منوعات
عالم الـ DSLR
قالت يا ولدي لا تحزن، سيكون لك كاميرا غيري و أفضل مني قريبا. كانت تلك الكلمات الأخيرة التي نطقتها كاميراتي الـ Panasonic fz-18 قبيل بيعها. قبل أيام حلّت مكانها كاميرا جديدة من Canon تنتمي لنوع كاميرات الـ DSLR. سأطلعكم على سبب شرائي لها، و أشياء أخرى. هيا إبتسموا لكي أصوّركم.
لعبة التصوير
لا أعتقد أن أحدا سيفكر في شراء هذه الكاميرا إلا إذا كان ينوي جديّا أن يدخل عالم التصوير. الثمن الذي يُدفع لشراء مثل هذه الكاميرا يمكن أن يُشترى فيه 3 كاميرات صغيرة الحجم، ملوّنة، غير معقّدة، تفي بالغرض نسبيّا، ذات عينان جميلتان! أما المهتمّون بمجال التصوير الفوتوغرافي -بالأخص الهواة- فهذه الكاميرا صُنعت لكم.
كانون
معلومة لابد منها. إن شركة كانون رائدة في صناعة الكاميرات، بالتحديد الإحترافية منها. ثم تأتي من بعدها شركة نيكون Nikon. أما الآخرون فأطفال مهما حاولوا إثبات رجولتهم. هذا رأيي و رأي معظم محترفي التصوير.
مرحلة أخذ القرارات
بعد أن بعت كاميراتي قبل أسبوعين شعرت بضرورة لشراء كاميرا جديدة و كان أمامي خياران: إما أن أشتري كاميرا مدمجة و إما كاميرا DSLR، أي أحاديّة العدسة (راجعوا أنواع الكاميرات). كاميراتي السابقة كانت كاميرا مدمجة متطوّرة و لم يكن هناك داع لشراء واحدة تشببها أو تتقدّمها بشيء بسيط. و بما أنني مهتم كثيرا بمجال التصوير -كهواية- قرّرت أن آخذ خطوة كبيرة بدخول عالم الكاميرات الإحترافية. بعد ذلك وجدتني محاصرا بسؤال مهم: أي كاميرا أختار؟ في البداية إسبتعدتُ ماركة كانون لأن كاميراتها باهظة الثمن بالمقارنة مع الماركات الأخرى مثل Sony و Panasonic و Pentax و غيرها. إلا أنني -وبعد موجة بحث و قراءة و فحص و تدقيق في بحر الإنترنت- خلصتُ إلى قاعدة مهمّة: كل كاميرا ثمنها داخلها. أعني بذلك أن الكاميرا الباهظة الثمن ستجد فيها المميزات التي تستحق ذلك المبلغ، و أن الكاميرات الرخيصة رخيصة!
في المقابل، هذا لا يعني أن الجميع عليه أن يدفع ثمن كاميرا باهظة الثمن. على المرء أن يسأل نفسه قبل شراء أي كاميرا إحترافية:
- كم هو المبلغ الذي تقدر أن تدفعه؟
- ما الغرض الذي ستشتري الكاميرا لأجله (التصوير الليلي، التصوير عن بعدقرب، الأشياء المتحركة إلخ…)؟
أهم 3 مواقع ساعدتني على تحديد خياري كانت: موقع dpreview.com و موقع أمازون و موقع trustedreviews.com .. موقع dpreview.com من أشهر مواقع التصوير الرقمي، فيه كل ما يتعلق بهذا المجال من معلومات و أفكار، و فيه صفحة الـ side-by-side الرائعة و التي تسمح بعرض مختلف انواع الكاميرات بجانب بعضها البعض لمقارنة مواصفاتها. أما موقع أمازون فأستدل فيه عادة على أسعار الكاميرات في أمريكا. و غالبا ما تكون أسعاره أقل بكثير من تلك المعروضة في العالم العربي. و لما لم أتمكن من شراء الكاميرا منه و شحنها إلى أمريكا ثم أجد من يرسلها لي، إضررت أن أشتريها من الإمارات بسعر مرتفع. أما الشيء الثاني المهم في هذا الموقع هو آراء الزوار التي يطرحونها حول الكاميرات. ما يحدث أن كل زائر يشتري كاميرا من موقع أمازون يقوم بكتابة وجهة نظره حولها، و بما أن معظم الزوار جدّيين و خبراء في مجال التصوير، تكون التعليقات مفيدة جدا. أما موقع trustedreviews فإسمه على كسمه. هذا الموقع يناقش رأيه حول الكاميرات بنظرة معمّقة، و الأجمل فيه أنه يعرض نماذج لصور ملتقطة بالكاميرات التي يناقشها ليبّن نقاط القوة و الضعف فيها.
عالم الـ DSLR
لا أنكر أن الإنتقال من عالم التصوير بالكاميرات العادية المدمجة إلى عالم الـ DSLR فيه الكثير من التحدّي. سأذكر بعض تلك التحديات و التي أبدءها بما ذكرته آنفا – الصعوبات الماديّة. فكاميرات الـ DSRL ليست متوفرة حاليا بما يقل عن 450 دولار. أضف إلى ذلك أن تلك الكاميرات يمكن تغيير عدساتها و لكن العدسة التي تكون مرفقة مع الكاميرا لا تفي بالغرض في معظم الأوقات لأنها غير قادرة على إلتقاط أشياء بعيدة. و بالرغم أنه يمكن شراء الكاميرا من دون العدسة المتواضعة التي تكون مرفقة معها، إن أي عدسة بديلة قادرة على تقريب الأشياء البعيدة، و بنفس الوقت إلتقاط صور قريبة، ستكون باهظة الثمن – دعوني أقول أنها لن تكون أقل من 200 دولار. أما الكاميرات العادية فعدساتها تكون ملتصقة بالكاميرا و لا يمكن تغييرها، لكنها تتمتع بمزايا جميلة إذ تتوفر غالبا بقوة تقريب (زووم بصري) عالية. بإختصار، يحتاج كل شيء في عالم الـ DSLR منك أن تمدّ يدك إلى جيبك! التحدي الآخر هو التصوير من خلال منظار العين (viewfinder)، و ليس من خلال شاشة الـ LCD. بالطبع جميع الكاميرات العادية مدعّمة بشاشة LCD لتسهيل عملية التصوير. أما كاميرات الـ DSLR فمعظمها مصممة للتصوير من خلال المنظار، و إن كان يوجد في أغلبها شاشات لعرض الصور التي يتم إلتقاطها. كاميرات الـ DSLR الحديثة تدعم تقنية liveview التي تعرض لك المشهد الحيّ الذي تراه أمامك على شاشة الـ LCD، و لكنها لازالت بعيدة عن مرونة شاشات الـ LCD في الكاميرات المدمجة. لذا أجدني الآن مضطرا أن أتصرف كما يتصرف المصورون المحترفون – ألتقط صوري من المنظار!
450D
هذه الكاميرا تقف بين كاميرات الـ DSLR المتقدّمة و المتواضعة. الجميل فيها أنها تصارع جميع كاميرات الـ DSLR الشبيهة لها و المصنّعة من قبل شركات أخرى، بالأخص Sony و Nikon. إنها الكاميرا الوحيدة التي تلتقط الصور بجودة عالية في ظلمة الليل، بينما شبيهاتها تعاني من مشكلة الصور "المحبحبة" أو ما يُطلق عليه noise. لقد أثبتت شركة كانون قوّتها من خلال تحدّيها لهذه المشكلة التي تشكّل العقبة الأساسية أمام أي مصوّر. الكاميرا تحتوي على مزايا عديدة، مثل شاشة LCD بحجم 3 إنش. كما أنها تلتقط الصور بمعدّل 3.5 صورة في الثانية. أما بطاريتها القابلة للشحن فتجدها بعد إلتقاط 800 صورة تقول لك "هيا إلتقط أكثر!" تدعم الكاميرا تقنية liveview و لكنها ليست عملية كثيرا، إذ يصعب التركيز (focus) على الأشياء من خلالها. أما التركيز بواسطة المنظار فسريع كالبرق. هذا أهم ما يميّز الكاميرا و ما جعلني أختارها شريكة لحياتي.
كلام تقني .. coming soon
سأخصص إن شاء الله مقالات أتكلم فيها عن النواحي التقنية المتعلقة بعالميّ الـ DSLR و الكاميرات المدمجة. أمهلوني بعض الوقت لكي أتعمّق أكثر فيهما. ترقّبوا أيضا عما قريب مقالا عن هاتف الـ iPhone الذي إشتريته قبل أيام و سأبيعه بعد أيام!