الكتب على سبيل التشجيع للمؤلف ولدار النشر ، ويجب كذلك عدم الحكم على الكتاب بناء على وزنه وعدد ورقه وشهرة مؤلفه . يجب علينا تشجيع المؤلف والكاتب والمبدع المغمور ، إن لم نفعل ، فلا تتوقع نهضة علمية وفكرية قريبة في بلاد العرب . كذلك لا أجد فرقا كبيرا بين حظ الكتاب الورقي و حظ الكتاب الإلكتروني على المستوى العربي ، فلكل منها جمهوره ، لكن هذا الجمهور يريد كتبا ضمن المربع الذهبي ، سواء ورقية أو غير ذلك .

لكل رائد أعمال قصة .. ما هي القصة التي ألهمت رؤوف شبايك ؟

كل قصة نجاح أكتبها ، سواء لشخص أو شركة ، تعطيني معنى جديدا للكفاح والنجاح والإلهام . حين بدأت أكتب عن قصص النجاح في مدونتي ، واجهت مقاومة عنيفة ، تمثلت في صورة تعليقات جارحة ، أو تجاهل تام ، أو سرد أسباب لعدم التفاعل مع القصة التي أكتبها . في البداية قالوا لي هذه قصص لأناس نجحوا في أمريكا ، ما جعلني أسرد قصصا لأناس نجحوا في خارج أمريكا ، قالوا لي هؤلاء ليسوا عربا ، سردت قصصا عربية ، قالوا لي هؤلاء أغنياء أو محظوظون ، سردت قصصا لمتواضعين ، قالوا لي أين النجاح فيما قلت ، فتعلمت عندها ألا ألتفت لمن يشكو ، فهو سيشكو مهما فعلت له . العجيب في الأمر أنه حين وصلت لهذه القناعة ، بدأت أجد الساكتين يبدؤون الكلام ، ويحكون لي كيف أن ما سردته ترك أثره فيهم ، وبدؤوا يتركون الصمت والسكون ويتشجعون . هذا بدأ في اليمن في تجارة التمر ، وهذا في تجارة العسل ، وهذه في طبخ الطعام للجيران ، وهذه في الاستقالة من عملها و تأسيس شركة مع زوجها ، وهذا استقال من وظيفته وأسس شركته فلم تنجح فعاد للوظيفة ليدخر المال ، مع نية أكيدة على العودة من جديد لتأسيس شركة جديدة ، هذه المرة مع عدم تكرار أخطاء الماضي . صديقي ، حين تقرأ كل هذه القصص ، تشعر بسعادة غامرة وبلذة طاغية ، تلهمك لأن تستمر وتتحمل ، لذة لا أعرف شيئا آخر في هذه الدنيا قد يجعلك تشعر بمثلها . هذا التفاعل هو ما يلهمني ، وهو ما يجعلني أستمر في التدوين ، رغم مشقاته الكثيرة .


إلى هنا ينتهي حوارنا لهذه الجمعة مع رؤوف شبايك .. لقاءنا بكم يتجدد الأسبوع القادم مع مواضيع جديدة وضيف جديد .. إنتظرونا

يمكنكم متابعة رؤوف شبايك عبر توتير :Shabayek@

‫2 تعليقات

  1. السلام عليكم،
    ملاحظة على عبارة: “لذة لا أعرف شيئا آخر في هذه الدنيا قد يجعلك تشعر بمثلها”، لذة طاعة الله هي أحلى لذة، فيرجى عدم إهمالها فهي الأساس بارك الله فيكم.
    نسأل الله التوفيق لنا ولكم لما يحب ويرضى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى