قبل يوم أصدرت الحكومة اليمنية قرارا يستوجب إغلاق محلات بيع السلاح التي يملكها العديد من المواطنين وطلبت الحكومة من أصحاب المحلات التعاون معها و تسليم الأسلحة وذلك دعما للأمن والسلام في البلد الشقيق.
الخبر جميل جدا فاليمن يعاني من مشاكل في الأمن فالجميع مسلحون وإن كنت شجاعا وتحمل سلاح فالجميع شجعان ولا أحد أحسن من حد .
وعندما انتهى الخبر تذكرت موقفا حدث لي قبل عامين من الآن .. فذات يوم وأنا عائد من مدينة الرياض إلى المنطقة الشرقية في يوم عصيب حيث الإعصار المخيف الذي لايجعلك ترى حتى يديك
ومع شدة (الهلع) والخوف حدث مالم يكن في الحسبان حيث انفجر إطار السيارة الخلفي فاضطررت للتوقف مكرها أخاك لابطل وذلك لتغيير الإطار كما يفعل الكثير من البشر.
فلنتخيل الموقف معا…. ليل دامس وعصيب والإعصار الذي لايمكن لعينيك الجميلتين أن ترى شيئاً,وملابسي التي لم أعد أشعر بها والبرد الشديد وكل شيء من حولك يوحي إلى أنها آخر ليله في العمر
وكل هذا كله يهون عندما هو أعظم .. حيث كان بالقرب مني مجموعة من البشر المريبين في أمرهم والمخيفين في أشكالهم وكل شيء فيهم مخيف.
وتذكرت حينها أحد الزملاء الذي قال لي بالحرف الواحد يابدر لما لاتحصل على سلاح مرخص من الدولة وتحمله معك فأنت تسافر مرات عديدة ومتكررة والحذر واجب
وحينها أقول له: لا تكن جبان يا أخي وتوكل على الله و الحمد لله نحن في بلد الأمن والأمان ولله الحمد, ولكن حينما حدث ماحدث قلت في نفسي صدقت يا ناصر فالحذر واجب والإنسان يجب أن يعرف أن الحياة ثمينة وأن نصف الشجاعة خوف ولكن حدث ماحدث.
ولا أخفيكم فلأول مره ينتابني الخوف بهذه الشدة فلا أملك حتى سكين خضار أو بصل للدفاع عن نفسي ..
فأنا أريد الدفاع عن نفسي وأكرر الدفاع عن نفسي, لا أريد أن أوذي أحدا , أنا لا أستطيع أن أوذي أناسا بكلام جارح فكيف بجرح قد يودي به للموت .
وهنا تقع المشكلة التي عجزت التقنية عن إيجاد بديل لها وهي أسلحة خاصة بالمسالمين مثلي وأشكالي الذين يريدون الدفاع عن أنفسهم فقط فأنا عندما أحمل سلاحا للدفاع عن نفسي فحينها أتحول إلى مجرم . أقوم بعملية قتل لكي لا أُقتل فتكون هنا المصيبة , ألا يوجد سلاح أقذف به على المجرم فيجعله لا يتحرك ولا يقتلني بدون أن يموت فأتهم أنا في قتله أو إيذائه.
السلاح هذا يكون للناس الذين يريدون الدفاع عن أنفسهم فتقوم الحكومة بترخيص هذا السلاح فقط. أما الأسلحة الهجومية تكون ممنوعة ومن يحملها يجب أن يرمى بالسجن.
القصص كثيرة التي تحدث هذه الأيام بسبب انتشار الأسلحة بين الناس ولحادثة الطائف المؤلمة أكبر دليل فتيتم الأطفال ونساء أصبحنا أرملات في لمح البصر بسبب رجل أرعن كان يحمل السلاح كما يحمل سيجارته.
كفانا الله شر الأسلحة ومخاطرها وأدام الله عليكم الأمن والأمان. ودمتم بخير دائما وأبداً.