مقالات

الحرب من أجل المطورين

apps

اصبحت الشركات تدرك جيداً أن احد أهم مفاتيح نجاحها هي التطبيقات وبشكل ادق المطورين الذين يبرمجون هذه التطبيقات، فالمستهلكين يبحثون اليوم عن نظام التشغيل أو الهاتف الذي يملك طيف واسع ومتنوع من التطبيقات ليغذي بها هاتفه الذكي، الهواتف اليوم أصبحت وظائفها كل شيء .. آه وأخيراً الإتصال الخليوي !

فهم المصدر

إن أي تطبيق على هاتفك الذكي يبدأ من لغة البرمجة المستخدمة لتطويره، ولكل لغة برمجة تاريخ تطور وسمات عامة تميزها عن غيرها وفلسفة خاصة بها.

على سبيل المثال لنأخذ نظام iOS الذي يشغل هواتف الآيفون وأجهزة الآيباد، النظام مبني على لغة Darwin بنفس نكهة نظام يونيكس الذي يخدم نواة نظام OSX الذي تعمل عليه كل حواسب آبل.

وكتبت التطبيقات التي تعمل على نظام التشغيل هذا بلغة Objective C وهي لغة برمجة لديها فلسفة تعتمد على فكرة أنها تشمل كل ما تحتاجه. ولكل من Darwin و Objective C تاريخ طويل من كونها نظام مغلق.

قام ستيف جوبز بالإشراف على استخدام لغة البرمجة هذه في شركته Next بادئ الأمر، وبعدها طوعها لتخدم كأداة لإعادة إحياء شركة آبل التي كانت حينها في أسوء أحوالها.

واعتقد ستيف جوبز أن النظام المغلق تتم إدارته بشكل أساسي من قبل جهة معينة وهي أفضل طريقة لتقديم تجربة استخدام مثالية للمستهلكين يتم التحكم بها من طرف الشركة.

وعلى النقيض من ذلك، لنأخذ نظام التشغيل الأندرويد فهو مبني على نظام لينوكس الحر مفتوح المصدر والذي تم تطويعه وتحسينه ليناسب تشغيل الهواتف الذكية. كما أنه مبني على فكرة الإنفتاح و قابلية التوسع والتعديل. علاوة على ذلك فإن التطبيقات المطورة لتعمل على الأندرويد مكتوبة بلغة الجافا وهي لغة برمجة ظهرت أساساً لتطوير تطبيقات يمكن أن تعمل على أي منصة. وبناءاً على كل هذه المعطيات يمكن أن نفترض أن الأندرويد هي لغة الحرية والإنفتاح.

وهناك أيضاً نظام ويندوز فون الذي تحاول أن تقدمه مايكروسوفت على أنه نظام وسطي بين النظامين سابقي الذكر، كما أنه يحاول أن يعطي المطورين فرصة لتطوير التطبيقات له، حيث تملك مايكروسوفت Silverlight التي طورت أساساً كمنافس مايكروسوفت أمام أدوبي فلاش.

تحاول مايكروسوفت أن تبدو جادة في مجال التطبيقات وتطويرها من خلال دعم لغة XNA وهي بنية لغة برمجة تدعم جهاز الترفيه والألعاب إكس بوكس.

في حين أنه يمكن كتابة التطبيقات الأخرى بواسطة لغة البرمجة الشهيرةVisual Basic.net، إلا أن نظام ويندوز فون 8 الأخير اعتمدت مايكروسوفت على ما يدعى Common Language Runtime أو تختصر CLR. والفكرة هنا أن التطبيقات المبرمجة لنسخة الحواسيب من نظام ويندوز 8 يمكن تحويلها بسهولة لتعمل على ويندوز فون 8.

المطورين

حتى اليوم سيطرت آبل بشكل مذهل على عالم الهواتف الذكية بسبب أنها تملك تشكيلة كبيرة من جيش المطورين الذين ظهروا للحصول على حصتهم من الثروة التي تشاركها آبل معهم مستفيدين من نجاح أجهزة نظام iOS، وهؤلاء المطورين كانوا يعملون أساساً مع آبل في التطوير لحواسب ماكنتوش. أي اعتمدوا على نجاحهم الأول في عصر لم نكن نسمع فيه عن مطوري التطبيقات ونقلوا الخبرة والتجارب إلى منصة iOS الأفضل.

وبرزت مشكلة هامة تمثلت في أن لغة Objective C تختلف من حيث المبدأ عن لغات البرمجة الحديثة الأخرى، لذا انزعج العديد من المطورين من نجاح نظام الأندرويد عندما طرح نفسه كبديل لنظام iOS.

وبدأت الحرب من أجل المطورين في السنوات القليلة الماضية، وكانت تقدم الشركات الإغراءات لمطوري الأندرويد و iOS، والنزاعات كانت تدور بين حزبين ينتميان لعائلة واحدة، حيث أن كل من لغتي البرمجة الجافا و Objective C تنتمي لنفس الجذور وهي لغة البرمجة C.

وفي أثناء السعي لكسب هؤلاء المطورين، هناك مجموعة اخرى من المطورين الذين تم تجاهلهم، وهم المسؤولين عن أهم أشكال الحوسبة و البرامج الشهيرة حول العالم. ولأكثر من عقد من الزمن تم استهلاك جهودهم وخبراتهم لنقل التطبيقات والبرمجيات من سطح المكتب والحواسب إلى الويب، وهم مبرمجين أشهر برامج الويب بلغات مثل الجافا و php و Ruby on Rails ولغتهم المفضلة فيجوال بيسك لكن يبدو أنهم اصبحوا خارج اللعبة.

لكن مع ويندوز 8 فإن مايكروسوفت تقدم لهؤلاء هدية بقبولها مشاركتهم في أهم جزء في تاريخ الحوسبة بهذا العصر وهي الحوسبة المتنقلة، والتحدي هنا لمايكروسوفت وهؤلاء المطورين هي أنهم سيجدون أنفسهم يتنافسون ضمن معركة صعبة للغاية مع زملائهم مطوري iOS و الأندرويد.

وقبل أن يحصدوا أي نجاح عليهم أن يستفيدوا تماماً من الخبرة والتجارب التي حصلوا عليها من العمل في حقبة الحواسب الشخصية حيث أنها لازالت ضرورية في عصر الهواتف الذكية. فإن فعلوا ذلك فإنهم سيفتحون الباب واسعاً أمام ملايين المطورين ليقودوا التغييرات الهامة في سوق الهواتف الذكية.

ختاماً

في النهاية صرنا في عصر إن لم يكن فيه المطور هو الملك له دور يساوي إذا لم يكن أكثر أهمية من الذي يقرر أي نظام تشغيل يجب أن يحصل على أفضل التطبيقات و يبدو أن السوق يعطي أمره لنظام التشغيل الذي يملك أفضل و أغلب التطبيقات فهو النظام الفائز.

من خلال جمع نواة نظام ويندوز 8 مع ويندوز فون 8، فإن مايكروسوفت ستملك قوة قد تؤدي إلى سطوة نظام ويندوز فون نتيجة النمو السريع في معدلات الإستخدام والتبني والإنتشار. لتعود مايكروسوفت وتؤكد نفسها على أنها شركة البرمجيات رقم واحد ليس فقط في الحواسب الشخصية بل في الهواتف والأجهزة الذكية أيضاً

‫8 تعليقات

  1. على حسب علمي لا توجد لغة برمجة اسمها لغة Darwin بل هو نظام تشغيل وفي الغالب سوف يكون مكتوب ب C
    بالنسبة لمايكروسوفت اعتقد انه لا يوجد لديها مكان في سوق الهواتف والأجهزة الذكية مكانها هو حواسب الحكومات والشركات التقليدية

  2. الكاتب بيوضح توقعه الفتره الجايه بالنسبه لعودة مايكروسوفت واعتقد لو فعلا استمرت على النحو ده هتاخد حصه كبيره من عالم الهواتف الذكيه

  3. اعتقد هذه ليست حرب بل عشوائية وتضع المطورين في حيرة ، اندرويد ابل ام مايكرسوفت مفتوح المصدر ام مغلقة المصدر وغيرها من الخيارات ، نحن لازلنا في البداية والشركات هي من توجهنا واعتقد المستقبل سيكون اكثر استقرارا ً بحيث تكون هناك جهة معينة تنظم عملية التطوير وتركز على اسسس واضحه والشركات تتبع هذه الاسس ، لأن بصراحه الخيارات اصبحت كثيره جدا ً والمطور يحتاج وقت كبير حتى يلم بما يجري حولة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى