مقالات

هل يحقق iPhone 5C مبيعات خيالية في السوق الصينية ؟

Apple-China

بعد عام تقريبا من الإشاعات و التسريبات و التخيلات و التوقعات … كشف شركة أبل عن نسختين من الأيفون لأول مرة في تاريخها ، الأول هو iPhone 5S الذي يعد الأفضل لديها هذا العام ، أما الثاني فهو iPhone 5C القادم بسلسلة من الألوان المختلفة و بنفس المواصفات الخاصة بالأيفون الخامس مع تحسينات في الكاميرا ، ليكون سلاحها المخصص لمنافسة الهواتف الذكية الرخيصة خصوصا و أن هذه الأخيرة كبدتها خسائر كبيرة على مدار السنوات الماضية في الأسواق العالمية و الناشئة و حتى الصاعدة.

إذن iPhone 5C هو الكلمة المفتاح الذي تريد أبل استخدامه في اقتحام أسواق فشلت في غزوها بالشكل المطلوب ، بسبب غلاء أسعار الأيفون باختلاف إصداراته و مميزاته وعلى مدار تاريخه.

و تعد جمهورية الصين الشعبية أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان و عدد مستخدمي الإنترنت و الهواتف الذكية ، حيث تشهد نموا جنونيا في الإقبال على المنتجات الإلكترونية و بالضبط أجهزة المحمول ، و هذه السوق الصينية لها قاعدة ثابتة غير متغيرة ألا و هي “المنتج الأفضل من ناحية الجودة ، و الارخص من حيث السعر هو الأفضل” .

نعم كل الصينيين يؤمنون بالقاعدة السابقة ، و لا مجال لتغييرها من طرف أية شركة عالمية أو حتى محلية مهما تعالت قيمتها في سماء النجاح لأسباب مرتبطة بأسلوب الحياة و المعيشة و القدرة الاستهلاكية للشعب الصيني ، بالرغم من التقدم الكبير الذي شهده متوسط الدخل الفردي هناك.

و قد رأينا في مختلف المجالات هناك محاولات شركات عالمية إقتحام السوق الصينية ، بمنتجات رائعة و بأسعار غالية ، و أيضا بمنتجات لا بأس بها و بأسعار رخيصة ، و النتيجة كانت أن كلا الأسلوبين فشلا في غزو عمق سوق التنين الأصفر.

و كيف لا و هذه الدولة العظمى تتوفر على الكثير من الشركات المحلية التي تنتج منتجات راقية و بأسعار جد رخيصة ، تجعل من حلم توفرها بعالمنا العربي و حتى في الأسواق العالمية أمرا مثيرا للإعجاب.

نفس الوضع يمكننا إسقاطه على قطاع الهواتف الذكية في الصين ، حيث لا مجال هناك للشركات العالمية التي لا توفر الهواتف الراقية بأسعار مغرية ، و من يفعل عكس ذلك يضطر فيما بعد لاستقبال شحنات النسخ الغير المباعة .

و هذا ما قيل بأن شركة ابل أدركته جيدا خلال الأيام و الشهور الماضية ، و لهذا رأيناها تتوصل مع الاتصالات الصينية إلى اتفاق يضمن لها اقتحام السوق الصينية بالأيفون الأقل كلفة iPhone 5C ، خصوصا و أنها الأكبر في العالم و تملك 700 مليون مشترك.

و السؤال المطروح بعد كل هذا الكلام هو : هل باستطاعة iPhone 5C أن يحقق مبيعات خيالية في الصين بالتحديد ؟ و هل يكون المفتاح الذي سيفتح باب هذه السوق أمام شركة كوبرتينوا ؟

لا شك أن الاجابة عنه تحتاج منا إلى استعراض معطيات مرتبطة بالواقع ، لنخرج بالإعتماد عليها بنتيجة صحيحة يمكن أن تحدث خلال الايام و الشهور التي ستشهد توفر iPhone 5C في الصين. و هو ما سأقدمه في هذا المقال بناء على ما توصلت إليه.

iPhone 5C ليس رخيصا

 آيفون 5 سي

أغلبية من تابع مؤتمر ابل إعتقد من الوهلة الأولى أن iPhone 5C من الهواتف الذكية الرخيصة جدا و التي تأتي بمواصفات جيدة و بسعر منخفض لا يتعدى 99 دولار للوحدة بالنسبة لنسخة 16 جيجا بايت و أن نسخة 32 جيجا بايت ستكون متوفرة بسعر 199 دولار ، لكن ربما لم ينتبهوا إلى أن هذه الأسعار تخص العروض التي سيكون وفقها iPhone 5C متاحا بالولايات المتحدة الأمريكية مع عقد لمدة سنتين.

أما الأسعار الحقيقة و التي ستتوفر بها في جميع دول العالم النسخة المفتوحة من iPhone 5C فهي أكثر من تلك التي رأيناها مع اشتراك لمدة عامين ، حيث تصل نسخة 16 جيجا بايت إلى 549 دولار امريكي!فيما نسخة 32 جيجا بايت من iPhone 5C المفتوح لن تكون متوفرة بسعر أقل من 649 بلغة الدولار !

هل هذا في رأيك يعني أنك أمام هاتف ذكي رخيص ؟ حثما أنت هنا أمام هاتف ذكي بسعر الهواتف الراقية و المبالغة في سعرها و يمكنك استثمار نفس السعر لشراء هواتف راقية أخرى من شركات منافسة . فيما نعرف أن الهواتف الأقل تكلفة هي التي تأتي بسعر أقل من 300 دولار

و في الصين حثما هناك كميات كبيرة من الهواتف الممتازة و المتاحة بسعر زهيد و منها هاتف UMI X2 الذي يصل سعره إلى 260 دولار فقط ، و هناك أيضا الكثير من الخيارات و من ضمنها Jiayu G4 بسعر 280 دولار ، و الهاتف الذكي Newman N2 بسعر 240 دولار ، دون أن ننسى أيضا THL W8 بسعر 247 دولار

و هنا السؤال الكبير : من الأفضل للمواطن الصيني الهواتف الأربعة التي ذكرناها أم iPhone 5C ؟ من حيث السعر أنا متأكد جدا أنهم سيفضلون منتجات بلدهم دون تردد.

هناك خيارات صينية متوازنة أو أفضل من iPhone 5C من حيث المواصفات

 jiayug4phone

تبين لنا بشكل واضح في الجزء السابق أن iPhone 5C ليس رخيصا كما روجت له أبل ، بل أننا خلصنا أيضا الى وجود الكثير من الهواتف الراقية الصينية التي تأتي بمواصفات راقية و بأسعار مغرية ، و ذكرنا في ذلك الإطار أربعة هواتف من أفضل ما أنتجته الشركات المحلية هناك و منها UMI X2 و Jiayu G4 و Newman N2 و THL W8

و في هذا السياق قد يتساءل الكثير منا عن طبيعة المواصفات التي أتت بها تلك الهواتف الصينية لتضاهي بها iPhone 5C أو تتوازن معها في الجودة ؟

الجواب هو أنه في وقت نعرف فيه مواصفات iPhone 5C فإن تلك الهواتف جميعها تقريبا اتفقت على مواصفات جيدة و منها التصميم الأنيق و قوة الهيكل الخاص بها و المعالج الرباعي النواة من نوع MediaTek الذي يقدم أداء منافسا ، الى جانب قدوم بعضها بذاكرة عشوائية بحجم 1 جيجا بايت و منها Jiayu G4 و THL W8 فيما الأخرين مزودين بحجم أكبر يصل الى 2 جيجا بايت.

الأمر لا يتوقف هنا فكل تلك الهواتف الأربعة باستثناء THL W8 لديها كاميرا خلفية بدقة 13 ميغا بيكسل فيما المستثناة لديها كاميرا بنفس دقة تلك التي تملكها iPhone 5C و لا ننسى قدرتها على إلتقاط الصور بالجودة العالية و إنتاج فيديوهات أقل ما يقال عنها أنها احترافية أيضا .

و بالنسبة للكاميرا الأمامية فكلها باستثناء Newman N2 تأتي بدقة 3 ميغا بيكسل في وقت لا تتعدى قدرة تلك التي تملكها iPhone 5C دقة تصوير تصل إلى 1.2 ميغا بيكسل.

و من الفروقات التي تصب في صالح الهواتف الذكية الصينية الأربعة قدومها بنسخ تخزينية مختلفة مع دعمها لبطاقة التخزين الخارجي و ذلك لزيادة قدرتها التخزينية و هذا ما لا يدعمه iPhone 5C أيضا.

دون أن ننسى أن شاشات UMI X2 و Jiayu G4 و Newman N2 و THL W8 كبيرة و تتراوح أحجامها بين 4.7 انش إلى 5 انش عكس iPhone 5C القادم بشاشة 4 انش التي لا تقدم أفضل مجال للرؤية و المشاهدة للمستخدمين.

فكيف اذن تريد أبل من المستهلك الصيني أن يترك تلك المواصفات التي تقدمها له كل تلك الهواتف الراقية بسعر لا يتعدى 300 دولار ، و يتجه لشراء iPhone 5C الذي يملك نقط ضعف متعددة منها السعر و افتقاد العديد من الخصائص المهمة.

الإتفاق مع الاتصالات الصينية قد يساعد و لكنه ليس بالصورة المتخيلة :

 0007tim-cook-china-630x419

عندما سمعت لأول مرة توصل أبل إلى إتفاق نهائي مع الاتصالات الصينية الوطنية لبيع iPhone 5C في متاجرها المنتشرة على الأراضي الصينية ، أدركت حينها أن أبل ذكية و تعرف جيدا أن مفتاح السوق الصينية بيد أكبر شركة إتصالات في العالم لامتلاكها حوالي 700 مليون مشترك ، لكن عندما رأيت الأسعار التي أعلن بها iPhone 5C في متجر أبل و حتى لدى الاتصالات الأمريكية أدركت أنه حتى و لو توفر بسعري 99 و 199 دولار مع عقد اشتراك لمدة سنتين ، فإنه لن يحقق اقبالا كبيرا في الصين

فالإتصالات الصينية ستحاول أن تبدل جهودها و تسوق بشكل كبير للهاتف الذكي iPhone 5C اعلاميا في الصين ، لكنها للأسف لن تنجح في أن تبيع لمشتركيها هاتفا سيكلفهم عامين من الانفاق المادي على هاتف لا يستحق ذلك.

و شخصيا أرى أن أبل قد تنجح في تحقيق بضع ملايين من المبيعات في السوق الصينية مع iPhone 5C  لكن ذلك لا يجعلها تتصدر قائمة أفضل الشركات التي حققت و ما زالت تحقق الملايين من المبيعات هناك.

بعد كل شيء … هل تحقق أبل مبيعات خيالية من iPhone 5C في الصين ؟

لا شك أن ما قيل في الفقرات السابقة حقيقة لا مناص منها و لا مفر … لكن يبدوا لي أن البعض و إن قرأ كل ما قلته سابقا يظل يتساءل نفس السؤال الذي من أجل الاجابة عنه كتبت هذه السطور ، و قد يظل يطرح نفس التساؤل لعله يجد اجابة غير التي قدمتها ليتبث العكس و يجعل من أبل العملاق المنتصر في سوق لا ينتصر فيها إلا اصحاب الجودة و الأسعار الأقل .

و يبدوا لي حثما أن أبل لا تزال متعالية شامخة بكبريائها ، لا تريد أن تجعل منتجاتها بذلك الثمن الذي يعد المفتاح الثاني و الأكثر تأتيرا لاقتحام سوق التنين الأصفر.

هذه ليست أمريكا و لا أوروبا أو الخليج العربي و بقية الدول التي يوجد فيها عشاق أبل المستعدين لإنفاق أموال طائلة من أجل هاتف ذكي يوجد من هو أفضل منه و بأقل سعر … هذه الصين حيث الهزيمة ستكون من نصيب من يتعالى عن العقيدة الفكرية للمستهلك الصيني.

مقالات سابقة لنفس الكاتب “أمناي أفشكو”

خطة مايكروسوفت لاستغلال نوكيا من أجل السيطرة على قطاع الهواتف الذكية

قراءة معمقة في مبادرة Mark Zuckerberg لنشر الانترنت Internet.org

هل من الضروري أن تنفق موتورولا 500 مليون دولار لتسويق Moto X ؟

كيف يمكن لمايكروسوفت أن تنقد لوحي Surface RT ؟

‫4 تعليقات

  1. يعني لما نشوف جهاز جبار مثل Xiaomi Mi 3 وب اقل من 330 دولار وموجه فقط للسوق الصيني ونقارن بينة وبين (اللعبة) iPhone 5c. ما حدا يزعل بس الفرق بالمواصفات فعلا يجعل iPhone 5S يظهر كاللعبه فما بالكم بـ 5C ؟؟

    كيف بدكم يربح وينتشر هيك انتشار بوجود ماركات مثل Oppo و Xiaomi و غيرها من الماركات الجباره ذات الاسعار الخيالية؟

    باعتقادي حتى لو الـ iPhone كان بـ 99 دولار ما حدا راح يشتريه و يترك جهاز مثل Xiaomi Mi3

  2. انا عندما علمت ان اى فون 5سى بسعر 99دولار انى قررت انى ساشترية ولاكن عندماعلمت انة ب545دولار انا واقاربى الغينا قرارنا عن شراة هاذا الايفون وانى قلت ان ابل ستعلى بهاذا الاي فون بمبيعاتها ولاكن هاذا كان العكس وانى علمت انها ستتفوق على شركة سامسونج قبل علمي بهاذا الاى فون الغيت شرائى لجلاكسى تاب من شركة سامسونج ولاكنى ساشترية ولن اشتري الاى فون 5سى

  3. انا عندما علمت ان اى فون 5سى بسعر 99دولار انى قررت انى ساشترية ولاكن عندماعلمت انة ب545دولار انا واقاربى الغينا قرارنا عن شراة هاذا الايفون وانى قلت ان ابل ستعلى بهاذا الاي فون بمبيعاتها ولاكن هاذا كان العكس وانى علمت انها ستتفوق على شركة سامسونج قبل علمي بهاذا الاى فون الغيت شرائى لجلاكسى تاب من شركة سامسونج ولاكنى ساشترية ولن اشتري الاى فون 5سى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى