مقالات

المحتوى العربي يعيش تحت خط الفقر!

alt

دائماً ما نردد أن المحتوى العربي فقير وأنه في حال يرثى لها، ونتطرق للأسباب ونجلد ذواتنا على هذا الشيء المخزي متناسين الأهم وهو إيجاد حلول لتلك المشكلة التي لن أبالغ إن قلت أنها نغّصت عيش الكثيرين من الذين يهتمون بالمحتوى العربي وجودته, فنحن توجهنا للبكاء على الأطلال بدلاً من العمل على حل تلك المعضلة التي نعاني منها، لذا قررت أن أكتب في هذه المقالة حلولاً أراها مفيدة للارتقاء بالمحتوى، ما سأذكر من حلول ليس حصراً لكنها الحلول التي أرى أننا نحتاج لتطبيقها بشدة:

  1. ترجمة المصادر للعربية, فكما فعل المأمون في عصر خلافته للدولة العباسية عندما طلب الإمدادات من المدن الرومانية بالكتب اليونانية خاصة كتب الرياضيات والطب والعلوم لتتم ترجمتها للعربية، وذلك ليبدأ الطلاب العرب حيث انتهى من سبقهم.
  2. مشاركة الخبرات, بعضهم يرى أنه ليس بحاجة مشاركة خبراته مع الآخرين من دون مقابل مادي ظناً منه أن ذلك لن يفيده، وهذا خاطئ، فأنت إذا تشاركت بخبراتك مع الآخرين ستشجع أصحاب الخبرات الأخرى لمشاركتها، فتستفيد أنت من تلك الخبرات التي في المجالات الأخرى مما تجهل.
  3. الكتابة بالفصحى, يعمد نسبة لا يستهان بها من المستخدمين العرب للكتابة باللهجة "العامية" التي قد لا يفهمها سوى أبناء جلدته، فتذهب كتاباته هباءً منثوراً .
  4. احترام وحفظ الحقوق الفكرية للآخرين, هذه من أكبر المعضلات التي قد تواجه أي شخص في الانترنت خصوصاً في إقليمنا العربي لعدم وجود مؤسسات تحمي أصحاب الحق من سرقتهم، وهذا ما يجعل بعضهم يعيدون التفكير ملياً قبل مشاركة معلومة على هذه الشبكة, مما يجب أن يكون هناك وعي لدى المستخدم أن تعديه على حقوق غيره هو شيء منافي للدين الإسلامي والأخلاق أيضاً، وأن يكون رقيب ذاتي على نفسه.
  5. إنشاء محتوى خاص, هذا شيء مهم جداً للارتقاء بالمحتوى العربي, ويمكن ذلك على سبيل المثال بأن تكتب المقالات التي أتت من أفكارك ومجتمعك, وحتى إن كان تخصصك ليس به محتويات تبتكرها بإمكانك أن تبتكر بطريقة عرض تلك المعلومة.

هذه حلول أرى أنه لو طُبّق جزء منها ستكون نقلة نوعية للمحتوى العربي – بإذن الله، وما ذكرته ليس حصراً للحلول فالقائمة تطول، لكن أردت أن أذكر المهم منها فقط. وأترك المجال لكم زوار عالم التقنية للمشاركة بالحلول للارتقاء بالمحتوى.

فما هي الحلول لمشكلات أخرى تواجهنا أيضاً في المحتوى العربي؟

‫21 تعليقات

  1. بالنسبة لي سرقة الحقوق اعتبرها اكبر العوائق والواحد يفكر الف مره قبل ما ينشر اي شئ على الإنترنت لأنه بعد دقيقه سيجد ما كتبة نسخ ولصق في عشرات المواقع ودون اي اشارة الى الكاتب الاصلي بل ان بعضهم يتمادى وينسب ما سرق الى نفسه

  2. أعتقد أنه توجد المزيد من الأسباب وراء فقر المحتوى العربي :

    – ربما تقوم ببذلك الكثير من الجهد لإنشاء محتوى عربي علمي مختص ولكن في كثير من الأحيان لا تجد من يطلع عليه أو لا يصل عدد المطلعين إلى عدد يشجعك على بذل المزيد.

    -المطلعين على المحتوى العربي قد يكونون سبباً في عدم تطور هذا المحتوى فهم في الغالب يقرؤون ثم يذهبون والقليل بل النادر منهم من يضع لك تعليقاً يحفزك على بذل المزيد.

    -أعتقد أن من الأمور المهمة جداً وخصوصاً لي أننا دائماً نريد بدء المادة العلمية من الصفر لأنه لا يوجد من بدأها بشكل جيد عربياً خصوصاً في علوم الكمبيوتر والبرمجة فأنا عندما أريد إنشاء موقع برمجي أو مدونة أبدأ بعرض دروس للمبتدئين وذلك يؤخر تطور الإبداع البرمجي فبدلاً من أن أضع حلولاً معقدة وابتكارات ونصائح أقوم بوضع دروس مبتدئين تافهة والمواقع الأخرى على نفس المنوال.

    -أما بالنسبة للحقوق فهذا حقاً شيء مهم لأن الكثير من العرب لم يسمع بما يسمى بالحقوق … فأنت تعيش في أرق دائم وتقول في نفسك متى سوف يسرق موضوعي إلى المنتديات :0

    أنا أعمل على مشروع ضخم جداً سوف يغير مجرى المحتوى العربي ولكن المشروع لا يزال قيد التنفيذ لأنه ضخم قليلاً ويحتاج الكثير من الوقت.
    أسميته fahwa.com

  3. 1-الزوار
    لايشجعني الكتابة في منتدى أو مدونة قليل زوارها

    2 -عدم الردود
    تكتب موضوع او مقال وقد طالعة 1000 لم يرد منهم احد وكأن موضوعك غير

  4. مشكلة السرقة ليسرقوا كيفما أرادو طالما هنالك مستفيدين وناس تشعر بأنها إستفادت من كلام كتبته يدي . يا إخوان لاتقلقوا وتجعلو هذا الشيء عائق. والله شيء جميل ويسعدني إذا رأيت مقال لي ينتشر بطريقة فيروسية ! :)

    وتذكروا أنه صلى الله عليه وسلم قال :(( إذا مات إبن آدم إنقطع عمله الا من ثلاث .. وذكر منها “علماً ينتفع به” )) لاتقلق رب العباد لايضيع حقوقك

    مسألة ذكر المصدر : أتفق معكم … لكن مابليد حيلة :(

    مشكلة التي تكرّهني في المحتوى العربي أن أغلبه منتديات , والمنتدى الغير شديد الإختصاص بمجال بمعين بنظري فوضى عارمه مقارنة بالمواقع والمدونات وصعب أرشفتة , لذا يختبص الحابل بالنابل وقد تضيع المواضيع المفيدة بين أطنان من المواضيع التافة والصدئة.

    بعض الزوار الغير مرغوبين , الذين لاهم الي أفادوا ولاهم باللي سكتوا على الأقل !
    شغّالين ومشغلين غيرهم بأمور تافهه : تثبيط همم , أينشتاينيين , سياسة , عنصرية وقومية , شكوك , حلبات مصارعة ومشاكل على تفاهات أشياء تثير جنونك ياااااااه كم أكرههم والله يعين عليهم

    أشكرك أخي الكريم على المقال واشكر من علق , حقيقة ذكرتم أشياء كثيرة كنت أجهلها .. بارك الله فيكم

  5. ما يجعلنا أبعد حتى من خط الفقر هو كوننا لا نصنع المُحتوى بل نشتريه ..

    لا أقصد بالشراء .. عملية العرض و الطلب و لكني أقصد أننا مُجرد مُستهلكين لمُنتجات الغير ..

    إنقادجيت .. نيو وين .. آرس تكنيكا .. قيزمودو .. آي ستارتد سمنثينق ..يوكت ناو .. ألخ

    هذه المواقع تبحث و تصنع الخبر ونحن ننقل منها لا أكثر و لا أقل ..

    ما نحتاجه هو أن نكون من صناع الحدث .. وما نحتاجه هو الحياد في طرح المحتوى .. وما نحتاجه أيضا هو أن ننظر إلى ما هو أبعد الإرث التاريخي اللذي جعلنا نجلس في مؤخرة القافلة .. هم ينظرون للأمام في حواراتهم ونقاشاهم و نحن نتراجع للخلف ..

    أعطي مثالا بسيطا ..

    الأوبن دور انتهى قبل قترة في الرياض و جدة .. و لكن كم من المواقع غطت الحدث ؟؟ واحد فقط و البقية كوبي بيست ..

    كم من الأحداث ننتظر أن تذهب لكي نعي بأننا قد قوتنا الكثير ؟؟

    و غير ذلك فليسمح لي الجميع ..تغطية معرض جايتكس هزيلة جدا .. مثل هذا المعرض كان ليلاقي تغطية أفضل تعطيه حقه لو كانت من قبل مدونات أجنبية ..

    الإعتراف بالخطأ هو بداية الطريق لإيجاد الحل ..

    تحياتي

  6. أتفق كثيرا مع الأخ محمد فارس
    مثلما تطلب محتوى فنحن نطلب قراء من حيث الكمّية فالعدد فقير وقراء من حيث الكيفة بتفاعلهم.

    اضيف نقطة أخرى وهي أن من يُنتح مجتوى لابد أن يبذل جهد في تسويقه من خلال
    على محركات البحث SEO
    على مواقع الشبكات الإجتماعية

  7. معليش اخوي المحتوى العربي فقير ايه ,, لكن راح يغنى ان شاء الله وملامح الغنى ملموسه في واقعنا اليوم ,, اشكرك على ذكر هذه النقاط المهمة لحل هذه المشكلة ,,

  8. هو موضوع حسّاس و شائك و تجد الكثير من طلبة العلم يشتكون من هذه النقطة حتى يستلسموا و يلجأوا إلى المصادر الأجنبية..
    أجد أن المشكلة إضافة لما طرحه الأخ الكريم هي في :
    1- الكسل و عدم وجود رغبة حقيقة في التطوير و التغيير.
    2- اللهجات و تبنيها بشكل رسمي من بعض الدول فتجد مثلا ويكي wiki لدولة تشترط أن تكون الكتابة بلهجة الدولة المحكية وليس اللغة العربية.
    3- رسخت فكرة في أذهان الكثيرين أن نقل معلومة من موقع إلى آخر هو إغناء للمحتوى العربي (حتى لو أشار إلى المصدر).
    4- عوائق لا يمكن السيطرة عليها كحجب مواقع علمية مشهورة مثل ar.wiki.org و لا يسمح بالنشر أو الإطلاع عليها و كذلك حجب المدونات مثثل مدونة Google.
    5- عدم وجود اتفاق و توحيد للمصطلحات و الألفاظ العلمية الدارجة مما يجعل ما يُكتب غير مفيد لحد ما.
    6- عدم وجود إطار تنظيمي فتكون الجهود عشوائية قد تفني بعضها البعض.

    لعل الفرج قريب .. وتبقى الجهود الفردية و شبه الفردية المتفرقة أفضل من اللاشيء ..

  9. أوافق الأخ MBO في تفاؤله، أنا متفائل أن المحتويات العربية تسير في الطريق الصحيح، قارن اليوم مع ما كان عليه الحال في بدايات التدوين العربي عام 2003 وسترى الفرق كبيراً وإيجابياً.

    شخصياً أرى أن التعويل يكون على الجهود والمبادرات الفردية قبل كل شيء آخر، لن أضع أملي في مؤسسة ما سواء كانت حكومية أو خاصة أو غير ربحية إلا إذا ظهرت نتائج جهود هذه المؤسسة ورأيت فعلاً أن هناك محتوى مفيد تقدمه.

    ما نحن بحاجة له كثير، من بين ذلك هو تدرب المتخصصين على النشر الرقمي، أعني بالمتخصصين هنا أي شخص لديه معرفة في أي مجال غير الحاسوب، مهندس زراعي مثلاً، أو موجه تربوي أو أي شيء آخر، هؤلاء بحاجة لتعلم مهارات النشر في الشبكة لتعزيز المحتوى، لا يمكن لهؤلاء الاعتماد على الآخرين، ولا يحتاج هؤلاء لتعلم الكثير خصوصاً مع توفر جميع أدوات النشر مجاناً وهي سهلة الاستخدام.

  10. الموضوع ذي شجون وقد أثير في مؤخراً في الثلاث سنوات الماضية حتى على مستوى الحكومات، وتولدت عنه مشاريع ومبادرات اقليمية ومحلية، لكن النتيجة لا شيء.
    ما قمت بعرضه هي من صلب الحلول، لكن نحتاج حقيقة إلى سياسة وطنية من أجل صناعة المحتوى العربي الرقمي وليس مجرد إثراء كما يضنه البعض. الصناعة هنا لفظ كلي ينطوي تحته الايجاد والتحويل والتعزيز والبناء والتطوير والانتاج واخيراً التقييم.
    بارك الله فيك أخي خالد على احساسك وسعيك لإيجاد الحلول.

  11. وضع مبكي مخزي ,,

    و اكثر ما يقهر , هو تلك المواقع العربية التي يكون نصف محتواها عربي , و الآن إنجليزي (بالنسبة للمشرق العربي) أو فرنسي (بالنسبة للمغرب العربي)

    على كل حال . اشكرك على اقتراحاتك الجميلة استاذي

  12. السلام وعليكم هذا الموضوع هاام جدا
    أنا مع الأخ “بركات” في رأيه
    ولكن ايضا اعتقد ان الكثير من الناس لا يعرفون او لا يفكرون عندما يسرقون او ينسخون او يستفيدون او….. الخ
    انهم يأتون على حق احد والفكرة الشائعة بين الغالبية ان كل ما على المواقع المجانية تقريبا دون ثمن يمكن ان يفعلو به مايشاؤون

    اما بالنسبة للغة العامية رغم اني لا اشعر بأي صعوبة باستخدامها الا أني احب ان اتواصل مع ابناء بلدي بلهجتنا الخاصة
    لأن الفكرة انه من يستخدم اللغة الفصحى فهو معقد واضافة انها تحتاج وقت اكبر للكتابة

  13. بالنسبة للمحتوى العربي صراحة هنالك جهود شبابية تدعو للتفائل حيث ان هنالك مشاريع على مستوى بسيط أو كبيرأمثال عبدالله عيد وغيرهم انا عن نفسي قمت بإنشاء موقع أشرح فيه بالفيديو أي شيء أعرفه وفي أي مجال وأنا أدعوا كل الشباب المسلم أن يقدموا لدينهم وأمتهم العلوم والفنون التي يتقنونها وأن يتعاونوا بحيث تصبح هنالك مجموعات تقنية وان كنت ارى حالياً انه صعب أن تجد شريك يشاركك مثل هذا الهم على كل حال موقعي www,more4arab.com

  14. رأيي أن مسألة حفظ الحقوق هي الأدنى مرتبة في الأولولية، و النسخ لم يمنع متحدثي لغات أخرى من خلق محتوى جيّد و نشره، نسبة الأعمال إلى أصحابها هو المطلوب و هو ما يتطلب تغييرا في الثقافة، بالمعرفة تنتشر بالنسخ، ليس بأي سبيل آخر.

    الكتابة بعربية قياسية مهم للغاية في مراكمة المعرفة.

    لكن ما ينبغي أن يأتي في الدرجة الأولى، و قبل الترجمة، هو أن تنشر المؤسسات العربية الحكومية و شبه الحكومية وثائقها و تقاريرها و ملفاتها و الجامعات أبحاثها في صيغ مفتوحة و بتنسيقات جيدة و فهرسة مدروسة تيسر إعادة استخدامها و نسخها و تدويرها. هذا هو ما ينقصنا و أغلب مؤسساتنا التي لديها محتوى لا تنشره، أو تنشره بأساليب معيقة لاستخدامه رقميا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى