مقالات

الأمواج فوق الصوتية، من الأجهزة الطبيّة إلى هواتف ذكية بشاشات تمتد على كامل الوجه الأمامي

الأمواج فوق الصوتية

نجحت شركة شاومي Xiaomi الصينية بمفاجئة الجميع عند الكشف عن هاتفها الجديد Mi Mix، الهاتف الذي تحلم كُبرى الشركات التقنية، بما فيها آبل وسامسونج، بالوصول إليه بفضل شاشته الكبيرة التي تُغطّي الوجه الأمامي.

الشاشة الكبيرة التي يبلغ حجمها 6.4 بوصة بالدقّة العالية ليست سبب المُفاجئة، بل امتدادها وتغطّيتها لأكثر من 90٪ من الوجه الأمامي كان العامل الأبرز، فجميع الشركات تحلم ببناء هاتف بدون حواف جانبية على الوجه الأمامي، مع التخلّص من الأزرار للحصول على شاشة أكبر مع الحفاظ على حجم مقبول.

خلال الفترة القادمة سنرى هواتف سامسونج الجديدة، التي قد تحمل اسم جالاكسي إس 8، بشاشة تُغطّي مُعظم الوجه الأمامي أيضًا، وهو نفس الأمر الذي نتوقع رؤويته في هواتف آيفون القادمة، لكن نموذج شاومي وبما أنه متوفّر بالأسواق أتاح لنا استكشاف صيحة تقنية جديدة في عالم الهواتف الذكية يُمكن الاعتماد عليها بالفعل، وهي الأمواج فوق الصوتية Ultrasound.

بشكل عام ولفترة طويلة استُخدمت الأمواج فوق الصوتية في مجالات مُختلفة وتحديدًا الطبيّة، لكن وفي الهواتف الذكية كانت الأشعّة تحت الحمراء هي المقصد الأول لمُعظم الشركات عند الرغبة في تضمين مُستشعر لتحديد بُعد الهاتف عن الرأس؛ الشاشة تتوقف عن العمل عند تقريب الهاتف من الرأس أثناء إجراء مُكالمة بسبب وجود هذا المُستشعر.

تضمين ذلك المُستشعر يعني وجود دارة كهربائية صغيرة أعلى الشاشة، وهو ما منع مُعظم الشركات من تكبير حجم الشاشة دون تكبير حجم الجهاز، لكن مؤتمر برشلونة حمل أخبارًا سارّة في هذا المجال.

قدّمت شركة Elliptic Labs نموذجًا لاستخدامات الأمواج فوق الصوتية في الهواتف الذكية، إذ طوّرت نظام قادر على رصد الحركة في مُحيط الهاتف، وبالتالي تنفيذ مهام مُختلفة بناءً على ذلك.

وقبل الحديث عن الأمثلة سنستعرض بشكل سريع آلية عمل مثل هذا النظام، الهواتف الذكية تحوي بالأساس على مُكبّرات صوت، وبالتالي فإن نظام شركة Elliptic Labs يقوم بإرسال أمواج فوق الصوتية، ويستمع لارتداها عبر المايكروفون الموجود بالأصل داخل الهواتف كذلك. تأخّر الارتداد يعني عدم وجود عنصر قريب من الهاتف؛ حسابيًا، المسافة تُساوي السرعة مضروبة بالزمن، وهكذا يُمكن لنظام الشركة التعرّف على العناصر القريبة من الهاتف.

نفس طريقة الحساب تُستخدم كذلك في مُستشعرات الأشعة تحت الحمراء IR، لكن وجود مُستشعر لإرسال الليزر وآخر لاستقباله يعني ضرورة وجود دارة إضافية تستهلك بدورها مساحة من الجهاز وتُجبر الشركات على وجود حواف جانبية لتغطية تلك الدارات.

وبالعودة إلى الاستخدامات فإن الشركة استعرضت تطبيقات مُختلفة لنظامها؛ عند تلقّي مُكالمة جديدة، سيقوم النظام بإيقاف نغمة الرنين عند اقتراب يد المُستخدم من الجهاز. وعند مُشاهدة فيديو سيعرض النظام أدوات التحكّم بالمقطع بمجرد تقريب اليد من الشاشة. أخيرًا، يُمكن التقاط صورة شخصية Selfie وتكبيرها وتصغيرها بمجرّد تقريب اليد من الشاشة أو إبعادها.

الشركة بحسب رئيستها التنفيذية تتعاون مع بعض الشركات المُصنّعة لتطوير هواتف تعتمد على الأمواج فوق الصوتية عوضًا عن الأشعة تحت الحمراء، وهو ما سيسمح بالخروج بهواتف قد تكون أنحف بسبب التخلّص من بعض المُستشعرات، خصوصًا مُستشعر التقريب على الوجه الأمامي، وذلك الموجود على الوجه الخلفي في بعض الكاميرات. أو قد يُصبح مفهوم الهاتف الذكي بشاشة تمتد على كامل الوجه الأمامي أمر مألوف وعادي جدًا، لكن من الصعب تجاهل أسبقية شاومي في الوصول إلى هذا النموذج وتطويره، التي تعاونت مع نفس الشركة بالمناسبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى