التقارير

تجارة التجزئة تفوت فرصة 187 مليار دولار بسبب عدم التوجه إلى الإنترنت

تجارة التجزئة والتحول الرقمي

كان موسم العطلات الماضي هو الأفضل من حيث نمو المبيعات منذ عشرة أعوام، لكن لم يأتي النمو في المبيعات من المتاجر الحقيقية إنما الإلكترونية. ونتيجة عدم توجه متاجر التجزئة إلى الإنترنت والتحول الرقمي لأعمالهم فإنهم يفوتون فرصة بقيمة 187 مليار دولار.

هذه كانت خلاصة تقرير جديد من سيسكو حول الوضع الحالي للتحول الرقمي في قطاع التجزئة. وكشف التقرير أن تجار التجزئة لايزالون في المراحل المبكرة من هذا التحول حيث يتحركون ببطئ شديد على الرغم من المخاطر الكبيرة التي تلف عدم التوجه نحو الإنترنت.

وتهدد موجة التطور الرقمي خروج حوالي نصف الشركات الكبرى الرائدة في قطاع التجزئة بسبب تأخرهم عن اللحاق بها. وحذّر التقرير أن التجار لا يستثمرون بالضرورة في الجوانب الصحيحة. فتقارير المبيعات الضعيفة في موسم الأعياد وإغلاق عدد من المتاجر الكبرى مؤخراً ليس سوى البداية.

بحسب نائب رئيس سيسكو للشرق الأوسط فإن الهزّة التي أحدثها التطور الرقمي ستضرب العديد من الأسماء الكبرى في قطاع التجزئة لتغلق مئات المتاجر التقليدية. وأضاف أنه تبقى هناك فرص ضخمة مع إمكانية تحقيق تجار التجزئة لقيمة تزيد على 506 مليار دولار من خلال التحول الرقمي. ويجب على تجار التجزئة تحقيق مزيد من التقدم في رقمنة القوى العاملة وعملياتهم الجوهرية للتمكن من توفير تجارب مبتكرة للعملاء بالشكل الذي يريدون.

ولفهم التطور الذي حققه تجار التجزئة على خارطة الطريق تلك في مساعيهم لاجتياز رحلاتهم الخاصة بالتحول الرقمي، أمضت سيسكو الأشهر العشرة الماضية في عقد وتيسير ورش عمل مفصّلة مع أكثر من 200 مختص في مجال التجزئة حول العالم، يمثلون محلات تجارية تقليدية وشركات للتجارة الإلكترونية ومصنعي الملابس ومزودي خدمات الطعام وغيرها من فئات القطاع.

وأبرز ملامح التقرير:

1- تجار التجزئة عالقون في المراحل المبكرة: لاتزال أولويات الاستثمار لدى تجار التجزئة في مرحلة التمكين حيث يركزون على تقنيات المعلومات الأكثر نضجاً.

2- يفوت تجار التجزئة فرصة بقيمة 187 مليار دولار لعدم الإستثمار الكافي في إنتاجية الموظفين. تركّز 6 بالمائة فقط من أولويات الاستثمار لدى تجار التجزئة على نماذج العمل المهتمة بإنتاجية الموظفين، رغم أن تقديرات سيسكو تشير إلى أن تلك النماذج تحقق أعلى عائد على الاستثمار لتجار التجزئة.

3- لا يستثمر تجار التجزئة ما يكفي في المجالات التي تحقق لهم التميز في الأفضلية التنافسية وتدفق الإيرادات.
معظم تجار التجزئة لم يحققوا التقدم الكافي فيما يتعلق بالتحول الرقمي، وقد يواجهون خطر الخروج من القطاع فيما تحلّ محلهم مشاريع أكثر ابتكاراً وأسرع تطوراً.

4- يستثمر تجار التجزئة مبالغ أكبر من اللازم في تجربة العملاء. في مقابل الاستثمارات المتدنية المذكورة أعلاه، يمنح التجار أولوية كبيرة لتكون جلّ استثماراتهم الرقمية في مجال تجربة العملاء (بواقع 37 بالمائة) والتي تهدف إلى تحسين التفاعل الشخصي مع المستهلكين. وفيما يمكن لتلك النماذج تحقيق قيمة تقدّر بحوالي 91 مليار دولار، فإن التركيز المفرط على الاستثمار الرقمي في تجربة العملاء قد يقيّد فرصة التجار في الحصول على القيمة التشغيلية التي يمكنهم تحقيقها من التحول الرقمي لوظائف الأعمال والقوى العاملة في مجالهم.

وتجدر الإشارة إلى أن بعض شرائح قطاع التجزئة تحقق تقدماً أكبر بكثير من غيرها في مسيرة التحول الرقمي. فقد وضع تجار التجزئة في قطاع صناعة الملابس والأقمشة في نيويورك 58 بالمائة من أولوياتهم للاستثمار الرقمي في مرحلتي التمييز والتعريف ضمن خارطة الطريق، مقارنة مع 39 بالمائة فقط من تجار التجزئة المعتمدين على المحلات التقليدية والمتاجر متعددة الأقسام ومحلات الخدمات الغذائية في المناطق الجنوبية من الولايات المتحدة الأمريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى