التقنية في الدوائر الحكومية..لاتغيير حتى لانطير ؟
لا يوجد شيئا أثقل على كاهلي من مراجعة دائرة حكومية, ولا أشد مغصا على معدتي عندما أتذكر أنني ذاهب لا محالة إلى تلك الأماكن.
الدوائر الحكومية بشكلها العام أصبحت تساعد على ضياع وهدر أوقات الناس, وهي من أكثر الأسباب في رجوعنا للوراء خطوات كبيرة.
قبل خمس سنوات ذهبت لاستخراج جواز سفر في جوازات المنطقة الشرقية وتحديداً في مدينة الدمام.
وجدت من التعقيد والطلبات التي لهم الحق فيها, ولكن الأمر الذي ضايقني جدا, وضايق المراجعين هو كثرة تعطل النظام أكثر من مرة خلال ذلك اليوم.
قلت في نفسي ربما هي حالة نادرة ويتم تفاديها, وأطبقت لساني في فمي وقلت كفاني بحثا عن المثالية فهذه أخطاء وأعطال تحدث في كل مكان, وهممت في إنهاء إجراءات الجواز, وخرجت فرحاً بعد ساعات طويلة, عندما أعلن الموظف ونادي بأعلى صوته باسمي لأحصل على الجواز.
قبل يومين عاد التاريخ, وعدت أنا إلى ذلك المكان الجميل, وذلك بسبب انتهاء صلاحية الجواز, ومرور الخمس سنوات على إصداره.
وعندما اقتربت من الدخول إلى بوابة الجوازات تفاجأت بوجود بعض الشباب الذين يقومون بتسديد المخالفات ورسوم الجوازات من خلال هاتفهم النقال.
قلت ياساتر إلى الآن لم يتم ترقية النظام لكي يقوم بتنفيذ ذلك.
وليت المشكلة انتهت إلى هذا الحد, ولكن الأدهى والأمر أنني عندما دخلت المبنى تفاجأت بأحد المراجعين يسأل أحد الموظفين ( هل لازال النظام متعطل أم تم إصلاحه)
يومها دارت بي الدنيا وثرت غضبا لدرجة لاتتصوروها, فأنا قادم من مسافة 70 كيلو, وتركت عملي وخصصت هذا اليوم بكامله لأنهي إجراءات تجديد الجواز.
أيعقل أن دائرة حكومية بحجم الجوازات لاتستطيع إبرام عقد مع الشركات الكبيرة مثل أوراكل أو ساب أو سيسكو أوغيرها من الشركات, لعمل برنامج متكامل قليل الأخطاء والأعطال.
أليس وقت الإنسان من ذهب, أليس المراجع لديه عمل وأهل وأعمال أخرى يستطيع إنجازها في السبع ساعات التي يقضيها داخل مبنى واحد لتجديد جواز سفر لتغيير الصورة وتغيير تاريخ الإصدار.
للأسف فنحن شعوب تذهب أعمارها في طوابير الانتظار عند الدوائر الحكومية.
وغالبية الموظفين في الدوائر الحكومية يعتقد أنه يقدم لك الخدمة ممنوناً عليك, ولا أتفاجأ عندما أرى المراجع ذليلاً منكسرا أمام الموظف عند تقديم طلبه, خوفا من أن يقول له راجعنا بكره أو لماذا لم تأتي ببعض الأوراق والتي لم تذكر أساساً من ضمن الأوراق المطلوبة لتنفيذ معاملة المراجع.
رسالة لمن يهمه الأمر… حان الوقت لتغيير الإدارات العجزة والتي لا ترغب التغيير حتى لاتطير.
شكرا لكم ودمتم بخير.
الصورة من جريدة الرياض
That’s really thinking at an imrpesvsie level