لم يزل عشرات الآباء يمنعون أبنائهم من استخدام الانترنت أو دخوله منازلهم ليس بسبب التكلفة الإضافية التي قد تزيد من استهلاك الأسرة فقط بل لأن لديهم اعتقاداً مؤكداً بأن الانترنت لن يقدم للأسرة إلا فساد الأخلاق وضياع الأوقات وجلب المحظورات….
ورغم أن هذا الاعتقاد تناقص عما كان عليه قبل سنوات إلا أنه لم يزل موجوداً ربما لأن أحداً ما لم يخبرهم بأن الانترنت يعتمد أولاً وأخيراً على المستخدم وكيفية استخدامه فهو كما يقول أحدهم كــ (كأس) في يدك تملأه خمراً أو عسلاً باختيارك فإن شئت شاهدت مئات الأفلام الممنوعة والصور المحظورة وكل مايفسد دينك ودنياك وإن شئت اطلعت على مئات أخرى من الكتب والبرامج والمقالات والموسوعات التي قد تجعل منك خبيراً في أحد العلوم وتقودك للتعليم والتطوير الذاتي.
فأي صنف ستختار؟!!
لا أنكر أن الرقابة مطلوبة من الآباء وخاصة للأطفال أو في سنوات المراهقة ولكن قبلها يجب الاهتمام بالتربية السليمة والتوعية وتعليمهم التمييز بين الخطأ و الصواب والقرب من الأبناء لتتولد لديهم قناعات داخلية بعدم حاجتهم لكل محظور لأن المنع القهري ليس حلاً جذرياً للمشاكل ولا رافداً أساسياً في التربية.