مقالات

هل تصنع ماير من ياهو عملاق آخر شبيه بقوقل ؟

0716_marissa-mayer_416x416

إعتمدت قوقل في نجاحها وإنشائها لتلك الإمبراطورية الضخمة على مجموعة من عمليات الإستحواذ الناجحة وهو الشيء الذي تعودت قوقل على فعله عند إيجادها لمشاريع ناشئة إما ناجحة أو أنها قامت بدراسة أحد هذه المشاريع ووجدت أن له مستقبل مع الشركة ، في معظم الأحوال تهتم قوقل بعدد المستخدمين وإستقطاب المزيد منهم بالإضافة للأرباح المتوقعة من ذلك المشروع فعندما قررت قوقل الإستحواذ على اليوتيوب في العام 2006 مقابل 1.6 مليار دولار كانت تدرك ذلك الإنتشار الواسع للموقع وعدد الزيارات الكبيرة له ونشاط المستخدمين في رفع مقاطع الفيديو في الموقع بالإضافة إلى أن اليوتيوب يمثل بيئة جيدة للإعلانات والتي ما زالت الشركة تعتمد عليها حتى الآن .

 بعد أن خرجت ماريسا ماير من قوقل وإتجهت لياهو كمدير تنفيذي أعتقد أنها كانت تحمل معها نفس الإستراتيجية المتبعة في قوقل فيما يخص الإستحواذ على مشاريع وشركات تقنية أخرى وتطوير بعض المنتجات بالإضافة إلى التخلص من بعض الخدمات التي كانت تقدمها الشركة وما فعلته ماير حتى الآن يدل على ذلك حيث قامت ياهو بإغلاق مجموعة من الخدمات منها على سبيل المثال مدونات مكتوب وغرف الدردشة وبعض التطبيقات وقامت أيضا بتطوير بعض المنتجات والخدمات مثل Flickr وتقديم مساحة تخزينية لم يتوقعها الجميع وقامت أيضا بتقديم واجهة جديده لبريد ياهو وبالنظر لعمليات الإستحواذ التي قامت بها ياهو على مشاريع أو شركات ناشئة نجد أن تلك العمليات كانت عمليات إنتقائية وتم إختيارها بعناية مثل إستحواذها على Summly  وتمبلر ويعد ذلك أفضل بكثير من إنشاء منتجات أو خدمات جديدة ربما تكلف الكثير من الوقت والجودة والتسويق وتعد قوقل رائدة في هذا الأمر فمسيرتها مليئة بعمليات الإستحواذ لمشاريع مهمة عززت من إنتشار وتوسع الشركة .

بالنسبة لإستحواذ ياهو على تمبلر فقد كانت فكرة موفقة حيث لم تنتظر ماير الكثير من الوقت للإستفادة من العدد الكبير للتدوينات والمستخدمين على تمبلر وبدأت بعرض الإعلانات على ( منصة الويب ) وهنا يبدو أن الهدف الرئيسي من إستحواذ ياهو على تمبلر هو إيجاد بيئة جيدة أيضا للإعلانات على غرار ما وجدته قوقل في اليوتيوب مع إختلاف نوع الخدمة المقدمة ، إن ما قامت به ياهو حتى الآن ليس بالقليل وقد يدخلها المنافسة مع الشركات التقنية الكبرى خاصة وأنها تبدي إهتماما بالغا بمسألة الإعلانات التي تعتبر مصدر مهم جدا لأرباح قوقل وتبحث الآن عن منصة للفيديو بعد أن فشلت في الإستحواذ على دايلي موشن لتكمل بذلك مجموعتها الرائعة من المشاريع والشركات التقنية ، إن عمليات الإستحواذ التي قامت بها ياهو كفلت لها الظهور الإعلامي الكبير الذي نلحظه الآن مقارنة بالماضي قبل تسلم ماير لزمام الأمور وقد نجحت ياهو في الإستحواذ على شركات ومشاريع مهمة وربما تفاجأنا بالمزيد من عمليات الإستحواذ .

إن ما تقوم به ماير إما أنه إستنساخ لنموذج قوقل في طريقة إدارتها للشركة أو أن الخلفية الوظيفية لماير في قوقل تؤثر عليها في إتخاذ القرارات وفي كلا الحالتين إذا نجحت ماريسا ماير في الصعود بشركة ياهو إلى مراكز متقدمة بين الشركات التقنية الكبرى فستكون ياهو عملاق آخر في هذا المجال وربما تكون هي تلك الشركة المجنونة التي ستنافس قوقل والتي تحدث عنها لاري بيج إلا أن ذلك لن يكون الآن فقد تضطر ياهو إلى عقد شراكات مع شركات تقنية متعددة من بينها قوقل حاليا أو في المستقبل القريب وربما لا تفكر ماير الآن في المنافسة بقدر ما تفكر في تقديم قيمة جديدة لياهو .

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى