مقالات

التقنية للجميع , شعار أم حقيقة ؟

حاول علماء الذكاء الإصطناعي تطوير تطبيقاتهم وبرامجهم لتكون أكثر مضاهاة لحواس الإنسان وذلك من خلال اكسابها القدرة على التفكير والفهم , وكان من نتائج هذه المحاولات تطبيقات التعرف على الكلام أو ما تُسمى بتطبيقات Speech Recognition  , ظهور هذه التطبيقات ساهم وبشكل ملحوظ في مساعدة ذوي الإحتياجات الخاصة وكذلك مساعدة من ليس لديهم معرفة بالحاسب الآلي فمع هذه التطبيقات لن يحتاجوا لا إلى لمس الفأرة ولا حفظ أماكن الحروف على لوحة المفاتيح كل ما يحتاجونه لاقط صوت وصوت واضح.

و لهذه التطبيقات خطوات معينه تعمل على أساسها لتنفذ مهمة التعرف على الكلام ولكن قبل توضيحها يجب الأخذ بالإعتبار أن مهمة التطبيق هو التعرف على الكلام وليس فهمه , وهذا يعني أن التطبيق لا يهتم بأي لغةٍ أتحدث ولكن الأهم أن يحتوي التطبيق على الصوت اللغوي (phoneme) المُكوّن للغة التي أتحدث بها .
وليعمل تطبيق التعرف على الصوت بشكل جيد يحتاج إلى استقبال صوت خارجي وذلك من خلال المايكروفون بعدها يتم تحويله من إشارات كهربائية إلى رقمية (ليتعامل مع الحاسب ) وهذه مهمة كرت الصوت بعدها يتم تقطيع الإشارة الصوتية إلى كلمات ثم إلى أصوات لغوية , والأصوات اللغوية لكل لغة تختلف عن الأخرى فنجد مثلاً في اللغة العربية الأصوات اللغوية تشمل نطق الحروف الثمانية والعشرين و توضيح طريقة نطق الحروف إذا لحقها مد و نطق التنوين والحروف مع الحركات التشكيلة وغيرها من الأمور ( أقرب مثال توضيحي لهذه الأصوات اللغوية هي طريقة نطق الجوال لاسم المتصل ) ولكن هنا في تطبيقات التعرف على الصوت تُستخدم الأصوات اللغوية من أجل مطابقة الصوت الوارد  بما هو موجود في قاموس الكلام المحتوي على الأصوات اللغوية وهذه مهمة برنامج معالج الكلمات ويترتب على هذا مراعاة عدة عوامل تؤثر على استلام الصوت منها البيئة المحيطة والضوضاء ووضوح الصوت وكفاءة المايكروفون وسرعة الكلام وغيرها من المؤثرات التي يتميز كل تطبيق عن الآخر في التغلب عليها .(بقية المقال بعد الفاصل )

تطبيقات التعرف على الكلام كثيرة ومتعددة وكل منها له ميزاته وعيوبه وتختلف باختلاف مستويات كفاءتها أحد أمثلها القوية موقع  e-Speaking والذي يقدم برنامج مميز يعمل على التعامل مع البرامج وتحديداً برامج الأوفيس بشكل عالي الدقة وهذا الفيديو  يبين لكم لأي مستوى وصل

ولقد قمت بتنزيل البرنامج لتجربته فلم يعمل لأنه لا يدعم العربية ويحتاج ويندوز النسخة الإنجليزية فوجدت برنامج آخر لا يقل شهرة عن السابق وهو IBM ViaVoice إلا حجمه 200 ميغا تقريباً بينما حجم البرنامج السابق 2.6 ميغا فقط !!
وفي مقابل خدمة ذوي الإحتاجات الخاصة كانت هناك خدمة ذوي الإعاقة البصرية وذلك من خلال استخدام تطبيقات توليد الكلام أو ما تُعرف ببرمجيات Speech Synthesis وتقوم على نفس مبدأ برمجيات سماع الصوت وتستخدم نفس عناصرها ولكن بالمقلوب بحيث تبدأ من مطابقة المكتوب مع الموجود في القاموس ثم بعد ذلك اصدار الصوت اللغوي من خلال سماعات تكبير , فلو كانت الكلمة المكتوبة عالم التقنية مثلاً وأراد البرنامج نُطق كلمة عالم فلديه طريقتين الأولى أن يجمع الأصوات اللغوية التالية ( العين مع المد , اللام , والميم ) ويركبها مع بعضها البعض لنطقها ككلمة واحدة إلا أن هذا يعني اصدار صوت آلي بعيد عن الصوت البشري الطبيعي الطريقة الثانية هي أن يحتوي القاموس لا على أصوات لغوية بل على كلمات تشمل كل الكلمات الممكنة والمتوقعة في اللغة العربية وهذا يعني أن كلمة عالم ستنطق بصوت بشري واضح صحيح ولكن هذا يحتاج إلى مساحة تخزينية كبيرة وسرعة في البحث عن الكلمة المطابقة بين أكوام مئات الكلمات وربما آلاف !

هناك العديد من برامج قارئات الشاشات سواء على شاشة الكمبيوتر أم على شاشة الجوال , وكانت لي تجربة مع أحد المواقع الذي يقوم بقراءة محتويات الصفحة دون الحاجة إلى تحميل برامج وهو موقع WebAnywhere حيث يوفر امكانية قراءة محتوى الموقع من نص وصورة و حتى الروابط فيوضح لي حين أقف على رابط أن هذا رابط  كما يقرأ كل ما أكتبه لأتأكد أن الإدخال كان صحيح إلا أن الموقع لا يدعم العربية وللأسف بحثت عن برنامج يدعم العربية يمكن تحميله و تجربته فلم أجد , بالتأكيد يوجد برامج تدعم اللغة العربية ولكنها غير متوفرة لا بنسخة مجانيه ولا تجريبيه ! – حسب نتيجة بحثي على الأقل – . وسأكتفي بالإشارة إلى مقطع فيديو يظهر فيه المبرمج الكفيف عبد الله الشهري وهو يستخدم برنامج قارئ للشاشة بالعربي

في ثنايا حديث الأستاذ عبد الله ذكر ضرورة تمكين قارئات الشاشة من قراءة المواقع هنا تذكرت مقال لأختي سلوى القاسمي يتحدث عن  حملة دعوهم يتصفحون الويب مثلكم والتي تهدف إلى نفس ما دعى إليه .

وبذلك أصبحت التقنية للجميع وليست حكراً على الأصحاء , أملي كبير أن تتطور هذه االتقنيات وتدعم اللغة العربية بشكل جيد لنعطي فرصة أكبر لكافة فئات المجتمع لأن تكون في ذات المستوى تقنياً 
هل من مشاريع عربية تدعو لنفس ما أتمناه ؟ إن كان لديكم نماذج فهنا تتوفر مساحة لعرضها :)

‫7 تعليقات

  1. مثل هذه التطبيقات لا أعتقد أنها تقتصر على الكفيف أو ذوي الاحتيجات الخاصه, فيمكن لنا توضيفها في تطبيقات أخرى.
    وربما أن أهم ماطرح في هذا المقال هو الإحتواء العربي لهذه البرامج.
    في الحقيقة حصلت في الآونه الأخيرة اجتهادات جداً طيبة ومباركة لكثير من الأخوان في تعريب كثير من البرامج أو دعمها عربيا.

    لكن لازلنا نفتقد إلى فكرة الجمعيات والاستفادة منها, فلايوجد جمعيات تحتوي مثل هذه المشاريع وتدعمها.
    لايوجد حل إلا الجمعيات فقط, لأن الحكومات لايمكن أن تدعم كل شيء.

    شكرا شاطيء الإبداع على طرح مثل هذه المواضيع.

  2. أحسنت اختيار الموضوع، أعتقد أن المهيمن على هذه الصناعة في السوق العربية هي صخر ولكن أسعار منتجاتها غالية جداً للأفراد ولايوجد نسخ تجريبية ولحد الآن لايوجد سوى مبادرات فردية عقيمة لتطوير تقنيات التعامل مع اللغة العربية.

  3. بصراحة اتمنى تتقدم التقنية اكثر من كذا ! … خصوصا لمساعدة أخواننا المكفوفين والمعاقين على الإستمتاع بالخدمات الإلكترونية مثلنا … والله الموفق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى