عندما قامت فيسبوك بنسخ فكرة القصص أو الحكايات Stories من سناب شات، بدا الأمر وكأنه سرقة وتعدّي لأكثر من سبب خصوصًا أن المحتوى في التطبيق الأصلي والتطبيقات التي نسخت الفكرة واحد؛ أي الصور ومقاطع الفيديو فقط. لكنه في حقيقة الأمر ومن زاوية ثانية ما هو إلا نقل لفكرة مُتميّزة كانت محصورة بتطبيق واحد فقط.
ولأن الهدف الرئيسي من ميّزة الحكايات هو تعزيز التجربة الاجتماعية، فإن محتوى مُختلف بحاجة أيضًا لها، فالصور ومقاطع الفيديو ليست الشيء الوحيد الذي يُثير اهتمام المُستخدم لأن مُشاهدة المُسلسلات والأفلام، إضافة إلى تشغيل الأغاني، من الأمور التي يقوم بها مُعظم مُستخدمي الإنترنت.
مثل تلك الأمور ليست عشوائية، فهي مُنظّمة في خدمات لبث المحتوى على غرار سبوتيفاي و”آبل ميوزك”، أو نت فليكس وهولو. جميع الخدمات السابقة، وغيرها بطبيعة الحال، توفّر إمكانية إنشاء قوائم تشغيل لمشاركتها مع الأصدقاء، لكنها يدوية وليست الحل الأمثل بشكل دائم. ولهذا السبب تأتي أهمّية دمج الحكايات مع الخدمات السابقة.
لو أضافت سبوتيفاي على سبيل المثال خاصيّة الحكايات، سيكون بمقدور المُستخدمين الوصول إلى محتوى جديد باستمرار، وهو أمر ستستفيد منه تلك الخدمات بشكل رئيسي. ففي خدمة “آبل ميوزك” مثلًا توجد أكثر من 40 مليون أغنية، وهو رقم كبير جدًا لن يكون أحد قادرًا على استشكافه بسهولة.
أما عن آلية العمل فلا حاجة للتعقيد؛ المُستخدم بإمكانه الضغط على زر لإضافة الأغنية -الُمسلسل أو الفلم- لحكايته اليومية التي تدوم لـ 24 ساعة فقط لا غير. كما يُمكن تبسيط العملية وجعلها آلية بعد انقضاء 30 ثانية مثلًا على تشغيل الملف.
بهذه الحالة ستتعزّز التجربة الاجتماعية على تلك الخدمات. كما ستسمح أيضًا للمستخدم بالوصول إلى محتوى جديد باستمرار بناءً على ما يقوم الأصدقاء بتشغيله. صحيح أن قوائم التشغيل موجودة وهي كفيلة بهذا الأمر، لكن المُستخدم ليس بحاجة للانتقال من قائمة للثانية في هذه الحالة، فاستخدام الحكايات أصبح مألوف جدًا، ولا يتطلّب سوى الضغط على الحكاية ليقوم التطبيق بتشغيل كل شيء بشكل آلي.
أخيرًا، لن ينفع تنفيذ الفكرة في يوتيوب على سبيل المثال لأن المحتوى الموجود في الموقع من إنتاج المُستخدم، وهذا يعني احتمالية الوصول إلى ملايين المقاطع الخبيثة أو ذات محتوى غير لائق. أما في نت فليكس، فكل شيء يتم اختياره والموافقة عليه وفق بروتوكول لضمان تقديم مُحتوى عالي الجودة، ولهذا السبب تبدو خدمات بث المحتوى في الوقت الراهن الأمثل لتبنّي هذه الصيحة لتنضم بذلك للشبكات الاجتماعية.